أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - طريقة تقديم التراث في قصيدة -لئلا يُقال- عبد الناصر صالح














المزيد.....


طريقة تقديم التراث في قصيدة -لئلا يُقال- عبد الناصر صالح


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 7940 - 2024 / 4 / 7 - 11:42
المحور: الادب والفن
    


طريقة تقديم التراث في قصيدة
"لئلا يُقال"
عبد الناصر صالح
"لئلا يُقال
أنثُروا القمحَ فوقَ رؤوس الجبالْ
لئلا يُقال ..
جاعت الطيرُ تحتَ عُذوقِ الهلالْ
يا عُمَرْ
جاعت الطيرُ في غزّةَ الجرحِ ..
واحترقَ الزرعُ والناسُ
والبيتُ
والولَدُ المُنتَظَرْ
وتلاشى الأثَرْ
يا خليفتَنا العادلَ المُرتَضى
يا عُمَرْ
هل أتاكَ الخبَرْ ؟"
استحضار التراث العربي لتناول الواقع المعاصر له أثر على المتلقي الذي يتعرف على حالتين متناقضتين، الأولى تأخذه إلى الماضي المجيد، والثانية إلى الحاضر التعيس، فعندما يقارن بينهما يصل إلى أن أجداده/تاريخه لم يكن على ما هو عليه الآن من بؤس والذل وانحطاط/ مما يدفعه للفعل، للثورة، للتغيير، وبهذا تكون القصيدة ليست مجرد كلام عابر، بل فعل مؤثر، فالشاعر له دور اجتماعي يقوم به لأنه يمثل روح الأمة ونبيها، وعلينا الاستماع له ولما يقوله وإلا أخذتنا الصاعقة/الطوفان كما أخذت الأمم السابقة.
إذا ما توقفنا عند طريقة تقديم الشاعر، سنجد إنه يختزل قصة توزيع الزكاة في زمن عمر بن عبد العزيز، مختزل الحدث ب"لئلا يقال، يا عمر" وكيف تم إلقاء الحبوب للطيور بعد أن استكفى الناس ولم يعد هناك من هو بحاجة، ويقارنها بواقع أهلنا في غزة وما يعانونه من جوع، وهذه الطريقة في عرض التراث تنم على أن الشاعر يحترم عقلية المتلقي، فهو لم يسهب في الشرح، تاركا للقارئ أن يفكر بطريقته ليصل إلى الفكرة/الغاية من القصيدة.
ففي بداية تناوله للواقع يصدم المتلقي بحقيقة مناقضة لما جرى في الماضي، فالآن: "جاعت الطير (مكررة)، احترق الزرع، والبيت، والولد، تلاشى الأثر" فنحن نعلم أن الحرق لا يبق من المحروق شيء، سوى الرماد، الذي من الشهل أن تأخذه الرياح أينما شاءت، من هنا نجد دقة الألفاظ التي يستخدمها الشاعر، فبعد "احترق" جاء "تلاشى" وهذا ما يؤكد (واقعية/حقيقة) الحدث والجحيم الذي يحدث في غزة.
وبما أن هناك خراب/دمار/موت/حرق طال كل مظاهر الحياة، الطير، الزرع، الولد، الأثر" جعل الشاعر ينادي على المنقذ/المخلص من خلال نداءه "يا عمر" لكن المقصود هنا ليس عر بن عبد العزيز، بل المتلقي/القارئ الذي يجب أن يتحرك ويفعل ليوقف الحرق والتلاشي في غزة.
هذا على صعيد فكرة القصيدة، أما على صعيد الشكل الذي قدمت به، فنجد أن هناك توازن بين ثنائيات مكررة في القصيدة: "يا عمر، جاعت الطير" وهذا التكرار يخدم عملية الربط/المقارنة بين الماضي والحاضر، كما أن صيغة السؤال "هل أتاك الخبر" تأخذ القارئ للتفكير والتوقف، مما يجعل فكرة القصيدة غير مباشرة، فالشاعر يستحث المتلقي ليس من خلال التعبئة العاطفية فحسب، بل من خلال التفكير وإيجاد حالة وعي بحقيقة ما يجري.
من هنا نقول: لقد استطاع الشاعر أن يتجاوز سخونة الحدث، ويقدمه بطريقة معاصرة حديثة، إن كان من خلال الاختزال والتكثيف، أم من خلال الابتعاد عن المباشرة واستخدام صيغة السؤال، وهذا ما يجعل القصيدة متميزة ولافتة.
القصيدة منشورة على صفحة الشاعر.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مازن دويكات والعلو
- علي البتيري والومضة
- قصيدة -الفضاء- مأمون حسن
- أكرم البرغوثي وتناول الواقع في قصيدة -خسرنا المعارك كلها
- الشاعر والمقاوم في قصيدة -لن نصمت بعد الآن- صلاح أبو لاوي
- صوت المرأة في قصيدة - ترفق بي- رفاه حبيب
- أثر المكان في كتاب -واحد وأربعون قمراً من قرية زكريا- للكاتب ...
- سعادة وفلسطين في كتاب الجمر والرماد هشام شرابي
- أنطون سعادة في كتاب الجمر والرماد هشام شرابي
- المثقف العربي في كتاب الجمر والرماد هشام شرابي
- التعليم في كتاب -الجمر والرماد- هشام شرابي
- تمرد المرأة في مجموعة -امرأة اللوحة- جميلة عمايرة
- المغالطات في كتاب - أيام مع السادات- عمر التلمساني
- السلاسة والمتعة في رواية ستشرق الشمس ثانية فوزي نجاجرة
- التنوع في مجموعة -مطر الذاكرة- كاملة بدارنة
- رعاة الفساد
- محاربة القواعد العسكرية الغربية في كتاب -نضال عبد الناصر، ال ...
- كتابة خلف الخطوط يوميات الحرب على غزة
- الحدث والشاعر في قصيدة -يقظة في ليل غزة- زيد الطهراوي
- انتصار الموت في قصيدة -طابور الخبز والحب والحياة- عبد السلام ...


المزيد.....




- مجلس أمناء المتحف الوطني العماني يناقش إنشاء فرع لمتحف الإرم ...
- هوليوود تجتاح سباقات فورمولا1.. وهاميلتون يكشف عن مشاهد -غير ...
- ميغان ماركل تثير اشمئزاز المشاهدين بخطأ فادح في المطبخ: -هذا ...
- بالألوان الزاهية وعلى أنغام الموسيقى.. الآلاف يحتفلون في كات ...
- تنوع ثقافي وإبداعي في مكان واحد.. افتتاح الأسبوع الرابع لموض ...
- “معاوية” يكشف عن الهشاشة الفكرية والسياسية للطائفيين في العر ...
- ترجمة جديدة لـ-الردع الاستباقي-: العدو يضرب في دمشق
- أبل تخطط لإضافة الترجمة الفورية للمحادثات عبر سماعات إيربودز ...
- الأديب والكاتب دريد عوده يوقع -يسوع الأسيني: حياة المسيح الس ...
- تعرّف على ثقافة الصوم لدى بعض أديان الشرق الأوسط وحضاراته


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - طريقة تقديم التراث في قصيدة -لئلا يُقال- عبد الناصر صالح