علوان حسين
الحوار المتمدن-العدد: 7940 - 2024 / 4 / 7 - 11:41
المحور:
الادب والفن
في الفطور أكلت بيضتين مسلوقتين مع كأس حليب ممزوج بالعسل ورغيف خبز ساخن .
قل لي أنت ماذا أكلت ؟
: - أكلت كسرة خبز مغموسة بالتراب وملوثة بالدم . في الغداء كانت وجبتي اللحم المشوي مع سلطة خضراوات وخبزساخن , كانت الوجبة شهية والأكل ممتعاً .
: - بماذا تغديت هذا اليوم ؟ كانت وجبتي كمشة شوك ٍ مغمسة بالدموع والدم كدت أنزف أحشائي من الألم والجوع والشعور بالذل .
هربت العصافير من غزة والأطفال من الخوف لم يعودوا يحلموا حتى بالحليب .
كان المسيح هناك يصب لنا دماً متجهم الوجه يسير متعثر الخطى في طريق الجلجلة .
- قل لي هل ترى النجوم في الليل وهل تنام على سرير ؟
- أنام كما ينام السجين في زنازين الطغاة ..
- لو عطشت ماذا تشرب ؟
- أشرب الدموع ..
- وهل ترتوي من الدموع ؟
- كما يرتوي شارب الماء من السراب ..
- في غزة هل تشعر بالضجر ؟
- ليس للغزاوي ترف الشعور بالضجر ..
- بماذا تشعر أذن ؟
- أشعر بالقرف من الناس المتخمين وبقليل من اليأس ..
- ماذا عن الموت , هل تخشاه ؟
- الموت زائر أليف يعيش معنا كواحد ٍ منا .
كيف نخشاه وقد صار صديقاً ؟
- بماذا تفكر حين تضع رأسك على الوسادة ؟
- أضع رأسي على حجر ٍ مطعون بالأفكار في عناق مع الليل رأسي يكاد ينفجر ما هذه الأمة ؟
أين هم الناس الذين صدعوا رؤوسنا بالجهاد والشهادة وتحرير الأرض ؟
هل ماتوا جميعاً ؟
غسلنا يدنا من الحكام الخونة , ماذا عن الشعوب هل إستطاب لها النوم بالعسل ؟
حتى الشعراء أصابهم الخرس ! لم ترتو ِ الأرض من دمنا بعد .
أمة بأكملها جالسة تتفرج علينا من شاشات التفزة , يا للعار , أمة أصيبت أرحام نسائها بالعقم فلم تعد تنجب الرجال .
الحمام في سماء العرب ليس ثمة من صقور صرت أخجل من لغتي ولون بشرتي من العهر في عيون الساهرين .
المسبحة وسجادة الصلاة وصوم رمضان لا تشفع لمن خذل الأطفال التي تموت في غزة .
هذا العدو وهذه البندقية شلت يدك .
#علوان_حسين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟