المهدي المغربي
الحوار المتمدن-العدد: 7936 - 2024 / 4 / 3 - 09:44
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
"رمضان شهر واحد و شيء بسيط جدا لا جوع و لا عطش و بسرعة البرق يمضي"
هكذا تقول العامة و كذلك الخاصة بالرغم من تفاوت مصادر الرزق من جهة شحه و من جهة اخرى الغنى الفاحش.
دون الدخول في امور اخرى تخص تحديدا طقوس هذا الشهر بدل ان تكون استثناء صارت هي القاعدة مثلا كتقزيم مساحة "الايمان" و توسيع مساحة شهوة البطن
مرت ايام و ايام
لكنهم اليوم تفاجؤوا و قد وجدوا و اكتشفوا بعد المراقبة و التحقيق ان صيام الناس مغشوش و لا یلیق بدرجة الایمان القصوی المشعة التي تتظاهر بها الناس في تباهي مفضوح.
هكذا جائت الفكرة
طاف "المقدم" و عونه و البراح و الترّاف بسرعة علی الساكنة فی احیاء المدينة
نادوا بصوت عال في الناس فاعلنوا
و عجلوا فورا بصلاة العيد.
لم یتردد منهم احد !!!
تمتموا جميعا في صمت و قالوا :
"الهروب فالتيساع رجلة"
🤣🤣🤣
تلاها ضحك محتشم و هرولوا منتشرين في الأرض.
تبادلوا في حماس:
عواشر مبرومة عفوا مبروکة قبل ان یفوت الاوان و تعيد السلطة المطلقة النظر في قرارها المزاجي المفاجئ هذا.
و المضحك في الأمر هو أن الناس كانت
"علا سبة"
و جاءها نداء البراح كالرحمة!!!
مرة اخرى ردد بعضهم ضاحكا:
"الهروب فالتيساع رجلة"
و هرولوا متزاحمين في إتجاه ساحة أداء صلاة العيد في خشوع منقطع النظير حتى و لو كان مصطنعا.
🤣🤣🤣
بئس او رب فقر صار كفرا
عفوا او صار وعيا سياسيا متمردا خصوصا عندما يزداد الضغط و التلاعب بعواطف الناس المسيرة المخدرة و يزداد التعسف من كل جانب حتى من الجهة التي تعتبرها الناس أقول تعتبرها الناس مصدر أمان و طمأنينة و سلام.
طالما ان العباد تعيش في تصادمات مستمرة عنيفة يطغى عليها الجهل و التخلف و الغباء و لهفة الاستهلاك في مجتمع راسمالي منافق متناقض تسوده سلطة الشكليات و التباهي و "الفوحان" و الإيمان المغشوش و اللعب على الحبلين و التشبت المرضي بلعنة الرأسمال القهري الاستيلابي.
إن هذه الضغوطات المتكاثرة اكيد تزيد من حتمية درجة احتكاك المتناقضات كي يولد النقيض الآخر رغم المعيقات و رغم تعثره في مسيرته الشاقة الطويلة و هذا تحول قد يعيد النظر في أسلوب
"الهروب فالتيساع رجلة"
مع تعديل طفيف في خفة الروح المرحة
و ليس فيه لا ضر و لا ضرار .
من یومیات مهاجر فی بلاد الاسلام و العروبة و الأمازيغ.
مع اصدق التحيات
#المهدي_المغربي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟