عبد السلام الزغيبي
الحوار المتمدن-العدد: 7929 - 2024 / 3 / 27 - 22:11
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الواقع أن ليبيا منذ تم إعلان التحرير دخلت في وضع عنق الزجاجة، الذي وجدت نفسها مسجونة داخله سياسيا وعسكريا واجتماعيا، وحتى هذه اللحظة مازال مستقبل ليبيا – لم يتبين بعد خيطه الأبيض من خيطه الأسود.
الكل يعرف ان ليبيا تعتمد اعتمادا كاملا على القطاع النفطي، في ظل شلل الاقتصاد منذ عقود، يعتبر هو شريان الحياة الوحيد في ليبيا، التي لا تكاد تنتج أي شيء آخر، فهي تستورد جميع حاجاتها الغذائية تقريبا وجميع مستلزمات الحياة الأخرى، وهو بذلك الممول الوحيد للحياة في ليبيا.
ومع الصعوبات المعيشية التي يحياها المواطن الليبي بسبب الوضع الاقتصادي الحرج للغاية، الذي جعل لا يستطيع شراء احتياجاته الأساسية رغم ان البلاد تمتلك أكبر احتياطيات نفطية في أفريقيا.
بسبب تخبط قرارات المؤسسات التشريعية والتنفيذية،كان من نتيجته ان العائلات الليبية تضررت بشكل أكبر لأن أسعار المواد الغذائية الأساسية مثل المعكرونة والأرز والسكر والدقيق التي كانت مدعومة إلى حد كبير في السابق أصبحت الآن مرتبطة بمستوى الدولار في السوق الموازية. زد على ذلك تأخر دفع المرتبات و معاشات التقاعد، ونقص السيولة في البنوك .
الانهيار الاقتصادي في البلد التي يبلغ عدد سكانها سبعة ملايين نسمة، الذي يعاني منذ سنوات طويلة من عدم الاستقرار
ليس بسبب نقص في الموارد، و لكن بسبب فائض في اللصوص وتجار الاعتمادات الوهمية، والمهربين.وغياب الرقابة والمحاسبة.
لكي تخرج البلاد من الوضع البائس ستكون بحاجة إلى إرادة سياسية جماعية لتنفيذها وتحويلها إلى امر واقع على الأرض لكي يتوفر لدى المواطن الليبي سبل العيش الكريم في ظل دولة مدنية مستقرة لطالما حلم بها.
الأمر يتطلب رؤية اقليمية ودولية واحدة للازمة ؟ ويبقى الدور أيضا على المجتمع الدولي وأدواته أن يحث ويتابع تنفيذ تلك الرؤية وتحويلها إلى واقع ملموس.
هل سنرى في القريب العاجل خارطة طريق تشمل الآليات والضمانات الكافية لتنفيذها، وإدارة المرحلة المتبقية قبل اقرار الدستور واجراء انتخابات تقود الى برلمان وحكومة منتخبة ؟
#عبد_السلام_الزغيبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟