|
فَلْسَفَة اَلْرِّدْبِّيلْ - اَلْجُزْءَ اَلْأَوَّلِ-
اتريس سعيد
الحوار المتمدن-العدد: 7918 - 2024 / 3 / 16 - 00:43
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
1 _ بَيْنَمَا تَسْعَى اَلرَّائِعَاتِ لِبَيْعِ أَنْفُسِهِنَّ اَلْمُدَنَّسَةَ وَأَجْسَادِهِنَّ اَلْمُلَوَّثَةِ بِأَثْمَانِ غَالِيَةٍ ؟ يَسْعَى اَلرِّجَالُ اَلْجُدُدُ لِلْخُرُوجِ مِنْ سُوقِهِنَّ اَلرَّخِيصِ وَرَمْيَ سِلَعِهِ اَلرَّدِيئَةِ اَلْبَالِيَةِ. اَلْمُحَطَّمَةَ. وَ حَرْقُهُ. وَدَفَنَ رَمَادُهُ اَلْمَلْعُونَ. اُخْرُجْ مِنْ سُوقِ اَلضِّبَاعِ اَلسَّوْدَاءِ. كُلَّ شَيْءٍ مُزَيَّفٍ وَالْمُحْتَالِينَ سَيَبِيعُونَ لَكَ سِلْعَةٌ مَغْشُوشَةٌ آكِلُو عَلَى ظَهْرِهَا وَرَكِبُوهَا وَأَلْقَوْا سَجَائِرَهُمْ عَلَيْهَا وَأَنَصْرَفُو. اِحْذَرْ رُبَّمَا سَتَدْفَعُ ثُمَّ تَدْفَعُ خَارِجًا وَلَنْ تَحْصُلَ عَلَيْهَا. وَهَذَا اَلْفَخُّ وَقَعَ فِيهِ اَلْكَثِيرُ. اِنْكَشَفَتْ اَللُّعْبَةُ وَآنْتَهَى اَلْفِيلْمُ. وَ آسْتَيْقَظَ اَلرَّجُلُ وَزَالَ اَلضَّبَابُ مِنْ اَلْوَادِ وَذَابَ اَلثَّلْجُ وَبَانَّ اَلْمَرْجَ 2 _ أَوَّلُ خُطْوَةٍ لِدُخُولِكَ قَائِمَةَ اَلنُّخْبَةِ هِيَ أَنْ تَتَحَكَّمَ بِشَهْوَتِكَ يَا صَدِيقِي 3 _ مُتَزَوِّج حَدِيثًا وَزَوْجَتِكَ كُلَّ أُسْبُوعٍ تَزُورُ أَهْلَهَا (عَلَى حَدِّ قَوْلِهَا) اِسْتَيْقَظَ يَا نَائِمٌ ؟ إنَّهَا تُطَبِّقُ إِسْتِرَاتِيجِيَّتَهَا لِتَّزَوَاجِيَّة اَلثُّنَائِيَّةُ عَلَيْكَ. أَنْتَ اَلْبِيتَا Beta مُزَوَّدٌ اَلْخِدْمَاتِ اَلْمُلْزَمِ بِالصَّرْفِ عَلَيْهَا. هَذَا دَوْرُكَ اَلْمُحَدَّدُ مُسْبَقًا. فِي حِينِ هِيَ تَذْهَبُ لِلْأَلْفَا لِسَدّ رَغْبَتِهَا اَلْحَارِقَةِ مَعَهُ. وَمُمْكِنٌ تُنْجِبْ مِنْهُ أَوْلَادُهَا وَ الطَّامَّةِ اَلْكُبْرَى اَلَّتِي تُرْعِبُنِي شَخْصِيًّا. وَهِيَ أَنَّكَ سَتُرَبِّي أَطْفَالاً غَيْرِكَ وَأَنْتَ لَا تَعَلَّم. هَذَا مَا يَحْدُثُ بِالْفِعْلِ يَا صَدِيقِي اَلْيَوْمِ ؟ اَسْتَرَاتجِّيَّة اَلْإِينَاثْ فِي التَّزَاوُجُ غَلَبَتْ وَتَفَوَّقَتْ عَلَى إِسْتِرَاتِيجِيَّةِ اَلرِّجَالِ اَلْأَبَوِيَّةِ اَلتَّقْلِيدِيَّةِ. لَا يُمْكِنُ تَطْبِيقَ اَلْإِسْتِراتيجِيَّتَيْنِ مَعًا. هُنَاكَ فَائِزٌ وَخَاسِرٌ. حَالِيًّا اَلنِّسَاءَ هُنَّ اَلْفَائِزَاتِ. حَقِيقَةٌ مُؤْلِمَةٌ يَجِبُ أَنْ يُدْرِكَهَا اَلْكَثِيرُ مِنْ اَلرِّجَالِ قَبْلَ أَنْ تَنْطَلِيَ عَلَيْهِمْ جَمِيعًا اَللُّعْبَةُ اَلْأَزَلِيَّةُ. 4 _ ظَهَرَتْ مُنْذُ مُدَّةٍ قَصِيرَةٍ فَتَاةِ سُورِيَةِ وَهُنَاكَ مَنْ مَثْلُهَا بِالْعَشَرَاتِ مِنْ اَلنِّسَاءِ تَعْمَلْنَ نَسْخٍ لَصْقٍ مِنْ عِنْدِنَا وَتَنْشُرُهُ فِي اَلتِّيكْ تَوّكُ ثُمَّ مَعَ اَلْأَيَّامِ تَعَلَّمَتْ كَيْفَ تَسْرُدُ اَلْكَلِمَاتُ وَتُبَسِطُ اَلْمَعَانِي. وَتَطْرَحَ اَلْأَفْكَارُ وَالتَّسَاؤُلَاتُ. ثُّمَّ أَصْبَحَتْ دُكْتُورَةٌ مَشْهُورَةٌ فِي اَلرَّيْدَبِيلْ. وَتَقُولَ شُكْرًا لِلْسِيمَبْ اَلدَّاعِمِ اَلدَّائِمِ لَنَا وَرُبَّمَا سَتُحَرِّفُ قَوَاعِدُنَا اَلْأَسَاسِيَّةُ وَالْأَعْلَامِ اَلْحَمْرَاءِ. بِمَا أَنَّ بَدَأَتْ تَظْهَرُ وَتَتَقَوَّى وَتَصْنَعُ جُمْهُورًا وَفِيًّا مِنْ اَلْسَيْمَباتِ. كُلُّ اَلثَّوْرَاتِ هَكْذا تُخْتَرَق ثُّمَ تُفْرَّغُ مِنْ مُحْتَوَاهَا اَلْأَصْلِيِّ وَتُحَرِّفُ عَنْ مَسَارِهَا اَلصَّحِيحِ إِلَى أَنْ تُخْمَدَ شَرَارَتَهَا وَتَنْطَفِئَ بِفِعْلِ اَلْمُنْدَسِّينَ أَمْثَال هَؤُلَاءِ. وَهَذَا كُلُّهُ مِنْ هِيبَاتْ اَلسَّيْمَبْ اَلَّذِي يَسْمَعُ وَيَرَى وَيَثِق وَيَدْعَمُ كُلُّ أُنْثَى يَجِدُهَا أَمَامَهُ. أَمَّا نَحْنُ لِلْأَسَفِ لَا نْمَلْكْ مَهْبِلٌ. 5 _ لِمَاذَا تَتَحَرَّكُ غَرِيزَةَ اَلْحِمَايَةِ اَلذُّكُورِيَّةِ عِنْدَمَا تَرْتَكِبُ أُنْثَى جَرِيمَةٍ أَخْلَاقِيَّةٍ وَيَسْتَخْدِمُ اَلْمُجْتَمَعُ اَلدِّينُ كَغِطَاءٍ لِحِمَايَتِهَا ؟ بَيْنَمَا إِذَا فَعَلَ رَجُلُ نَفْسِ اَلْجَرِيمَةِ لَا يَسْتَجِيبُ اَلْمُجْتَمَعُ مَعَهُ ؟ لِفَهْمُ لِمَاذَا يَنْظُرُ اَلْمُجْتَمَعُ إِلَى اَلرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ بِشَكْلٍ مُخْتَلِفٍ عِنْدَمَا يَتَعَرَّضُونَ لِلْأَذَى، يَجِبَ اَلنَّظَرُ إِلَى عِدَّةِ جَوَانِبَ مِنْهَا اَلْبَيُولُوجْيَا اَلتَّنَاسُلِيَّةُ : اَلرِّجَالُ يُنْتِجُونَ مَلَايِينُ اَلنُّطَفِ كُلَّ يَوْمٍ، بَيْنَمَا اَلنِّسَاءُ لَدَيْهِنَّ عَدَدٌ مَحْدُودٌ مِنْ اَلْبُوَيْضَاتِ، هَذَا يَعْنِي أَنَّ اَلرِّجَالَ يُمْكِنُهُمْ نَشْرُ جِينَاتِهِمْ بِشَكْلِ أَوْسَعَ، بَيْنَمَا اَلنِّسَاءُ يَحْتَاجُونَ إِلَى اِخْتِيَارِ اَلشَّرِيكِ بِعِنَايَةٍ أَكْبَرَ. نَتِيجَةٌ لِذَلِكَ، يَتِمَّ تَشْجِيعُ اَلرِّجَالِ تَقْلِيدِيًّا عَلَى اَلْمُخَاطَرَةِ وَالتَّنَافُسِ وَ بِالتَّالِي يُمْكِنُ اِسْتِبْدَالُهُمْ، فِي حِينِ يَنْظُرُ إِلَى اَلنِّسَاءِ كَمَوَارِدَ تَنَاسُلِيَّةٍ ثَمِينَةٍ يَجِبُ حِمَايَتَهَا. اَلْأَدْوَارُ اَلِاجْتِمَاعِيَّةُ : اَلْمُجْتَمَعَاتُ تُعَزِّزُ اَلْأَدْوَارُ اَلْجَنْدَرِيَّةِ اَلَّتِي تُحَدِّدُ سُلُوكَ اَلرِّجَالِ وَ النِّسَاءِ. اَلرِّجَالُ يَتَوَقَّعُ مِنْهُمْ أَنْ يَكُونُوا أَقْوِيَاء وَمُسْتَقِلِّينَ، بَيْنَمَا يَنْظُرُ إِلَى اَلنِّسَاءِ عَلَى أَنَّهُنَّ بِحَاجَةِ إِلَى اَلرِّعَايَةِ وَالْحِمَايَةِ. وَهَذِهِ اَلتَّوَقُّعَاتُ تُؤَثِّرُ عَلَى كَيْفِيَّةِ اِسْتِجَابَةِ اَلْمُجْتَمَعِ عِنْدَمَا يَتَعَرَّضُ أَحَدُهُمْ لِلْأَذَى. عِلْمُ اَلنَّفْسِ اَلتَّطَوُّرِيِّ يَرَى أَنَّ اَلْبَشَرُ مُبَرْمَجَانِ بَيُولُوجْيَا لِلِإسْتِجَابَةِ بِقُوَّةِ عِنْدَمَا تَكُونُ اَلنِّسَاءُ فِي خَطَرٍ لِضَمَانِ بَقَاءِ اَلْأُمِّ وَالنَّسْلِ. وَهَذَا يُفَسِّرُ لِمَاذَا قَدْ يَتَلَقَّى اَلرِّجَالُ دَعْمًا اِجْتِمَاعِيًّا أَقَلَّ عِنْدَمَا يَتَعَرَّضُونَ لِلْأَذَى. هَذِهِ اَلْعَوَامِلِ تُسَاهِمُ فِي تَوَقُّعَاتٍ مُخْتَلِفَةٍ لِلرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ فِي اَلْمَوَاقِفِ اَلَّتِي يَتَعَرَّضُونَ فِيهَا لِلْأَذَى. أَمَّا مِنْ اَلنَّاحِيَةِ اَلشَّرْعِيَّةِ فَالْإِسْلَامُ نَهَى عَنْ اَلتَّحَيُّزِ اَلْجِنْسِيِّ حَتَّى أَنَّ اَلنَّبِيَّ عَلَيْهِ اَلسَّلَامُ قَالَ لَوْ سَرَقَتْ فَاطِمَة بِنْتْ مُحَمَّدْ لَقَطَعْتُ، يَدُهَا فَالْإِسْلَامَ لَمْ يُفَرِّقْ فِي اَلْعُقُوبَاتِ اَلشَّرْعِيَّةِ بَيْنَ نِسَاءٍ وَرِجَالٍ. وَلَمْ تَتَدَخَّلْ غَرِيزَةُ اَلْحِمَايَةِ اَلذُّكُورِيَّةِ فِي اَلْإِسْلَامِ لِلتَّخْفِيفِ عَنْ جَرَائِمِ اَلْإِنَاثِ كَمَا يَفْعَلُ قُضَاةُ اَلْيَوْمِ وَ مُجْتَمَعِ الْسِيمَبْ اَلَّذِي تَتَلَاعَبُ اَلنِّسْوِيَاتُ بِغَرِيزَةِ حِمَايَتِهِ لِلدِّفَاعِ عَنْ اِرْتِبَاطِهَا اَلْفَوْقِيِّ مُسْتَخْدِمَةً سِلَاحَ اَلدِّينِ وَالسَّتْرِ وَأَحْيَانًا اَلْوَطَنِيَّةُ 6 _ اَلرِّجَال اَلَّذِينَ لَا يَخْضَعُونَ لِرَغَبَاتِهِمْ اَلْجِنِّسِيَّة هُمْ رِجَالٌ وَاعُونَ مُرَكَّزُونَ عَلَى أَهْدَافِهِمْ ؟ مُنْتَبِهُونَ لِلْأَشْوَاكِ اَلْمَوْجُودَةِ فِي طَرِيقِهِمْ ؟ اَلرِّجَالُ اَلْوَاعُونَ هُمْ رِجَالٌ أَقْوِيَاءَ وَجَذَّابُونَ ؟ لَا تَغُرُّهُمْ شَهَوَاتٌ وَلَا مَلَذَّاتٍ عَابِرَةً. وَ هُمْ فِي طَرِيقِهِمْ لِبِنَاءِ مَمْلَكَتِهِمْ 7 _ وَالِدُ اَلنِّسْوِيَّةِ لَا يَقِلُّ خُطُورَةً عَنْ اِبْنَتِهِ فَهُوَ تِمْسَاحٌ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَيَظُنُّ نَفْسَهُ فَهِمَ اَلدُّنْيَا وَسَيَعْرِفُ كَيْفَ يُنْقِذُ اِبْنَتَهُ عَلَى ظَهْرِ شَابِّ مَا زَالَ يُؤْمِنُ بِالْحُبِّ وَخُرَافَةِ بَنَتْ اَلْأَهْلَ 8 _ لَا تَجْعَلُ أَيَّ شَخْصٍ يَتَحَكَّمُ فِي مَا تُرِيدُ فِعْلَهُ فَأَنْتَ فِي نَظَرِ اَلْجَمِيعِ إِمَّا فُرْصَةٌ لِإسْتِغْلَالِهَا أَوْ قُمَامَةٍ لَا قِيمَةً لَهَا. 9 _ تُرِيدَ اَلْأُنْثَى اَلْعَصْرِيَّةُ رَجُلاً لَطِيفًا لِزَوَاجٍ حِينَمَا تَرْغَبُ بِسَرِقَةِ أَمْوَالِ أَحَدُهُمْ. تُرِيدَ رَجُلاً قَوِيًّا مَالِيًّا وَجَسَدِيًّا حِينَمَا تَرْغَبُ بِالْجِنْسِ. تُرِيدُ سِيمْبْ رُومَانْسِيًّا حِينَمَا تَرْغَبُ بِالْمَرَحِ وَ الْأَكْلُ مَجَّانًا. تُرِيدَ رَجُلاً نِسْوِيًّا كَكَلْبٍ لِلزِّينَةِ حِينَمَا تُعَنِّسُ وَ تَرْغَبُ فِي اَلْأُمُومَةِ. تُرِيدَ أَطْفَالاً مِنْ رَجُلٍ وَسِيمٍ وَجَذَّابٍ. تُرِيدُ أَمْوَالَ بَسْيُونِي بِيهْ اَلْكَهْلِ صَاحِبُ اَلشَّرِكَاتِ. تُرِيدَ كُلَّ شَيْءِ وَ هِيَ لَا شَيْءً 10 _ اُنْظُرْ إِلَى أَيِّ اِمْرَأَةٍ عَصْرِيَّةٍ نَظْرَةٍ مُجَرَّدَةٍ مِنْ اَلشَّهْوَةِ سَتَجِدُهَا لَا شَيْء. رُبَّمَا سَتَرَى رَجُلاً مَمْسُوخًا أَمَامَكَ ؟ تَوَغَّل مَا وَرَاءَ اَلشَّهَوَاتِ لِتَتَمَكَّنَ مِنْ رُؤْيَةِ اَلْحَقِيقَةِ اَلشَّامِلَةِ. سَتَرَى اَلْجَهْلَ وَ الْحُمْقَ وَالتَّفَاهَةَ وَالْأَمْرَاضَ اَلْمُزْمِنَةَ وَالِاضْطِرَابَاتِ اَلنَّفْسِيَّةَ، سَتَرَى آثَارَ اَلْحُطَامِ مُتَبَقِّيَةً ؟ أَنْتَ فَقَطْ شَهْوَانِيٌّ كُلُّ اَلْوَقْتِ وَ جَمِيعِ اَلْأَيَّامِ. اِسْتَيْقَظَ 11 _ لَا يَهُمُّ إِذَا كُنْتَ لَطِيفًا مَعَهَا حَيَاتَكَ كُلَّهَا، فَهِيَ لَا تَزَالُ تَحْلُمُ بِمُضَاجَعَةِ ذَلِكَ اَلَّذِي مَزَّقَ مُؤَخَّرَتَهَا فِي اَلْغَابَةِ عِنْدَمَا كَانَتْ فِي اَلثَّامِنَةِ عَشْرَةَ مِنْ عُمْرِهَا. اِسْتَيْقَظَ أَيُّهَا اَلْمُغَفَّلِ ؟ 12 _ اَلْأَمْر بِيَدِكَ عَزِيزِي اَلرَّجُلَ أَمَّا أَنْ تُكَوِّنَ رِيدْبِيلْ "Red Bill" ذُكُورِي وَتَنْضَمُّ لِصُفُوفِ إِخْوَانِكَ مِنْ اَلرِّجَالِ ضِدَّ مُحَاوَلَاتِ سَرِقَتِكَ جِهَارًا نَهَارًا وَإسْتِعْبَادَكَ لِتُصْبِحَ مُوَظَّفًا لِلْأُنْثَى تُقَدُّمَ لَهَا اَلْخِدْمَاتُ اَلْمَجَّانِيَّةُ بِلَا طَاعَةٍ ؟ وَإِمَّا أَنْ تَتَجَاهَلَ اَلْأَمْرَ حَتَّى تَجِدَ نَفْسَكَ يَوْمًا مَا فِي مُسْتَنْقَعِ اَلْإِهَانَةِ وَ الذُّلِّ ؟ حِينهَا لَنْ يُنْقِذَكَ أَحَدُ، لَنْ يَأْبَهَ بِكَ أَحَدٌ، اَلْجَمِيعَ سَيَتَخَلَّى عَنْكَ عَزِيزِي ؟ يُرِيدُونَ اِسْتِعْبَادُكَ وَسَرِقَةُ رَوَاتِبِكَ لِتَنْعُّمِ اَلْأُنْثَى عَنْ طَرِيقِ تَعَبِكَ، لَنْ يُطَالِبَ أَحَدٌ بِحُقُوقِكَ اَلْمَسْلُوبَةِ مَا عَدَا إِخْوَانَكَ وَهُمْ قِلَّةٌ قَلِيلَةٌ مِنْ اَلرِّجَالِ اَلذَّكُورِيينْ. اِنْضَمَّ لَهُمْ، شَارَكَهُمْ، اِرْفَعْ رَايَتَهُمْ، اُدْخُلْ ثَوْرَتَهُمْ 13 _ لِمَاذَا اَلْفَقِيرُ يَزْدَادُ فَقْرًا وَالثَّرِيَّ يَزْدَادُ ثَرَاءً لِأَنْ اَلْأَوَّلَ يَمْلِكُ عَقْلِيَّةَ مُسْتَهْلِكٍ وَالثَّانِي عَقْلِيَّةُ مُسْتَثْمِرٍ كَيْفَ ذَلِكَ ؟ عَادَةٌ يَسْتَدِينُ اَلشَّخْصُ اَلْعَادِيُّ لِشِرَاءِ سَيَّارَةٍ أَوْ بَيْتٍ أَوْ لِيَتَزَوَّج هَلْ هَذَا اَلْأَمْرِ عَادِيٍّ ؟ بِالتَّأْكِيدِ لَا ؟ سَتَبْقَى مَدْيُونًا طِيلَةِ عِشْرِينَ سَنَةَ أَوْ أَكْثَرَ وَأَنْتَ تُسَدِّدُ قَرْضَكَ مَعَ اَلْفَوَائِدِ لِأَنَّ أَغْلَبَ اَلْبُنُوكِ حَتَّى وَلَوْ كَانَ إِسْلَامِيٍّ يَعْمَلُ بِالْفَائِدَةِ، أَمَّا اَلثَّرِيُّ يَسْتَدِينُ مَبْلَغ مُعَيَّنٍ وَيُحَوِّلُهُ لِأَضْعَافِ ذَاكَ اَلْمَبْلَغِ ؟ كُلَّ شَيْءٍ يَتَمَحْوَرُ عَلَيْكَ ؟ كُنَّ أَنْتَ اَلْمُفْتَرِس وَلَا تَكُنْ اَلطَّعْمَ هَذَا هُوَ اَلْفَرْقُ بَيْنَ اَلْأَغْنِيَاءِ وَالْفُقَرَاءِ ؟ دَائِمًا أَقُولُهَا عَقْلِيَّتَكَ هِيَ مَنْ تُحَدِّدُ مِنْ أَنْتَ سَوَاءٌ مُجْتَمَعِيًّا مَثَلاً مَعَ اَلنِّسَاءِ أَوْ أَصْدِقَائِكَ أَوْ حَتَّى فِي حَيَاتِكَ اَلْمُثِيرَةِ لِلشَّفَقَةِ 14 _ أَرْمَلَة اَلْأَلْفَا تَعِيشَ فِي دَوَّامَةٍ مِنْ اَلْأَلَمِ وَالتَّنَاقُضِ فِي أَعْمَاقِهَا، تَحْمِلَ جُرْحًا عَمِيقًا مِنْ فِرَاقِ حَبِيبِهَا وَتُعَانِي لِلْأَبَدِ مِنْ تَأْثِيرِهِ، حَيْثُ تَتَذَكَّرُ كُلَّ لَحْظَةٍ عَاشَتْهَا مَعَهُ بِذِكْرَيَاتٍ مَرِيرَةٍ هَذِهِ، اَلذِّكْرَيَاتِ اَلْمُحَرَّمَةِ تُطَارِدُهَا كَظِلٍّ لَا يُفَارِقُهَا، مِمَّا يَجْعَلُهَا تَشْعُرُ بِالِإشْمِئْزَازِ مِنْ وَاقِعِهَا اَلْحَالِيِّ. تَنْظُرَ إِلَى زَوْجِهَا وَكُلَّ مَا تَرَاهُ هُوَ مِرْآةٌ تَعْكِسُ مَا فَقَدَتْهُ، وَلَيْسَ مَا يُمْكِنُ أَنْ تُكْسِبَهُ. يَتَحَوَّلَ اَلْكُرَه لَيْسَ فَقَطْ إِلَى مَشَاعِرَ سَلْبِيَّةٍ تُجَاهِهِ بَلْ إِلَى نُفُورِ مِنْ اَلْعَلَاقَةِ اَلزَّوْجِيَّةِ اَلشَّرْعِيَّةِ نَفْسُهَا. اَلْمُقَارَنَاتُ اَلْمُسْتَمِرَّةُ تَسَمُّمَ حَيَاتِهَا؛ فَكُلَّ كَلِمَةٍ، كُلُّ لَمْسَةٍ، وَكُلَّ نَظْرَةٍ مِنْ زَوْجِهَا تُقَارَنُ بِمَاضٍ مِثَالِيٍّ صَنَعَتْهُ فِي مُخَيِّلَتِهَا. هَذَا اَلْوَهْمِ اَلَّذِي تَعِيشُ فِيهِ يُعْمِيهَا عَنْ رُؤْيَةِ اَلْجُهُودِ وَالتَّضْحِيَاتِ اَلَّتِي يُقَدِّمُهَا زَوْجُهَا. هُوَ يَسْتَنْزِفُ حَيَاتَهُ، وَقْتُهُ، جُهْدُهُ، وَمَالُهُ لِبِنَاءِ حَيَاةٍ سَعِيدَةٍ لَهُمَا، لَكِنَّهُ يَتَفَاجَأُ بِأَنَّهُ مُرْتَبِطٌ بِإمْرَأَةٍ تَعِيشُ مَعَهُ جَسَدًا بِلَا رُوح، رُوحُهَا مُعَلَّقَةً بِآخَر فِي مَكَانٍ بَعِيدٍ. هَذَا اَلظُّلْمِ لَا يُحَطِّمُ فَقَطْ قَلْبَ اَلزَّوْجِ وَيَسْتَنْزِفُ رُوحَهُ، بَلْ يُدَمِّرُ أَيْضًا فُرْصَةَ أَرْمَلَةِ اَلْأَلْفَا فِي تَجْرِبَةِ اَلسَّعَادَةِ اَلْحَقِيقِيَّةِ فِي اَلزَّوَاجِ. 15 _ اَلَّذِي " يَقْدَحُ مِنْ رَأْسِهِ " هُوَ رَجُلٌ خَطِيرٌ. اَلرَّجُلُ اَلْخَطِيرُ لَا يُسَيْطِرُ عَلَيْهِ أَحَدٍ. وَاَلَّذِي لَا يُسَيْطِرُ عَلَيْهِ أَحَدٍ هُوَ رَجُلٌ حُرٌّ. وَ الرَّجُلُ اَلْحُرُّ هُوَ رَجُلٌ سَعِيدٌ. وَالسَّعِيدَ هُوَ اَلَّذِي يَتَحَكَّمُ فِي حَيَاتِهِ. وَاَلَّذِي يَتَحَكَّمُ فِي حَيَاتِهِ هُوَ اَلَّذِي لَدَيْهِ اَلْمَالُ ؟ اَلرَّجُلُ اَلشَّهْوَانِيّ هُوَ رَجُلٌ مُسْتَعْبَدٌ، مُنْقَاد، يُسَاق كَمَا تُسَاقُ اَلنَّعْجَةُ مِنْ أذُّنِهَا. إِذَا تَحَرَّرَتْ مِنْ شَهْوَتِكَ فَكَأَنَّكَ أَفْلَتَ مِنْ سِلَاحٍ مُوَجَّهٍ عَلَى وَجْهِكَ. اَلْأَمْرُ جِدًّا خَطِير يَا شَبَاب، وَإِنْ لَمْ تُسَيْطِرُونَ عَلَى شَهَوَاتِكُمْ وَتُوَجَّهُونَهَا وَتَتَعَامَلُونَ مَعَهَا بِحِكْمَةٍ، فَسَتَضِيعُ عَلَيْكُمْ حَيَاتُكُمْ. 16 _ مِنْ أَهْدَافِ اَلسَّرْدِيَّةِ اَلنِّسْوِيَّةِ : مُسَاوَاةُ اَلرَّخِيصَةِ بِالشَّرِيفَةِ، مُسَاوَاةُ اَلْبِكْرِ بِالثَّيِّبِ، مُسَاوَاةُ اَلْيَافِعَةِ بِالْهَرِمَةِ ؟ اَلْمَرْأَةِ يَهُمُّهَا خَفْضُ مَعَايِيرِ اَلرَّجُلِ لِتَرْوِيجِ كُلِّ فِئَاتِ جِنْسِهَا وَ تَقْدِيمِهِنَّ كَمُؤَهِّلَاتٍ لِلِإسْتِخْدَامِ اَلرِّجَالِيِّ 17 _ مَرَضُ عُقْدَةِ اَلْمَلِكَةِ أَوْصَلَ اَلْكَثِيرَ مِنْ اَلنِّسَاءِ إِلَى مَرَضِ اَلِاسْتِحْقَاقِيَّةِ اَلْمُزَيَّفَةِ فَصَارَتْ تَظُنُّ نَفْسَهَا هِيَ اَلْجَائِزَةُ لِأَيِّ رَجُلٍ ؟ أَنْتَ اَلْجَائِزَةُ يَا صَدِيقِي لِأَنَّكَ صَاحِبُ اَلْمَوَارِدِ فَأَرْفَعَ مَعَايِيرُكَ اَلِانْتِقَائِيَّةَ وَكُنْ رَجُل ذُو قِيمَةٍ عَالِيَةٍ 18 _ لَنْ تَهْتَمَّ اَلنِّسَاءُ بِكِفَاحِ اَلرِّجَالِ ؟ إنَّهُنَّ يَنْتَظِرْنَ عِنْدَ خَطِّ اَلنِّهَايَةِ وَيْصَطْدُنْ اَلْفَائِزِينَ 19 _ كَيْفَ تُمَيَّزَ اَلنِّسَاءَ بَيْنَ اَلْأَلْفَا وَالْبِيتَا وَهَذَا اَلْجُزْءُ إِكْمَال لِسُلُوكِ اَلتَّعَامُلِ لِتَعَلُّمِ كَيْفَ تُعَامَلَ اَلْأُنْثَى : 1 _ مُحَاوَلَةُ إِسْعَادِهَا : عِنْدَمَا تُحَاوِلُ إِسْعَادُهَا أَوْ تُبَالِغُ بِهَذَا عَلَى اَلْأَقَلِّ فَهِيَ تَشْعُرُ بِشَكْلٍ غَيْرِ وَاعِي أَنَّكَ تَشْعُرُ بِأَنَّ وُجُودَكَ مَعَهَا لَيْسَ أَمْرًا يُسْعِدُهَا وَأَنْتَ بِحَاجَةِ لِتَعْوِيضِ هَذَا اَلنَّقْصِ بِالْهَدَايَا وَ الْمُجَوْهَرَاتِ وَغَيْرِهَا وَهَذَا يَعْنِي أَنَّ قِيمَتَكَ مُنْخَفِضَةً 2 _ اَلتَّنَاسُبُ مَعَ اِحْتِيَاجَاتِهَا : عِنْدَمَا تَقُولُ لَكَ إِنَّهَا تُحِبُّ اَلرَّجُلَ اَلْفُكَاهِيَّ أَوْ اَلْمُعَضَّلَ أَوْ اَلَّذِي يَقْرَأُ أَوْ اَلْمُثَقَّفِ أَوْ اَلرَّجُلِ اَلْخ، لَا تُعْطِي اَلْأَمْرَ أَهَمِّيَّةً وَلَا تُلْقِّي اَلنِّكَاتِ بِمُجَرَّدِ أَنْ تَقُولَ إِنَّهَا تُحِبُّ اَلرَّجُلَ اَلْفُكَاهِيَّ أَوْ تُحَاوِلُ أَنْ تَكُونَ مُثِيرًا لِلِإهْتِمَامِ بِمُجَرَّدِ أَنْ تَقُولَ إِنَّكَ مُمِلٌّ أَوْ تُحَاوِلُ أَنْ تَذْهَبَ لِلْجِيمِ بِمُجَرَّدِ أَنْ تَقُولَ إِنَّهَا تُحِبُّ اَلرَّجُلَ اَلْمُعَضَّلَ، بِكُلِّ بَسَاطَةٍ لَا تَتَغَيَّرُ لِأَجْلِهَا أَبَدًا أَوْ تَتَصَنَّعُ وَإِذَا فَعَلْتَ فَسَوْفَ تَشْعُرُ وَتَخَرَّجَ بِنَتِيجَةِ أَنَّكَ مُنْخَفِض اَلْقِيمَةِ مَهْزُوزٌ اَلشَّخْصِيَّةِ. لَا تُغَيِّرُ شَخْصِيَّتَكَ لِأَجْلِهَا هِيَ مِنْ تَغَيُّرِ شَخْصِيَّتِهَا لِأَجْلِكَ ! يَجِبُ أَنْ تَكُونَ قَوِيًّا كِفَايَةً لِتَجْعَلَهَا تَقَلُّدَكَ فِي سُلُوكِكَ وَكَلَامِكَ وَكُلِّ شَيْءٍ، هِيَ كَالْعَجِينِ عِنْدَمَا تَجِدُ رَغْبَةً حَارِقَةً لِرَجُلِهَا تَتَشَكَّلُ لِتَتَنَاسَب مَعَ اِحْتِيَاجَاتُهُ. 3 _ دَوْرُ اَلْأُمِّ : لَا تَكُونُ أُمًّا ثَانِيَةً وَلَا تَكُنْ حَنُونًا زِيَادَةً عَنْ اَللُّزُومِ، فَهِيَ تُرِيد رَجُلاً قَوِيًّا عِبَارَةً عَنْ صَخْرَةٍ، لَا تُرِيدُ أُمًّا أُخْرَى قَدْ نَكَحَهَا وَالِدُهَا كَيْ تُنْجِبَهَا وَتُرَبِّيهَا ! وَهَذِهِ سِمَةٌ أُنْثَوِيَّةٌ وَاضِحَةٌ يَجِبُ اَلتَّخَلُّصُ مِنْهَا 20 _ قَصِيدَةٌ رِيدْبِيلِيَّة نَهْدِيهَا لِأَرْمَلَةِ اَلْأَلْفَا لِمُوَاسَاتِهَا وَ تَخْفِيفِ مُعَانَاتِهَا " حَزِينَةً عَلَى سَيِّدِهَا سَادِيهَا مُؤَدَّبِهَا ونَاكِحِهَا حَاضِنُهَا وَآوِيهَا، هِيَ عَاشِقتَهْ وَحَاضِنَتُهُ وَلرَّجْلِيَّهْ مُقَبِّلَتِهِ، فَقَالَتْ لَهُ يَاسِيدِي أُرِيدُكُ لِي وَحْدِي لَا مَزِيدًا مِنْ اَلْجَوَارِي أَنْتَ سُلْطَانِي، فَأُشْبَعَهَا نَكَحَا وَرَمَاهَا بَعْدَمَا سَقَاهَا مِنْ جُرْعَتِهِ اَللَّمَّاعَةِ، اَلَّتِي لَنْ تَنْسَاهَا، هِيَ حَزِينَةٌ وَتُرِيدُ اَلرُّجُوعَ وَالْخُضُوعَ وَشُرْبَ اَلْمَزِيدِ مِنْ جُرُعَاتِ اَلْخُشُوعِ، مِسْكِينَةً تُرِيدُ اَلصَّفْحَ عَنْهَا وَلَا تُبَالِي وَضَمِيرَهُ يُطَالِبهُ بِالتَّعَالِي وَلَكِنَّهَا أَجْمَلُ فَرَاشَةٍ رَآهَا فِي بُسْتَانِهِ. اَلْأَلْفَا اَلْفَيْلَسُوفُ اَلسَّادِيُّ إِلَى خَاضِعْتَة وَ أَرْمَلَتُهُ اَلْفَرَاشَةُ اَلتَّائِهَةُ 21 _ شُيُوخُ اَلنِّسْوِانِ وَالرِّيدبِيلْ ؟ هُنَالِكَ مُجْتَمَعٌ كَامِلٌ مِنْ اَلْحَمْقَى (مُتَدَثِّرَاتً، أَشْبَاهَ طُلَّابِ اَلْعِلْمِ، شُيُوخُ اَلنِّسْوِانِ) سَيُحَاوِلُونَ مَنْعَ أَشْخَاصِ مِثْلَكَ مِنْ قِرَاءَةِ اَلْمُحْتَوَى اَلَّذِي يُقَدِّمُهُ مُجْتَمَعُ اَلرِّيدبِيلْ و اَلذَّكُورِيينْ. سَيُخْبِرُونَكَ بِأَنَّهُمْ كَارِهِينَ لِلنِّسَاءِ أَوْ مُخْتَلُّونَ أَوْ أَنَّهَا حَرَكَةٌ غَرْبِيَّةٌ، وَ سَيَسْتَخْدِمُونَ اَلتَّشْهِيرَ وَ تَكْتِيكَاتِ اَلْعَارِ وَالدِّينِ عَلَى أَمَلِ اَلْإِضْرَارِ بِمِصْدَاقِيَّةِ مَا نَقُولُ، كُلُّ ذَلِكَ مُجَرَّدَ مُحَاوَلَةٍ يَائِسَةٍ لِحَثِّكَ عَلَى عَدَمِ اَلِاسْتِمَاعِ وَ التَّعَلُّمِ وَالتَّقَدُّمِ وَالِازْدِهَارِ. هَؤُلَاءِ اَلْمُنْحَطُّونَ يَعِيشُونَ فِي خِضَمِّ مُجْتَمَعٍ وَحَضَارَةٍ تُحْتَضَرُ، وَ أَنْمَاطَ حَيَاتِهِمْ وَفَتَاوِيهِمْ وَ وُجُهَاتِ نَظَرِهِمْ وَقِيَمِهِمْ اَلْقَذِرَةِ هِيَ اَلسَّبَبُ اَلْمُبَاشِرُ لِمَوْتِهَا وَإنْحِلَالِهَا، هَؤُلَاءِ اَلْحُثَالَةَ لَقَدْ أَفْسِدُوا حَيَاتَهُمْ وَأَفْسَدُوا هَذَا اَلْمُجْتَمَعِ بِخِطَابَاتِهِمْ اَلرَّخْوَةِ اَلْمُؤَنَّثَةِ وَبِعَائِلَاتِهِمْ اَلْمُفَكَّكَةِ وَ فِكْرِهِمْ اَلضَّالِّ وَتَبَضُّعِهِمْ اَلْمَذْهَبِيِّ وَالتَّشْهِي بِآخِذٍ اَلدِّينِ فِي قَضَايَا اَلْمَرْأَةِ، وَمَعَ ذَلِكَ لَنْ يَسْقُطُوا إِلَى اَلْهَاوِيَةِ بِهُدُوءٍ. لَا، إِنَّهُمْ يُرِيدُونَ اِصْطِحَابُ كُلِّ مَا تَبْقَى مِنْ اَلرِّجَالِ مَعَهُمْ، مُمْسِكِينَ بِكُلِّ ذَرَّةِ رُجُولَةٍ مُتَبَقِّيَةٍ بَيْنَ أَبْنَاءِ هَذَا اَلْجِيلِ فِي طَرِيقِهِمْ لِلْحَضِيضِ، اَلْأَقَلَّ نَجَاحًا وَالْأَكْثَرُ إِهْدَارًا لِوَقْتِ اَلشَّبَابِ، وَكُلَّ مَا يُقَدِّمُونَهُ مِنْ حُلُولٍ لَا يَزِيدُ اَلْأُمُورَ إِلَّا سُوءًا، لِأَنَّ أَغْلَبهُمْ مُنْعَزِلٌ تَمَامًا عَنْ اَلْوَاقِعِ، لِذَا لَنْ تَجِدَ لَدَيْهِمْ إِلَّا اَلْخِطَابَاتِ اَلْوَرْدِيَّةَ وَالرُّوحَانِيَّةَ. وَمَعَ ذَلِكَ فَهُمْ يُقَاتِلُونَ بِشَرَاسَةِ ضِدَّ أَيِّ مَجْمُوعَةٍ تُحَاوِلُ تَصْحِيحَ اَلْمَسَارِ وَ تُقَدِّمَ حُلُولاً وَاقِعِيَّةً وَعِلْمِيَّةً لِلشَّبَابِ، لِأَنَّنَا نُفَكِّكُ خِطَابُهُمْ اَلْمُنْحَلُّ سَتَظْهَرُ حَسَاسِيَتَهُمْ اَلْعَالِيَةَ اِتِّجَاهَ مَوَاقِعِهِمْ وَمَنَابِرِهِمْ وَ تِجَارَتِهِمْ اَلْفَاسِدَةِ. إِنَّهُمْ مُجَرَّدُ جِيلٍ فَاشِلٍ مِنْ تُجَّارِ اَلدِّينِ اَلَّذِي يُحَاوِلُ أَنْ يُوَلِّدَ اَلْمَزِيدُ مِنْ اَلنُّسَخِ مِنْ نَفْسِهِ، اَلْحُرَّاسُ اَلَّذِينَ فَشِلُوا فِي اَلْحِفَاظِ عَلَى تُرَاثِهِمْ وَقِيَمِهِمْ اَلدِّينِيَّةِ وَ الثَّقَافِيَّةِ، اَلشَّيْءُ اَلْمُبَشِّرُ أَنَّهُمْ سَيَمُوتُونَ وَكَذَلِكَ سَتَمُوتُ أَفْكَارَهُمْ مَعَهُمْ لِأَنَّهُمْ لَا يُقَدِّمُونَ أَيُّ حُلُولِ عَمَلِيَّةٍ وَوَاقِعِيَّةٍ لِمَشَاكِلِ اَلْمُجْتَمَعِ (تَفَكُّكُ اَلْأُسْرَةِ، مُعَدَّلُ اَلْخُصُوبَةِ، اَلِانْحِلَالُ، اَلنِّسْوِيَّةَ) لَكِنَّهُمْ لَنْ يَذْهَبُوا بِدُونِ قِتَالٍ، لَيْسَ لَدَيْهِمْ حُجَجٌ وَ حُلُولٌ أُفَضِّلُ، لِذَا فَهُمْ مُنَاهِضُونَ لِلْحَقِيقَةِ وَالْعَقْلِ. كُلُّ مَا لَدَيْهِمْ هُوَ نَزْعَةٌ لَئِيمَةٌ لِلْإِذْلَالِ وَالسُّخْرِيَةِ وَالدَّجْلِ لِلْحِفَاظِ عَلَى مَوَاقِعِهِمْ. لَيْسَ لَدَيْهِمْ مَا يُعَلِمُونَهُ لِشَبَابٍ سَوَّى اَلْخِطَابَاتِ اَلْفَارِغَةَ، لِهَذَا اَلسَّبَبِ هُمْ يُفَضِّلُونَ تَطْبِيقُ دَوْرِ اَلْوِصَايَةِ وَ الرِّقَابَةِ عَلَيْنَا لِأَنَّ أَفْكَارَهُمْ اَلضَّحْلَةَ لَا يُمْكِنُ أَنْ . تُنَافِسَ وَعِنْدَمَا لَا تَسْتَطِيعُ اَلْمُنَافَسَةُ، يَجِبَ عَلَيْكَ بِالضَّرُورَةِ اَلِانْخِرَاطَ فِي اَلْحِمَائِيَّةِ سَوَاءٌ كَانَتْ سِيَاسِيَّةً " اَلْوطَنْجِيَّة " أَوْ " أَيْدُولُوجِيَّةِ " (اَلِاخْتِبَاءُ خَلْفَ سِتَارَةِ اَلدِّينِ وَالتَّبَضُّعِ اَلْمَذْهَبِيِّ) وَ لِهَذَا اَلسَّبَبِ يُرِيدُونَ مِنْ اَلشَّبَابِ، أَنْ يُصَدِّقُوا اَلْهُرَاءُ اَلَّذِي يُقَدِّمُونَهُ اَلْيَوْمَ عَلَى مَنَابِرِهِمْ اَلْإِلِكْتِرُونِيَّةِ وَجْرُوبَاتْهَمْ اَلْمُغْلَقَةَ وَمُحَاضَرَاتِهِمْ اَلْفَارِغَةِ، لَيْسَ لِأَنَّهُمْ يَهْتَمُّونَ بِكَ وَيُرِيدُونَ مُسَاعَدَتَكَ وَلَكِنْ لِأَنَّهُمْ يُرِيدُونَ اَلْمُحَافَظَةُ عَلَى مَوَاقِعِهِمْ أَيْدِيُولُوجْيَاً أَوْ اَلتَّطْبِيعِ مَعَ اَلنِّسْوِيَّةِ عَلَى حِسَابِكَ، وَمِثّْلَ أَيَّ فَيْرُوسٍ، فَإِنَّهُ يَحْتَاجُ إِلَى مُضِيفٍ آخَرَ لِلِإنْتِقَالِ إِلَيْهِ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ اَلنَّاقِلُ. أَنْتَ ذَلِكَ اَلْمُضِيفِ اَلْمُسْتَهْدَفِ لِذَا عَلَيْكَ اَلتَّوَقُّفُ عَنْ مُتَابَعَةِ هَذِهِ اَلْقُمَامَةِ ؟! 22 _ تْشَادْ اَلَّذِي يَنْكِحُ وَبِالْمَجَّانِ وَبِلَا مُقَابِلٍ تُعْطِيهُ مُؤَخَّرَتُهَا اَلزَّرْقَاءَ اَلنَّتِنَةِ بِجَمِيعِ اَلطُّرُقِ لِتُغْوِيهِ وَتَتَعَلَّقُ بِهِ وَتُضِيفُ إِلَيْهِ مَصْرُوفُ اَلْجَيْبِ حِينَمَا يَكُونُ عَاطِلاً 23 _ تَعَمُّدُ اَلنِّسْوِيَّةِ عَلَى تَجْوِيعِ اَلشَّبابِّ جِنْسِيًّا وَعَاطِفِيًّا وَ يَشْعُرُ اَلشَّبابُّ أَنَّهُ غَيْرُ مَرْغُوبٍ فِيهِمْ فِي اَلْعِشْرِينَ مِنْ عُمْرِهِ حِينَمَا يَصِلُ ذُرْوَتَهُ فِي اَلثَّلَاثِينَ، وَيَمْتَلِكُ مَنْصِبا، وَرَاتِبا عَالِي. فَجْأَةٌ تَقُولُ لَهُ اَلنِّسْوِيَّةِ اَلْعَانِسُ اَلَّتِي رَفَضَتْهُ : حَبَّبَتْكَ عَشِقَتْكَ ؟ وَلِأَنَّهُ كَانَ فِي اَلْحِرْمَانِ يَقْبَلُ بِهَا كَزَوْجَةٍ وَهُوَ وَ لِلْأَسَفِ وَقَعَ فِي فَخِّ اَلْعَانِسِ اَلَّتِي كَانَتْ تَرْفُضُهُ. كُنَّ وَاعِيًا ؟ 24 _ فِي سُوقِ اَلتَّزَاوُجِ ؟ اَلرَّجُلُ يُقَيِّمُ اَلْمَرْأَةَ وَيَتَقَدَّمُ لَمِنْ يَرَاهَا مُنَاسِبَةً وَلِهَذَا اَلسَّبَبِ تُحَاوِلُ اَلنِّسْوِيَّةَ اَلْكَبِيرَةَ تَحْرِيفَ فِطْرَةِ اَلرَّجُلِ اَلَّذِي يَرْغَبُ فِي اَلصَّغِيرَةِ اَلْبِكْرُ رَبَّةَ اَلْبَيْتِ وَ تَسْتَخْدِمُ مَعَهُ جَمِيعَ أَنْوَاعِ تَكْتِيكَاتِ اَلْعَارِ ؟ عَلَى سَبِيلِ اَلْمِثَالِ تَدَّعِي أَنَّهُ يَخَافُ مِنْ اَلْقَوِيَّةِ، بِيدُوفِيلِّيْ، غَيْرُ وَاثِقٍ مِنْ نَفْسِهِ، اَلتَّوَافُقَ اَلْفِكْرِيَّ، يُحِبُّ اَلتَّحَكُّمُ بِالْجَاهِلَةِ، يَخَافُ تَخْلَعهُ، لِدَى اِنْتَبَهَ وَلَا تَقَعُ فِي اَلْفَخِّ 25 _ عَزِيزِي اَلشَّابُّ ؟ اِجْعَلْ مِنْ أَهْدَافِكَ لِلسَّنَةِ اَلْجَدِيدَةِ اَلْخُرُوجَ مِنْ حَالَةِ اَلسُّمْنَةِ وَالْكَسَلِ وَمُشَاهَدَةِ اَلْأَفْلَامِ اَلْإِبَاحِيَّةِ إِنَّ كُنْتَ مُبْتَلِيًا بِهَا، اِهْتَمَّ بِالْقِرَاءَةِ وَالتَّثْقِيفُ، اَلرِّيَاضَةَ وَبِنَاءِ جِسْمٍ مُعَضَّلٍ رِيَاضِيٍّ، اَلتَّغْذِيَةِ اَلصِّحِّيَّةِ، كَسْبَ اَلْمَالِ بِأَكْبَرِ قَدْرِ، بِنَاءِ مَهَارَاتِكَ، بِنَاءُ اَلْقِيمَةِ اَلْخَاصَّةِ بِكَ، بِنَاءُ ثَرْوَتِكَ، بِنَاءُ عَقْلِيَّتِكَ، قُمْ بِبِنَاءِ شَبَكَتِكَ، بِنَاءُ عَمَلِكَ، بِنَاءُ شَخْصِيَّتِكَ، بِنَاءُ اَلِانْضِبَاطِ اَلْخَاصِّ بِكَ، بِنَاءُ مُرُونَتِكَ، بِنَاءُ ثِقَتِكَ بِنَفْسِكَ، بِنَاءُ عَلَاقَاتِكَ، اِسْتَمِرَّ دَائِمًا فِي اَلْبِنَاءِ.
#اتريس_سعيد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اَلسَّدّ اَلْحَدِيدِيِّ وَأُسْطُورَةُ ذِي اَلْقَرْنَيْنِ
-
مَظْلُومِيَّة عَائِشَة بِنْتُ أَبُو بَكْرْ
-
اَلنِّسَاءُ وَقُودَ اَلْفِتَنِ
-
لَا تَكُنْ اَلْوَسِيلَةُ لِأَنَّكَ لَمْ تَكُنْ اَلْغَايَةُ
-
اَلشَّعْبُ يُقَدِّسُ مَنْ يَمْلِكُ مَهْبِلَ يَا صَدِيقِي
-
لَا تَضِيعُ وَقْتَكَ مَعَ شَخْصٍ مُسْتَنْزَفٍ عَاطِفِيًّا
-
إنَّهَا تُرِيدُ اِنْقَاذَ نَفْسَهَا بِوَاسِطَتِكَ
-
غَايَةُ اَلْمَرْأَةِ اَلْمَالُ وَالْجِنْسُ مَعَ اَلْوَسِيمِ
...
-
إِلَى مَزْبَلَةٍ اَلتَّارِيخِ يَا فَاجِرَات
-
لَا يَرَى اَلنِّسَاءَ مَلَائِكَةً سَوَّى اَلضِّعَافُ
-
اِحْذَرْ أَنْ تَأْخُذَ فَضَلَاتُ غَيْرُكَ
-
مَا وَرَاءَ اَلْجَمَالِ اَلظَّاهِرِ لِأُنْثَى اَلْإِنْسَانِ
-
اَلصَّالِحَات لَيْسَ لَدَيْهِمْ سُوشِلْ مِيدْيَا أَصْلاً
-
أَيُّ رَجُلِ عِنْدَهُ عَقْلٌ لَايَعْبُدُ اَلْجِهَازُ اَلتَّن
...
-
نَحْنُ رِجَالٌ لَا نَرْضَى بِالنُّفَايَاتِ اَلْآدَمِيَّةِ
-
أَيُّهَا اَلرَّجُلُ لَا تَكُنْ عَجَلَةُ إِنْقَاذِ لِإِحْدَاه
...
-
أَرْسِلَ إِلَى مَزْبَلَةِ اَلتَّارِيخِ بِلَا رَحْمَةٍ
-
غَرِيزَة اَلْمَرْأَةِ اَلَّتِي يَجْهَلُهَا اَلرَّجُلُ اَلْعَ
...
-
لَا تَتْرُكُ لَهُنَّ غَيْرُ اَلْحَسْرَةِ وَالْغَيْرَةِ وَالْ
...
-
اَلْحُبّ لِلضُّعَفَاءِ، اَلْجِنْسُ لِلْأَقْوِيَاءِ
المزيد.....
-
إغلاق المخابز يفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، ومقتل وإصابة أل
...
-
هل يهدد التعاون العسكري التركي مع سوريا أمن إسرائيل؟
-
مسؤول إسرائيلي: مصر توسع أرصفة الموانئ ومدارج المطارات بسينا
...
-
وزارة الطاقة السورية: انقطاع الكهرباء عن كافة أنحاء سوريا
-
زاخاروفا تذكر كيشيناو بواجبات الدبلوماسيين الروس في كيشيناو
...
-
إعلام: الولايات المتحدة تدرس فرض عقوبات صارمة على السفن التي
...
-
الولايات المتحدة.. والدة زعيم عصابة خطيرة تنفجر غضبا على الص
...
-
وفاة مدير سابق في شركة -بلومبرغ- وأفراد من أسرته الثرية في ج
...
-
لافروف يبحث آفاق التسوية الأوكرانية مع وانغ يي
-
البيت الأبيض: ترامب يشارك شخصيا في عملية حل النزاع الأوكراني
...
المزيد.....
-
سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي
/ محمود محمد رياض عبدالعال
-
-تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو
...
/ ياسين احمادون وفاطمة البكاري
-
المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة
/ حسنين آل دايخ
-
حوار مع صديقي الشات (ج ب ت)
/ أحمد التاوتي
-
قتل الأب عند دوستويفسكي
/ محمود الصباغ
-
العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا
...
/ محمد احمد الغريب عبدربه
-
تداولية المسؤولية الأخلاقية
/ زهير الخويلدي
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
المزيد.....
|