عبدالقادربشيربيرداود
الحوار المتمدن-العدد: 7916 - 2024 / 3 / 14 - 19:27
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يعتبر الكِتاب من أهم ركائز تطور المجتمع، ومؤشرًا على مدى تطور ثقافة الأمم؛ لذلك نجد أن العلاقة طردية ما بين الاهتمام بالكتب وتطور الأمم. ويسود الاعتقاد اليوم، بسبب التحول الرقمي المتسارع الذي يشهده العالم، أن الكتاب الرقمي يتصدر المشهد في عالم الكتب، ولكن بالرغم من كل ذلك التطور فثمة من يرى أن الكتاب الورقي لا يزال في الصدارة بين القراء، حيث تبين من خلال بعض الاستطلاعات أن نصيب الكتب المطبوعة يأتي في الصدارة مقارنة بالكتب الرقمية، ويعزو البعض أسباب نهضة الكتاب الورقي إلى التحول الرقمي الهائل، وثورة التكنولوجيا؛ ما حدا بنا إلى العودة للشكل التقليدي للكتاب، هروبًا من أشعة اللابتوب والأجهزة الذكية التي تحيط بنا في كل مكان. أضف إلى ذلك علاقة الكاتب بالقارئ، وأن هذه العلاقة الروحية لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال الكتاب الورقي؛ لأنها حاسمة في عادات القراء ونموها.
ما يعزز هذا الاتجاه هو زيارة أعداد غفيرة من القراء لمعارض الكتاب الدولي في الكثير من دول العالم، واقتنائهم الكتب الورقية بشكل يلفت النظر، الأمر الذي يبين أهمية الكتاب الورقي بجانب الرقمي منه، ولكن ما يثير الانتباه هو ارتفاع تكلفة الورق، ومن ثَمَّ زيادة سعر الكتب الورقية وهو أمر يُعَدّ من أهم العقبات الرئيسة التي تقلل النشر والإقبال على الكتب الورقية. أضف إلى ذلك صعوبة حمل العديد من الكتب الورقية أثناء التجول من مكان إلى آخر، أو خلال السفر؛ لأن تلك الكتب الورقية تحتاج إلى مساحات خاصة بها قد لا تتوفر في البيت.
أما ما يتعلق بالكتب الرقمية (الإلكترونية) فما عليك سوى أن تقتني جهاز لابتوب، أو هاتف ذكي، وبعدها تبحر في مكتبات بكاملها في ساعات معدودة، وما يميزها أنها رخيصة الثمن، وسهلة التنقل بها أينما تشاء، لذلك يُقبل المؤلفون والكتاب على النشر الإلكتروني من خلال ما يعرف بـ(النشر الذاتي) لتجنب التعامل مع الناشرين التقليديين الذين قد يرفضون الكثير من الأعمال، وهذا سوف يوفر الوقت والجهد للحصول على الموافقات من الجهات الرقابية لنشر كتبهم؛ وبسبب ذلك تحولت أعداد كبيرة من المؤلفين إلى شركات النشر الالكتروني لأن تلك المنصات الرقمية تخلق لهم قاعدة قراء ومتابعين.
برغم ما تقدم تبين أن للكتب الرقمية بعض العيوب أيضًا، بسبب الكم الهائل من الإنتاج الرقمي الذي يقلل من هيبة وقيمة الكتاب؛ فيؤدي إلى خفض سعره. أما القراء فسوف يحتارون ما بين الناشر الرسمي والناشر الذاتي وهنا سوف تنعدم الثقة حول دقة المعلومات لبعض المؤلفين غير المعروفين.
أما النوع الثالث من الكتب في عصر العولمة فهو الكتب المسموعة، حالها حال الكتب الرقمية من حيث النشر والحمل والتكلفة والانتشار.
مما تقدم أشير للناشرين أن يؤسسوا لسياسات حكيمة بين الكتب الورقية والإلكترونية والمسوعة، من أجل التوصل لفئات مختلفة من القراء أثناء التسويق والتوزيع الإلكتروني؛ لأن هذا السباق بين تلك الأشكال من الكتب غير محسوم لصالح واحد منها. وفي النهاية وبحسب المنطق أقول؛ إن ذلك التنوع الجميل في الكتب وبمختلف مناشئها يعد مصادر تساعد على النمو المعرفي، وتقدم الأمم.
... وللحديث بقية.
#عبدالقادربشيربيرداود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟