بويعلاوي عبد الرحمان
الحوار المتمدن-العدد: 7912 - 2024 / 3 / 10 - 11:14
المحور:
الادب والفن
مسرحية فردية قصيرة جدا
مِنْجَلٌ وَمِطْرَقَةٌ
ــــــــــــــــــــــ
[ يُفْتَحُ السِّتارُ عَلى ظَلامٍ دامِسٍ ، وَموسيقى حَزينةٍ ، تُسَلَّطُ بُقْعَةُ ضَوْءٍ كَبيرَةٍ ، عَلى رَجُلٍ
مُمَدَّدٍ عَلى بَطْنِهِ ، يَتَحَرَّكُ الرَّجُلُ وَهُوَ يَئِنُّ ، يَقْبِضُ بِكِلْتا يَدَيْهِ عَلى قَضيبَيْنِ وَيَنْهَضُ بِمَشَقَّةٍ ،
عَلى وَجْهِهِ كَدَماتٌ ، وَدِماءٌ ، قَميصُهُ مُمَزَّقٌ ، يُخاطِبُ الْجُمْهورَ .]
ـ الرَّجُلُ : أَيُّها النّاسُ ، يا أَيُّها النّاسُ ، تَعْتَقِدونَ أَنَّني سارِقٌ ، قاتِلٌ ، مُغْتَصِبُ نِساءٍ أَوْ أَطْفالٍ
لا ياأَيُّها النّاسُ ، أَنالا هذا ، وَلا ذاكَ ، وَلا ذلِكَ ، لَمْ أَكُنْ ، وَلاأَكونُ أَبَداً مِنْهُمْ ، أَنا
رَجُلٌ صالِحٌ ، فَلاّحٌ صَغيرٌ ، فَلاّحٌ ابْنُ فَلاّحٍ ، تَرَكَ لي أَبي الشَّهيدُ أَرْضاً صَغيرَةً ،
كُنْتُ أَحْرُثُها بِمِحْراثٍ خَشَبِيٍّ ، يَجُرُّهُ حِمارٌ ، إِذا جادَتِ السَّماءُ بِمَطَرٍ ، وَأَبْذُرُها
شَعيراً وَقَمْحاً ، وَاَعْتَني بِأَشْجارِ زَيْتونٍ كَأَبْنائي ، وَفي أَحَدِ الْأَيّامِ ، قَدِمَ مِنَ الْمَدينَةِ
شَيْخُ التُّجارِ ، وَكَبيرُ الْحُكّامِ إِلى قَرْيَتِنا ، فَطَلَبَ مِنّي أَنْ أَبيعَ لَهُ أَرْضي وَأَشْجاري ،
وَحينَما رَفَضْتُ رَفْضاً قاطِعاً ، هأَنا هُنا خَلْفَ هذِهِ الْقُضْبانِ ، فَهَلْ أَنا يااَيُّها النّاسُ
مُجْرِمٌ ، لَقَدْ نَدِمْتُ كُلَّ النَّدَمِ ، عَلى أَنَّني لَمْ أَرْديهِ قَتيلاً بِمِنْجَلي أَوْ مِطْرَقَتي ، لَقَدْ
نَدِمْتُ ، لَقَدْ نَدِمْتُ ، [ يَسْقُطُ مَغْشِيّاً عَلَيْهِ ، تَخْتَفي بُقْعَةُ الضَّوْءِ الْكَبيرَةِ ، وَيَعُمُّ الظّلامُ
الْمَكانَ ، يُسْدَلُ االسِّتارُ عَلى موسيقى حَزينَةٍ .]
وجدة / السبت 9 ـ 3 ـ 2024
#بويعلاوي_عبد_الرحمان (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟