محمد هادي لطيف
الحوار المتمدن-العدد: 7911 - 2024 / 3 / 9 - 00:43
المحور:
الادب والفن
عشتُ طويلا أعزبَ،
في بيتٍ -بل بيوتٍ دفعتُ فيها من مالي القليلِ،
كثيرَهُ،
لأبقى عاريا، كما ولدتني أمّي،
وحرّا،
بجيبٍ فارغٍ، لكن..
بماءِ وجهِي،
كاملًا.
عشت أعزبَ طويلًا.
وكنتُ -إن مللتُ الصّفاءَ-
أدعو إلى بيتيَ ذاكَ بعض الاصفياءِ،
يكدّرونَ صفائي ..
وكنتُ، ولا فخرَ، أدعو بناتٍ كثيراتٍ،
أصطفي منهنّ من تصلحُ لشرب قهوةٍ تركيةٍ،
كنت أعرفُ كيف أعربّها لها،
على مزاجِ أمّيٍ،
بيديّ هاتينِ..
أصطفي من تصلحُ لاصلاح كتابٍ
من غبارٍ،
من لمساتِ عابراتٍ خُنَّهُ،
من افكار مسبقةٍ، سبقت قارئه،
فما قرأَ،
او أخرى لاحقةً، لاحقت كاتبهُ،
فضلَّ..
أصطفي من تصلحُ لكأسٍ يعقّمُ أو..
يصحّح وضعَ الدّماغِ،
في الرأسِ..
أصطفي من تصلح لسهرٍ ناعسٍ،
يصحو..
على مسرّاتِ السّريرةِ .
كنَّ كثيراتٍ، غير أنني كنتُ زيرَ كتبٍ أيضًا،
مهذّبًا وكريمًا،
لا أقتّرُ في شيءٍ من خبزي وزيتي ..
كريمًا ومهذّبًا، ثم
حتّى أنني لم اتردد في طردِ أجملهنّ،
لما قالت،
وقد خيّرتُها في ما تشتهي من يدي/
يدي التي تطبخُ، بمقدارٍ،
تماما كيدي التي تقرأ وتكتبُ، بمقاديرَ :
أيَّ شيءٍ، يا رجل..
"أي شيءٍ يُؤكلُ"!
#محمد_هادي_لطيف (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟