مسرحية إنزال المساعدات جوّّا

محمود جديد

الحوار المتمدن-العدد: 7906 - 2024 / 3 / 4 - 22:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

مسرحية إنزال المساعدات جوّاً
===================

من المعلوم للجميع أنّ الإنزالات الجوية على قطاع غزة تحتاج إلى الموافقة المسبقة من قِبل الحكومة الصهيونية، وكانت الأردن الدولة الأولى التي استعملت هذه الطريقة في السادس من تشرين أول الماضي، وكرّرتها، ثمّ انضمّت قطر ومصر والإمارات العربية المتحدة، وفرنسا ، وأمريكا، وتبتغي هذه الدول من وراء هذه الخطوة تلميع صورتها أمام شعوبها،ورفع العتب عنها ، وامتصاص غضب جماهيرها على الإبادة الجماعية التي يجريها الكيان الصهيونى في قطاع غزة .. ولكل دولة أسبابها ومبرراتها الخاصة أيضا . ويُلاحظ هنا نفاق الإدارة الأمريكية التي هي شريكة في العدوان بالسلاح والذخيرة والمسيرات، والقوات الخاصة، كما تحمي الكيان الصهيونى من المحاسبة في مجلس الأمن باستعمالها حق الفيتو في كلّ مرّة يُعرض فيها بحث موضوع العدوان على غزة .
أمّا الأكثر إيلاماً هو تواطؤ النظام العربي الرسمي مع التحالف الإمبريالي- الصهيوني، فلو كان هذا النظام جاداً وصادقاً لاتّخذ موقفاً صارماً تنجم عنه خطوات عملية تؤلم الكيان الصهيوني المحتل بمقاطعته سياسياً واقتصادياً ودبلوماسيا على الأقلّ.. ومن المؤلم أيضاً أنّ مصر بثقلها، وإشرافها على معبر رفح، ووجود 14 كم من الحدود البرية المشتركة مع قطاع غزّة وتقف عاجزة عن إرسال المساعدات عن طريق البرّ . ومن هنا يصل المرء إلى الاعتقاد بأنّ الأطراف العربية التي تربطها مع الكيان الصهيوني اتفاقيات مشؤومة ، أو تطبّع معه تتمنّى أن لا تصمد المقاومة البطلة في غزة في وجه الهجوم الفاشي الصهيوني ،فوقف النار والانسحاب الصهيوني، وتبادل الأسرى بشروط المقاومة هو نصر لها..
ما جدوى إنزال المساعدات جوّاً
——————————————
من المفيد إلقاء نظرة على طرق تنفيذ هذه الإنزالات، ومكانها،وكيفية وصولها لأبناء غزة المحاصرة، وما يلاحظ المراقبون الدوليون حول جدواها ..
1- تخضع لتفتيش الكيان الصهيونى قبل شحنها بالطائرات ، ويمكن أن تتم هذه العملية عند دخولها برّاً ، وتفضّل بعض الأطراف أن تقوم الأمم المتحدة بهذه العملية ، وتشرف على توزيع المساعدات لقطع الطريق على الذرائع الإسرائيلية. 2- يتمّ إنزال المساعدات على الشاطئ أو بالقرب منه، حتى لا تحجب البنايات العالية رؤيتها من قِبل سكان غزة ، الذين يُبلَّغون قبل وقت قليل من التنفيذ، فيسرعون لالتقاطها ، وبشكل فوضوي ، كما يمكن أن يقع بعضها في البحر، أو حتى على القوات الإسرائيلية ، ومن الصعب وصول المساعدات الطبية إلى المستشفيات، ويلاحظ أنّ معظم المساعدات على شكل حصص غذائية تلبّي حاجات الذين يلتقطونها لفترة قصيرة .. كما لا تصل إلى الكثير من عائلات غزة .
3 - حسب تقديرات بعض المراقبين من داخل القطاع يعتبرون أنّ حجم ماتمّ إنزاله حتى الآن لا يتجاوز حمولة شاحنتين تصل من معبر رفح ، ويُضاف إلى ذلك أنّ نقلها جوّاً أكثر تكلفة بسبع مرّات من نقلها برّاً .
وأخيراً ، فإنّ فيليب لازاريني، رئيس وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) قال : "لا أرى أن إسقاط المواد الغذائية جواً على غزة هو الحل المناسب لأوضاع القطاع اليوم"، و"الحل الحقيقي هو أن تفتحوا المعابر وتُدخلوا القوافل والمساعدات الطبية إلى غزة"، " وهذا ينسجم مع قرارات محكمة العدل الدولية .. كما اعتبر المكتب الإعلامي الحكومي بغزة الإنزال الجوي للمساعدات بأنه يعد تماهياً مع سياسة الاحتلال بتعزيز سياسة التجويع، وشراء الوقت لصالح الاحتلال، وتمديد المجاعة لإيقاع أكبر قدر ممكن من الضرر للناس والمواطنين " .. وهذا هو القول الفصل ، والهدف الحقيقي .
في : 4 /3 /2024

#محمود_جديد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات