عواطف عبداللطيف
أديبة
الحوار المتمدن-العدد: 1751 - 2006 / 12 / 1 - 07:43
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في الصباح
غراب اسود يمر
يلحقه اخر
الخوف من القادم
سرب من الغربان
التجوال ممنوع
الصغار جياع
الطعام مفقود
بكائهم يهز الابدان
السماء ملبدة بالغيوم
في المساء
الغيوم السوداء تتلاطم
القمر يغادر
الظلام يعم المكان
وجوه تكتلحها الصفرة
عظام نخرها الجوع
أجساد ضئيلة
أصوات الأطلاقات
أزيز الطائرات
الرعب يدب بالأوصال
الكل يحاول ان يفهم
القادم المجهول
وهي تتألم
تضع يدها على فمها
تعض على ملابسها
خوفا من صرخة
البرد قاسي
العجوز يرتجف
يزرع الطمأنينة
وهي تتألم
الطائرة تلقي بحملها
تتسمر العيون
تقف نبضات القلوب
افواه الاطفال مفتوحة
انفاسهم محبوسة
اجسامهم ترتجف
للحظات
الجدران تنهار
السقوف تتهاوى
الابواب تخلع
الستائر تتمزق
الزجاج يتطاير
الغبار يلف المكان
الدم يسيل على الارض
وهي تتألم
يشتد عليها
العجوز يلفظ انفاسه
السحابة تنفظ المطر
الطائرة تبتعد
الاطلاقات تتوقف
الدخان الأسود يتصاعد
يهدأ العصف
يلف السكون المكان
من تحت الانقاض
الاطفال يتملمون
ينفضون التراب
يتفقد احدهما الأخر
ينتهي الجوع
يتوقف الألم
ويتعالى
صراخ طفل جديد
ليهز المكان
وينبعث خيط أمل
لنور شمس
تقشعر له الأبدان
#عواطف_عبداللطيف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟