حنان بديع
كاتبة وشاعرة
(Hanan Badih)
الحوار المتمدن-العدد: 7905 - 2024 / 3 / 3 - 14:35
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
توته توته .. خلصت الحتوته.. وننهي قصتنا الرقيقه التي نرويها لأطفالنا قبل النوم بنهاية سعيدة، لكن على أرض الواقع كيف تكون نهاية قصص الحب؟
ولماذا يكون للحب نهاية؟!
إذ أن زواج الأبطال ليس النهاية السعيدة والمنطقية للقصص الجميلة في حياتنا، فلماذا لا تنتهي عادة قصص الحب بنهاية سعيدة؟؟
سؤآل غير منطقي، إذ عادة ما نفكر في النهايات ونحن في الطريق إلى مكان ما أو حين نخطط لرحلة ما، أما فى الحياة فإن السؤال عن آخر الأشياء غير منطقي، لأن لا شيء في تلك الرحلة ينتهى بل يتحول إلى صورة أخرى وكذلك الحب.
هل أتفلسف؟
نعم ، والحقيقة التي لا شك فيها أن الحب ليس سبباً كافياً للوصول للمشهد الحافل، وخير دليل على ذلك قصص الحب الحقيقي بين الماضي والحاضر، فهنالك العشرات بل الألاف من قصص الحب الحقيقية الموجودة على مر التاريخ، وإن لم يصلنا منها إلا القليل، ربما أشهرها قصة حب عنتر وعبلة حين أحبّ عنترة الشاعر الأسود العبسي ابنة عمه عبلة بنت مالك أعظم الحب وأشده، وكانت من أجمل نساء قومها وأبعدهم صيتاً في اكتمال العقل ونضرة الصبا, ويقال إنه كان من أقسى ما يعيق هذا الحب رفض أبيها مالك وأنفة أخيها عمرو. وتقدم عنترة إلى عمه مالك يخطب ابنته عبلة، ولكنه رفض أن يزوج ابنته من رجل أسود، ويقال إنه طلب منه تعجيزاً ألف ناقة من نوق النعمان المعروفة بالعصافير مهراً لابنته، فخرج عنترة لتلبية مطالبه حتى يظفر بعبلة. واجه عنترة في رحلته لجلب مهر عبلة العديد من الأهوال ووقع في الأسر، ثم تحقق حلمه في النهاية وعاد إلى قبيلته ومعه مهر عبلة ألفاً من عصافير الملك النعمان. وعلى الرغم من تحقيق عنترة لمعجزة عمه ورجوعه بمهر عبلة، فكر عمه في أن يتخلص منه، فعرض ابنته على فرسان القبائل على أن يكون المهر رأسه!!
ثم هناك قصة حب قيس بن الملوح الذي عشق"ليلى العامرية" ابنة عمه التي أحبها في سن صغيرة. وكما يحدث في العادة، فقد رفض طلب زواجه حيث زوجت ليلى لرجل آخر أخذها بعيداً عن الديار ، فبدأت القصة الملهمة التي دخلت التاريخ، قصة مجنون ليلى الذي أصبح يطارد الجبال ويمزق الثياب ويستوحش من الناس ويكلم نفسه!!
فهل صدق الشاعر نزار قباني حين قال "الحب ليس رواية ياحلوتى فى ختامها يتزوج الأبطال"؟
#حنان_بديع (هاشتاغ)
Hanan_Badih#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟