أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم زورو - مديوكر السوري














المزيد.....

مديوكر السوري


ابراهيم زورو

الحوار المتمدن-العدد: 7902 - 2024 / 2 / 29 - 02:07
المحور: الادب والفن
    


ما أكثر مديوكريين في سوريا، ربما كانوا قد ورثوا عن آبائهم التربية الاسرية، لأنه من الصعب جداً أن يكون مديوكر بهذا الصفات إن لم يختمر، مماتهم وولادتهم كان تكراراً تافهاً للذين سبقوهم إلى مكان آخر، الكل هنا يفتح فمه بسبب أو دونه، يحرق الكلام ويسوقه حسب وجوده كي يكون فارساً وعلى كل المستويات، ليعلن على أنه مثقفاً من طراز عال، هيغل يصب الماء على يديه، يعرف كل الاشياء إلا بعيد عن القاع، وهو في القاع يصرخ كي يقول لنا أنه موجود منذ فترة طويلة، يؤلف الكتب وينسج الحرير، كي يلف بها نفسه على أنه وزيّر الثقافة وزيّر كل شيء عدا النساء وفي الخفاء ذاته يبرق على أنه تافهاً بلا قيمة ولا شيء له سوى هذا الصراخ الذي يلبد نفسه به.
المديوكر السوري، يقيس نفسه أنه أعلى من شيء الذي يجاوره، حلبي في الشام، شامي في دير الزور، ديرياً فالت العقال من كل شيء، المانياً شريفاً في سوريا، لصاً ماهراً في اوروبا، يسرق كل شيء من المحلات الفارهة بدون خوف أو وجل، وبدون أن يضبط بالجرم المشهود رغم كل التقنيات التي تحد من تلك السرقات، للحق أنه يبدع في ذلك! يركب الدراجات الهوائية ليبرهن أنه أوروبياً أباً عن الجد، لكنه في البيت يتشاجر وزوجته، يدعّي الثقافة لكنه يستلذ أن يطلق عليه مثقفاً باهراً، هو في الصميم يبرهن "مديوكرتـــــــه" ياله من سجادة أنيقة، قال انجلس في كتابه "أنتي دوهرينغ" لولا هذا المؤلف الضخم من كان سيعرف هر(السيد) دوهرينغ خارج حدود المانيا، فمن كان سيعرفه لولا هذا الخراب السوري الذي طال كل مناحي الحياة، براً، بحراً وجواً. وكتب فولتير في كتابه القاموس، ارجو من القراء البلداء أن يتركوني وشأني لأنهم لو قرؤوني سوف يوسخونني مع أنفسهم.
مديوكر ليس حكراً على الكتّاب والمؤلفين بل هناك القراء أيضا يظهرون بالابتذال ذاتها، نحن نتكلم عن أولئك الذين يحاولون أن يلبسوا ثوب الثقافة وهم بريئون من ذلك، فالمستمع السوري وقراءه يضعون أنفسم في سياق الكتّاب والمبدعين، ليس شرطاً أن يكون كل الشعراء يشعرون بأن هناك فضاء شعري متعدد، ولا يمكن أن ينطووا تحت يافطة واحدة، بل هناك من اصدر كتاباً مبتذلاً لا قيمة فنية ولا إبداعية له أبداً. كما يقول انجلس اكسل طالباً في الجامعات الالمانية لا يتكلم بغير منهج، الابتذال احتل كل المجتمع. أو يصدر كتاباً تافهاً ويخلق لنفسه جواً ثقافياً وهو منه براء، تلك عادة الالمان(بشيء من التصرف الشخصي).
مديوكر السوري، يضع جهله فوق كتفه ويمضي متبختراً ويوصف مبدعي العالم، على أنهم كانوا أصدقاءً له في وقت ما، في السنوات القليلة الماضية، صدر كتاباً وصفياً، وكتب في صفحته الأولى، كل التقدير للسيد كوننا تبادلنا الايميلات، أنه يمشي بظل الثقافة ويتخيل أنه يمثل الثقافة وليس ظلها، رغم أنه استلم رداً مؤلماً بعد مئة مرة، وهو يتبختر على أنه يتبادل الرسائل بينهما حول القضايا الساخنة، هذا مديوكر كثير عليه أن يحمل الكتب تحت ابطه ويسير بشكل مستعجل لأن الوقت داهمه، وهو يريد ان تسأل عنه، توصفه بأنه مكتبه متنقلة كالهاتف الجوال. كتب كانط بما معناه عن احترام العقل، عليك أن تسمع وتسأل نفسك، لو تكلمت ماذا عليك أن تضيف إلى الحديث؟ إذا رأيت بأنك تملك الجديد عليك أن تحكي كواجب اخلاقي، أما أنت لا تملك الجديد لو تصمت هو انك تحترم ذاتك، ولكن المديوكر السوري، فمه كهف مفتوح يدخل فيه كل الجراثيم ويخرج منه دون إذن مسبق من احد. والطب يؤكد أن المؤخرة تحتوي على نوع واحد من الجراثيم بينما الفم فيها ملايين! ربما لا نستطيع أن نطلق على المؤخرة على أنها مديوكر! لجهة النظافة واشياء اخرى!.
عند الحروب يكثر مديوكر كما تكثر الفطر في الغابات والاراضي المشجرة، الكل يريد ان يصبح تافهاً، يرفض مكان وجوده جملة وتفصيلاً، يحصل على الامتيازات وهو هدفه الأسمى! يرفض ابن جلدته لصالح غريب بآيات مقدسة لا وجود لها، يلوي عنق الله لصالح مصلحته الشخصية الضيقه، يقضم أظافر الأخرين كي يصبحوا مثله في ترتيب اوليات الحياة، بدون وطن، متذبذب المواقف أو قل لا يهمه أي شيئاً، طبعاً، لكل المستويات له مديوكرها، عادة مديوكر هو نفسه لأن الأوصاف المذكوره هي نفسها في كافة الحقول، ولكن كي ننصفه بحق، حتى اكاذيبه غير مرفو بالخيط والأبرة، بسبب أن الكل اغبياء ما عداه!.
وأخير المديوكر السوري عضته لأخيه السوري اخطر من عضة أي حيوان أليف أو غير أليف.



#ابراهيم_زورو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -ليس الأي معي-
- حذف الثايات!
- الفرقة 17 للروائي زارا صالح
- جسر النحاس مشطه
- ماذا لو!
- ستندمون لو رحل!
- برزان حسين!
- عن سعود الملا!
- سيدي الإعرابي/يحيى القطريب
- صراع وجودي هو الاعنف!
- أنا العميل
- قضبان خلف الاوتار/ اسعد شلاش روائيا
- طبعاً ديكو آغا لا يشبهك!
- العبث عنواننا
- الاقرع الذي يتمسك بقضيب القيادة
- كلابنا المهجّنة
- توصيف العالم في ظل حرب اوكرانية
- تصببتُ عرباً إلى روح صديقي لؤي حسين
- الرجولة الحقة
- عندما تصبح السرقة شعاراً وطنياً


المزيد.....




- من كام السنادي؟؟ توقعات تنسيق الدبلومات الفنية 2025 للالتحاق ...
- واخيرا.. موعد إعلان مسلسل قيامة عثمان الحلقة 165 الموسم السا ...
- الغاوون:قصيدة (جحود ) الشاعرمدحت سبيع.مصر.
- الحلقة الاولى مترجمة : متي يعرض مسلسل عثمان الجزء السادس الح ...
- مهرجان أفينيون المسرحي: اللغة العربية ضيفة الشرف في نسخة الع ...
- أصيلة تناقش دور الخبرة في التمييز بين الأصلي والمزيف في سوق ...
- محاولة اغتيال ترامب، مسرحية ام واقع؟ مواقع التواصل تحكم..
- الجليلة وأنّتها الشعرية!
- نزل اغنية البندورة الحمرا.. تردد قناة طيور الجنه الجديد 2024 ...
- الشاب المصفوع من -محمد رمضان- يعلق على اعتذار الفنان له (فيد ...


المزيد.....

- الرفيق أبو خمرة والشيخ ابو نهدة / محمد الهلالي
- أسواق الحقيقة / محمد الهلالي
- نظرية التداخلات الأجناسية في رواية كل من عليها خان للسيد ح ... / روباش عليمة
- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم زورو - مديوكر السوري