أحمد بيان
الحوار المتمدن-العدد: 7901 - 2024 / 2 / 28 - 23:44
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الحال بالمغرب ليس "على ما هو عليه" بدون شك. وعموما وعلميا، حركة التاريخ لا تعرف السكون ولا تكرر نفسها، وكذلك الصراع الطبقي. وإن الحال السياسي بالنسبة للجماهير الشعبية المسحوقة ينحدر من السيء إلى الأسوأ، والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لا تزداد إلا تدهورا وتفاقما؛ والتطبيع مع الكيان الصهيوني لا يتوقف، بل يتعمق على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية؛ وكذلك الإجرام الطبقي في تغول ووحشية، والارتباط بالامبريالية والصهيونية والرجعية لا يزداد إلا وثوقية ومتانة...
إن النظام القائم لاوطني لاديمقراطي لاشعبي، وهذا الموقف يختزل الكل. وأي محاولة أو ادعاء بالإصلاح، سواء من الداخل أو من الخارج، ليس سوى تواطؤا ودعما لاستمرار الحال السياسي في ظل النظام القائم بسيئه وأسوئه.
إن القوى السياسية الرجعية الممثلة للبورجوازية الكبيرة تعمل إلى جانب النظام بوجه مكشوف لأن مصالحها الطبقية تلتقي ومصالحه. والقوى السياسية التي قد تدعي الإصلاحية من موقع البورجوازية الصغيرة والمتوسطة ومن أجل الفتات تخدم بدورها النظام وتتوافق مع القوى الرجعية من تلقاء ذاتها أو بضغط من النظام. وهو ما نعيشه من خلال الحكومات "المبلقنة" الطيعة التي لا تملك زمام أمرها.
وفي كل الاحوال، فالثورة المغربية لا تهم غير الطبقة العاملة والفلاحين الفقراء وكافة المضطهدين.
وهنا يكمن الجواب عن السؤال:
لماذا استمرار الحال السياسي على ما هو عليه؟ وللدقة، لماذا ينحدر الحال السياسي من السيء إلى الاسوأ؟
إن غياب الممثل السياسي، أي الحزب الثوري، للطبقة العاملة والفلاحين الفقراء وكافة المضطهدين يفسح المجال للنظام وخدامه من قوى رجعية و"اصلاحية" لإرساء وتنزيل المخططات الطبقية المدمرة والمكرسة للاضطهاد والاستغلال الطبقيين.
ورغم التضحيات البطولية لاوسع الجماهير الشعبية، من انتفاضات وإضرابات...، لا جديد تحت سماء بلدنا المغرب. لماذا، مرة اخرى؟
اولا، لا يمكن للتضحيات البطولية دون تنظيم وتأطير أن تهزم الآلة القمعية للنظام وأن تفرض حضورها لانتزاع المكتسبات المرحلية أو الاستراتيجية المطلوبة.
ثانيا، إنه بدون فضح وكسر شوكة الحواجز الحامية للنظام (-PARE CHOCS)، أقصد الأحزاب السياسية والقيادات البيروقراطية النقابية والجمعوية، يصعب التقدم في درب النضال من أجل إنجاز مهام الثورة المغربية...
ما المطلوب من المناضلين حقا؟
السؤال بسيط، لكن الجواب حاسم...
#أحمد_بيان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟