الصحافة والعمال/ بقلم غرامشي ت: عن الإيطالية أكد الجبوري.

أكد الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 7897 - 2024 / 2 / 24 - 10:41
المحور: الادب والفن
    

اختيار وإعداد إشبيليا الجبوري ت: عن الإيطالية أكد الجبوري

"كن متعلماً، لأننا سنحتاج إلى كل ذكائك. تحمسوا، لأننا سنحتاج إلى كل حماسكم. جهزوا أنفسكم، لأننا سنحتاج إلى كل قوتكم". (أنطونيو غرامشي)

مقال للفيلسوف الإيطالي أنطونيو غرامشي (1891-1937)، يحلل فيه مصطلح "دور الصحافة والعمال"

"إن محتوى الصحافة يتأثر بفكرة واحدة: خدمة الطبقة الحاكمة، والتي تترجم حتما إلى شيء واحد: محاربة الطبقة العاملة"

هذه هي الأيام التي تعلن فيها الصحف لجذب المشتركين. ويقوم مدراء الصحافة البرجوازية بتنظيم الرفوف وإضفاء اللمعان على شعارها ويسعون إلى جذب انتباه المارة (أي القارئ) لبيع منتوجهم. والمنتج عبارة عن تلك الورقة المكونة من أربع أو ست صفحات تهدف كل صباح ومساء إلى غرس في روح القارئ طريقة الإدراك والحكم على وقائع الأحداث السياسية الجارية، بما يتناسب مع اهتمامات منتجي الصحيفة وبائعيها. مطبوعة. نريد أن نتناقش مع العمال حول أهمية وأهمية الحقيقة، التي تبدو بريئة للغاية، وهي اختيار الصحيفة التي نشترك فيها. وهو قرار مليء بالحيل والمخاطر التي يجب اتخاذها بوعي وحكمة وبعد تفكير. وفوق كل شيء، يجب على العامل أن يرفض التعاون في دعم الصحيفة البرجوازية. يجب أن تتذكروا دائمًا، دائمًا، دائمًا أن الصحيفة البرجوازية (مهما كان فارقها الدقيق) هي أداة للنضال تحركها أفكار ومصالح تتعارض مع أفكارك ومصالحك. يتأثر محتوى الصحافة بفكرة واحدة: خدمة الطبقة الحاكمة، والتي تترجم حتماً إلى شيء واحد: محاربة الطبقة العاملة. والحقيقة أن الجريدة البرجوازية تتبنى هذا الاهتمام وتكشفه من أول سطر إلى آخر سطر. لكن الأفضل من ذلك كله، أي السيئ، هو حقيقة أنه بدلاً من مطالبة الأغنياء بالمال لدعم دفاعهم، تمكنت الصحف البرجوازية بدلاً من ذلك من تمويل نفسها من نفس الطبقة التي تحاربها. ويدفع لهم العمال رواتبهم بسرعة وبسخاء. مئات الآلاف من العمال يقدمون عملاتهم المعدنية للصحافة البرجوازية كل يوم، وبالتالي يعززونها، لماذا؟ إذا سألت عاملاً لديه صحيفة برجوازية في القطار أو في الشارع، فسوف تسمع الإجابة: "لأنني بحاجة إلى معرفة ما يحدث". ولم يخطر بباله أن يقدم الخبر بفن يوجه تفكيره ويتلاعب بعقله بشكل معين. لكنه يعلم في الوقت نفسه أن هذه الصحيفة محافظة، وأن هذا الشخص مهني، وأن الثالث والرابع والخامس مرتبطون بجماعات سياسية لها مصالح تتعارض مباشرة مع مصالحه. كل يوم، يستطيع العمال أن يروا بأنفسهم أن الصحف البرجوازية تنشر حتى أبسط الحقائق بطريقة تحابي الطبقة البرجوازية على حساب الطبقة العاملة. إذا اندلع الإضراب؟ بالنسبة للصحافة البرجوازية، العمال مخطئون. هل هناك مظاهرة؟ المتظاهرون، لمجرد أنهم عمال، هم دائمًا الجامحون، المتعنتون، المجرمين.

هل تقر الحكومة قانونا؟ فهو دائما جيد ومفيد وعادل، حتى لو كان العكس. هل يتطور صراع انتخابي أو سياسي أو إداري؟ إن المتقدمين وأفضل البرامج هم دائما من الأحزاب البرجوازية.

لن نتحدث عن كل الحقائق التي تقوم الصحف البرجوازية بمراقبتها أو تشويهها أو تزييفها من أجل خداع وخداع وإبقاء قرائها في جهل.

ومع ذلك، فإن موافقة العامل المتواطئة على الصحيفة البرجوازية ليس لها حدود. من الضروري الرد عليه وإظهار التحليل الدقيق للواقع للعامل.

ويجب أن يقال ونكرر أن الأموال المهدورة التي تقع في أيدي بائع الصحف هي قذيفة أخرى يتم تسليمها إلى الصحيفة البرجوازية التي ستطلقها فيما بعد، في اللحظة المناسبة، ضد الجماهير العاملة.

إذا اقتنع العمال بهذه الحقيقة الأولية، فسوف يتعلمون مقاطعة الصحافة البرجوازية بنفس الحزم والانضباط الذي تقاطع به البرجوازية منشورات العمال، أي الصحافة الاشتراكية.

لا تقدموا مساعدات مالية للصحافة البرجوازية، التي هي عدوكم: يجب أن تكون هذه صرخة حربنا في هذا الوقت الذي يتميز بحملات الاشتراك التي تروج لها جميع الصحف البرجوازية.

المقاطعة، المقاطعة، المقاطعة!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Copyright © akka2024
المكان والتاريخ: طوكيـو ـ 2/24/24
ـ الغرض: التواصل والتنمية الثقافية
ـ العينة المستهدفة: القارئ بالعربية (المترجمة).

#أكد_الجبوري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات