أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عضيد جواد الخميسي - قصة الوسيم نارسيسوس (نرجس)














المزيد.....

قصة الوسيم نارسيسوس (نرجس)


عضيد جواد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 7894 - 2024 / 2 / 21 - 18:21
المحور: الادب والفن
    


نارسيسوس أو نرجس ؛ هو شخصية من الأساطير اليونانية ، فهو كان وسيماً جداً لدرجة أنه وقع في حبّ صورته المنعكسة في بركة من الماء، وحتى الحورية الجميلة "إكو ـ أو الصدى" لم تستطع أن تغريه بالانشغال عن نفسه . ولا يزال اسم نارسيسوس أو نرجس حيّاً كالزهرة التي تحوّل إليها ، و تعبيراً عن أولئك المهووسين بمظهرهم .

ولد نارسيسوس في مدينة ثيسپيا التابعة لمقاطعة بيوتيا اليونانية ، وهو ابن سيفيسوس والحورية ليروپي . وقد حذر الرائي تيريسياس والدته ذات يوم من أن إبنها سيعيش حياة طويلة طالما أنه "لا يعرف نفسه أبداً". وعندما وصل إلى سنوات مراهقته ، لم يجد الشاب الوسيم أي صبية يمكنها أن تمسك بأوتار قلبه . لذا فهو قد ترك في أعقابه سلسلة طويلة من العذارى المفجوعات والقلوب المحطمة.
وذات يوم ، صادف نارسيسوس أن رأى انعكاس صورته في بركة من الماء ؛إلا أنه اكتشف أقصى درجات الحبّ غير المتبادل عندما وقع في حب نفسه. وبطبيعة الحال، لم تصل هذه العلاقة ذات الاتجاه الواحد إلى أي حد . كما لم يتمكن نارسيسوس من سحب نفسه بعيداً عن البركة، فاستسلم لليأس حتى مات أخيراً من الجوع و العطش . ورغماً من ذلك فهو قد ضمن الخلود عندما تحولت جثته إلى زهور حملت اسمه ( زهرة النرجس) فيما بعد .

تظهر نسخة أخرى من الأسطورة في مؤلفات الكاتب الروماني أوڤيد . وفي هذه القصة ، نارسيسوس شاب وسيم كما كان دائماً ولكنه يرفض بقسوة الارتباط مع إكو(الصدى). إلا أن الحورية الجميلة والحزينة قد تاهت وماتت ولم يتبق سوى صداها لتحكي لوعتها. وبعد ذلك يُقتل نارسيسوس كعقاب على جفائه. وفي نسخة أخرى عوقبت إكو من قبل الإلهة هيرا ؛ لأنها جعلتها مشتتة بالقصص بينما هربن عشيقات زوجها زيوس (حوريات الجبال) من جبل أوليمبپوس دون سابق إنذار. وهذا ما يفسر سبب تمكن إكو من تكرار ما قاله الآخرون لها فقط . وموجز الحكاية ؛ كانت إكو تتجول في الغابة ذات يوم ؛ صادفت الشاب نارسيسوس يصيد الغزلان . وبعد تبادل الحديث بينهما بعبارات متكررة من التوسل والاستجداء العاطفي؛ حاولت إكو احتضان نارسيسوس، لكنه رفضها وعاد إلى منزله. عندئذٍ شعرت إكو بالانكسار والخيبة ؛ فتلاشت بعيداً في الغابة حتى مات جسدها في النهاية وبقي صوتها فقط .

القصص الأخرى التي تختلف عن الأسطورة الأصلية تقول إن نارسيسوس، كما هو الحال في قصة إكو، يلعب دور الرافض اللئيم للعاشقين . فقد كان أمينيوس أحد أشد المعجبين بالشاب حماساً ، لكن نارسيسوس بعث له سيفاً لينهي حياته به ، وهو ما فعله بالضبط !. وعند موته؛ لعن أمينيوس عواطفه غير المنضبطة ، وطلب من الآلهة أن تعاقبه. وقد استجابت أرتميس ( إلهة الصيد والعذرية والخصوبة) لطلبه ، وذلك عندما أرغمت نارسيسوس الوقوع في غرام صورته المعكوسة بشكل مأساوي .

على عكس الفنانين اليونانيين ، كانت النسخة الرومانية من نارسيسوس وإكو ممارسة شائعة جداً في الفنّ الروماني ، حيث شوهدت ما يقرب من خمسين لوحة جدارية في پومپي وحدها . كما أن فنّ عصر النهضة قد سلّط الضوء على شخصية نارسيسوس أيضاً. وأثبت موضوع القصة عن الضوء والانعكاس في أنه لا يقاوَم بالنسبة للفنّان "كاراڤاجيو"، الذي جسّد الأسطورة في لوحته الزيتية الشهيرة في القرن السادس عشر الميلادي .
وأخيراً، فإن نارسيسوس لا يزال اسمه حيّاً حتى يومنا هذا في التحليل النفسي؛ حيث يشير مفهوم النرجسية إلى اضطراب الشخصية المتمثلة في فرط الإعجاب بذاتها والإنشغال بمظهرها .


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
روبرت گريفزـ الأساطير اليونانية ـ پينگوين للنشر ـ 2011 .
أستير آيدينو ـ قاموس أكسفورد الكلاسيكي ـ طباعة جامعة أوكسفورد ـ 2012 .



#عضيد_جواد_الخميسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعوى استئناف لإمرأة سومرية أمام محكمة في مدينة أوما
- هيبي إلهة خلود الشباب
- كيف كانت التجارة في بلاد الرافدين القديمة ؟
- معاداة السامية في أوروبا المسيحية
- الزقّورات في بلاد الرافدين
- الحروب وأدواتها في بلاد الرافدين القديمة
- الماء والخلق في فلسفة طاليس
- مملكة إسرائيل في التاريخ القديم
- كيف كانت حياة الأسرة في بلاد الرافدين ؟
- المرأة في مصر القديمة
- مَن هو الرّب يهوه ؟؟
- اليهودية المبكرة من منظور تاريخي
- حقائق ملفوفة بالخيال
- مفهوم الغنوصية الفلسفي عند المسيحية
- من هم الگوتيون ؟؟
- الطبيبات في مصر القديمة
- أوروك مدينة الحضارة الأولى
- دستور حمورابي وشريعة الآلهة
- الفلسطينيون الأوائل بين الكتاب المقدّس وعلم الآثار
- إله الكلمة والثقافة البابلي في عيد أكيتو


المزيد.....




- عن -الأمالي-.. قراءة في المسار والخط!
- فلورنس بيو تُلح على السماح لها بقفزة جريئة في فيلم -Thunderb ...
- مصر.. تأييد لإلزام مطرب المهرجانات حسن شاكوش بدفع نفقة لطليق ...
- مصممة زي محمد رمضان المثير للجدل في مهرجان -كوتشيلا- ترد على ...
- مخرج فيلم عالمي شارك فيه ترامب منذ أكثر من 30 عاما يخشى ترح ...
- كرّم أحمد حلمي.. إعلان جوائز الدورة الرابعة من مهرجان -هوليو ...
- ابن حزم الأندلسي.. العالم والفقيه والشاعر الذي أُحرقت كتبه
- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عضيد جواد الخميسي - قصة الوسيم نارسيسوس (نرجس)