إياد غسان المغوش
الحوار المتمدن-العدد: 7892 - 2024 / 2 / 19 - 22:48
المحور:
الادب والفن
أنَا هُوَ الصَّدَى طَائِرًا إلَيْكِ، أهْذِي
مَعَ نَفْسِي كَيْ أُرْشِدَ نَفْسِي
إلى نَفْسِي. فَتَذَكَّرْتُكِ ووَقَفْتُ بَيْنَ
أطْلالِي صَامِتًا كَاللَّيْلْ ... حَزِينًا
كَالنَّهَاوَنْدْ.
لَمْ أُمْسِكْ بِشَبَحِي.
وقَالَ لي شَبَحٌ آخَرَ:
- أيْنَ كُنْتَ لِنَحْتَفِلَ بِآثارِنَا؟
كُنْتُ فِي مَكَانٍ غَرِيبٍ اِسْمُهُ نَفْسِي:
قِفَا نَبْكِ مِنْ صَدًى يَأْخُذُنَا إلى الصَّدَى
ومِنْ مَوْتٍ مُعَلَّقٍ كَالْأضَاحِي. كَأن اللَّيْلَ
قُبَّةَ حُزْنٍ وكَأنَّ النَّهارَ ما عَادَ يَوْمِي
أوْ صَباحِي. تَعِبْتُ وما فِي الرَّجاءِ مِنْ
رَجَاءٍ. سَلَّمْتُ أمْرِي لِلْمَوْجِ والصَّدَى
واسْتَسْلَمْتُ بَيْنَ ضَوْضاءٍ فَحَظٍّ عَاثِرٍ مِنْ
غَيْرِ إيضَاحِي. فَسُؤالٍ يَنْقُصُنا فَمُدُنٍ
حَمْراءَ تَسَاقَطَتْ بَيْنَ أفْخَاذِ الْجَوارِي
والرِّياحِ. تَغِيبِينَ مِنْ أُمِّ الْحُوَيْرِثِ إلى
أُمِّ الرَّبَابِ، وتَاجُكِ الْمُرَصَّعُ الْفَانِي يَعْتَصِرُ
بَيْنَ نِفَاقٍ ونُبَاحِ. تَغِيبِينَ كَنَجْمَةٍ وأنَا عَلَى
رَصِيفِ الْاِنْتِظَارِ أهْذِي: يا نِسَاءَ الْبَيْتِ
لا تَغَسِلْنَ جِرَاحِي. وُقوفًا بِهَا
صَحْبِي نَرُدُّ التَّحِيَّةَ لِأعْشَاشِ الْيَمَامِ،
فَلا تَنْظُرَا إلَيْهَا حِينَ تَموجُ
بَيْنَ الدَّمْعِ وأقْدَاحِي.
#إياد_غسان_المغوش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟