أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل احمد - افكار الطبقات الحاكمة ليست افكارنا !














المزيد.....

افكار الطبقات الحاكمة ليست افكارنا !


عادل احمد

الحوار المتمدن-العدد: 7892 - 2024 / 2 / 19 - 02:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كتب كارل ماركس في الأيدولوجية الألمانية والبيان الشيوعي ، بان الأفكار السائدة في كل مجتمع هي أفكار الطبقات الحاكمة. عملتْ الطبقة البرجوازية طوال تاريخها اعتماداً على هذه الحقيقة وبكل وعيها جاهدة وبكل الوسائل الممكنة التأثير على الطبقات المضطهدة وقمعها من اجل حماية مصالحها …

اليوم تقوم الطبقة البرجوازية بكل وعيها السياسي وبخطط دقيقة و مدروسة وبتخصيص الإمكانات التقنية والمالية الكبيرة والمحترفين والخبراء النفسيين ومؤسسات ضخمة من اجل تحقيق ما كتبه وما فهمه ماركس عن طبيعة الافكار التي تسود في المجتمع، وان تكون أفكار الطبقة البرجوازية هي الأفكار السائدة في كل مجتمعاتنا. ان الطبقة البرجوازية اليوم ليست كما هي في بداية نشؤها وانما تعلمت واخذت التجارب من الثورات والاحتجاجات والانقلابات الاجتماعية للطبقة العاملة والمحرومة في المجتمع. ان كل الاحداث والثورات تحلل من جميع الجوانب وتدرس نقاط ضعفها وقوتها وكذلك تدرس البرجوازية الاحتمالات والامكانيات في كل حركة من حركات المجتمع. أي بكلام أوضح خرجت الطبقة البرجوازية من كل الثورات والانقلابات حتى الان بإمكانات هائلة، وتجارب وخبرة توظفها في مواجهة الطبقات المضطهدة. ان وسائل الاعلام، والمدارس والمؤسسات التعليمية والمؤسسات الفنية وحتى المنظمات الجماهيرية المختلفة تسخر في ترسيخ وخدمة المصالح الطبقية البرجوازية مثلها مثل المال والمصارف والمصانع والأسواق… والخ.

ان جوهر مقولة ماركس هذه، يمكن لمسه بوضوح في الأوضاع العالمية والأزمات الاقتصادية والسياسية الحالية وخاصة في الصراعات الدائرة في الشرق الأوسط وفي العراق وإيران وفي الحرب الأوكرانية-الروسية وفي الصراع الصيني – الأمريكي في تايوان والبحر الصين الجنوبي و… ان الطبقة البرجوازية بكل اختلافاتها تبث رؤيتها الطبقية عن هذه المشاكل عبر مؤسساتها الإعلامية ومحلليها السياسيين والاقتصاديين والاكاديمين والاجتماعيين وان هذه الأفكار والتفسيرات والروايات تصبح السائدة في مجتمعاتنا التي ترسم صورة مختلفة جدا عن اصل وحقيقة المشاكل . ان كل المشاكل في العراق من صراعات بين الأحزاب الدينية والقومية وبين المحافظات والإقاليم وبين أمريكا وايران تطرح كانّها صراع أمريكا مع ايران من زاوية العداء على اساس ديني اوشخصي او بسبب الاختلاف في " القيم" و "نمط الحياة" او الموقف من " حقوق الانسان" وليس كصراع على إيجاد متطلبات عمل الرأسمال والاستثمارات وتحقيق الارباح. ليس خافيا بان الجمهورية الإسلامية الإيرانية جاءت إلى السلطة بدعم من أمريكا والغرب وان الأحزاب الإسلامية الشيعية والسنية والقومية العربية والكردية جاؤوا الى السلطة بدعم من أمريكا والغرب وان داعش والتيارات الإسلامية مرجعها الأصلي أمريكا والغرب.

وفي فلسطين تظهر الصورة في الإعلام بانه صراع بين حماس الإرهابية المعتدية واسرائيل، الدولة الديموقراطية التي تدافع عن نفسها ويتم اخفاء المسالة الاصلية وهي ان اصل وجود إسرائيل ووحشيتها المدعومة بشكل واضح من قبل أمريكا والغرب ووجود حماس وغيرها في المنطقة هو نتيجة توازن قوة بين اللصوص العالمية لنهب ثروات المنطقة. ان حركة حماس مدعومة بشكل قوي من قبل قطر، وان قطر نفسها محمية بشكل قوي من قبل أمريكا وتوجد اكبر قاعدة عسكرية أمريكية فيها. ولكن الروايات البرجوازية وخاصة الغربية هي السائدة عن قضية فلسطين وان جميع الحلول تبقى في نطاق حلول الطبقة البرجوازية.

ان رسم تصور بان الصين تهدد الامن القومي الأمريكي والغربي وتهدد الديمقراطية هي أيضا رؤية الطبقة البرجوازية الغربية للصراع يدفع به لاخفاء حقيقية الصراع الحقيقي الذي يشتد مع بروز وتعاظم الدور الصيني في نهب العالم من خلال استثماراتها والتي تمكنت من إزاحة الدور الأمريكي والاوربي قليلا لنهب ثروات الدول الافريقية والآسيوية واللاتينية وبروز تقسيم جديد بين اللصوص لنهب الشعوب العالمية ، وحقيقة ان الصين تطالب اليوم بحصة اكبر من الكعكة. وان اصل الصراع هو النهب وليس الامن القومي كما تدعي أمريكا والغرب.

وفي التعليم والتربية، في القانون وحتى في الاعمال الخدمية والتقاليد الممارسات اليومية والنظرة التى الانسان والطبيعة والعمل الحياة والترفيه والاستهلاك وعشرات الجوانب الاخرى تسيطر عليها أفكار الطبقة البرجوازية الحاكمة في كل مكان وحسب طبيعة النظام الحاكم. ان وجود أفكار وايديولوجيات ووجود تصورات واراء مختلفة ليست من اجل خدمة الانسان وانما من اجل خدمة المال. في حين ان الأفكار الإنسانية والأفكار والأعمال التي تخدم الإنسانية تحارب بكل الأشكال وتحاول الطبقية البرجوازية ان تبينها بانها أحلام وخيالات وهمية لن تتحقق أبدا.

ان افكارنا وحيز تفكيرنا تحدد من قبل الطبقة السائدة. ان التحرر من افكار الطبقة البرجوازية هو قبل كل شئ في رؤية وجود الطبقات والصراع الطبقي بشكل موضوعي وواقعي ورؤية الجماهير المحرومة من العمال والكادحين كطرف في هذا الصراع ورؤية معاناتهم ونضالهم من اجل ضمان المعيشة. أي رؤية العالم والسياسة والاقتصاد والمجتمع من منظور الطبقة العاملة. هذه هي مهمة الإنسانية ومهمة الاشتراكيين والأحزاب العمالية.



#عادل_احمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عالم ما بعد الفيتو الأمريكي لوقف القتال في غزة!
- مشهدان مختلفان في حرب غزة!
- الأخلاق والمعاير ، مسألة طبقية!
- من بامكانه انهاء المجزره في فلسطين ؟!
- وقاحة الإعلام الغربي!
- ماذا يجري في غزة؟
- حول دعوة النازي هونكا الى البرلمان الكندي!
- بصدد قتل بريغوجين وخطورة قوات فاغنر!
- النيجر والاستعمار الجديد!
- كلمة حول تاسيس الحزب الشيوعى العمالي العراقي!
- حول مأساة غرق اللاجئين في بحر ايجة!
- ماذا يجري في عالم اليوم، وكيف يمكننا أن نواجهه ؟!
- اصل الصراع في السودان وعواقبه!
- الاول من ايار والنضال الطبقي!
- لندرك خطورة مرحلتنا الراهنة!
- يوم المرأة العالمي والحرب في اوكرانيا!
- كيف نرى كارثة الزلزال في تركيا وسورية؟
- اذن يكمن أصل الأوضاع العالمية الحالية؟
- الطابع السياسي للتظاهرات النسوية في ايران!
- قضية الحجاب وحركة مهسا الاحتجاجية في إيران!


المزيد.....




- وزير دفاع السعودية يوصل رسالة من الملك سلمان لخامنئي.. وهذا ...
- نقل أربعة أشخاص على الأقل إلى المستشفى عقب إطلاق نار في جامع ...
- لص بريطاني منحوس حاول سرقة ساعة فاخرة
- إغلاق المدارس في المغرب تنديدا بمقتل معلمة على يد طالبها
- بوتين وأمير قطر في موسكو: توافق على دعم سيادة سوريا ووحدة أر ...
- غزة البعيدة عن كندا بآلاف الأميال في قلب مناظرة انتخابية بين ...
- عراقجي يكشف أبرز مضامين رسالة خامنئي لبوتين
- بعد عقدين- روسيا تزيل طالبان من قائمة الجماعات الإرهابية
- روسيا تطلب مشاورات مغلقة لمجلس الأمن الدولي بشأن -هدنة الطاق ...
- اختتام تدريبات بحرية مصرية روسية في البحر المتوسط (صور)


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل احمد - افكار الطبقات الحاكمة ليست افكارنا !