أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله سلمان - تجاوزات الاعلام الغربي ، استخفاف واستغفال مواطنيهم















المزيد.....

تجاوزات الاعلام الغربي ، استخفاف واستغفال مواطنيهم


عبدالله سلمان
كاتب وباحث

(Abdallah Salman)


الحوار المتمدن-العدد: 7891 - 2024 / 2 / 18 - 02:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الإعلام والصحافة يلعبان دوراً بارزاً وحيوياً في المجتمعات الحديثة، حيث تتراوح مهامها بين توفير المعلومات والتثقيف والترفيه ورصد الأحداث والتحليل والرقابة على السلطات والمؤسسات .
وتعتبر الصحافة وسيلة رئيسية لنقل المعلومات والأخبار الهامة للجمهور. تُعد الصحف والمجلات ووسائل الإعلام الأخرى مصدرا أساسيا للمعرفة والتوعية .
حيث يقوم الصحفيون بمتابعة وتغطية الأحداث الجارية والمهمة في العالم، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية، وتوثيقها بشكل موضوعي ودقيق وبتحليل الاحداث المختلفة مما يساعد القاريء والمشاهد على فهم الاحداث بواقعية .
ان الإعلام السياسي يتميز في توفير المعلومات اللازمة للمواطنين لفهم الشؤون السياسية وممارسة حقهم في اتخاذ القرارات، كما يلعب دورًا هامًا في رصد السلطات والمساهمة في تعزيز الديمقراطية والشفافية في الحكم ويقوم بتغطية الأحداث والمستجدات السياسية على الساحة المحلية والدولية، والأحداث السياسية الهامة التي تدور في الساحة الدولية .ويمتلك الإعلام السياسي القدرة على توجيه وتشكيل الراي العام وتوجيهه .
الا ان في العديد من الحالات، تشير وسائل الاعلام الامريكي والاوروبي إلى وجود ممارسات غير أخلاقية في بعض وسائل الإعلام في الغرب، حيث تقوم بتقديم معلومات مضللة أو ملتوية بهدف تشويه صورة معينة أو توجيه رأي عام معين. يظهر ذلك في التلاعب بالحقائق وتضليل الجمهور، والتلاعب بالعواطف لتحقيق أهداف سياسية فان هذه السلوكيات تستهدف بشكل خاص عقول المواطنين وتحاول إقناعهم بأفكار غير صحيحة وساذجة، والتي من المفترض أن يقبلها الجمهور كواقع لا مفر منه .
من الأمثلة الشائعة على هذا النوع من السلوكيات الإعلامية، تلك القصص المزيفة التي تُنشر من مصادر القرار في الغرب وتصورات ساخرة للترويج لأجندات معينة مع غياب تام لمصداقيتها و تضخيم الأحداث أو تحريفها لتكون أكثر جاذبية للمشاهدين من اجل إشاعة المعلومات الزائفة والتي يمكن أن تؤثر سلبًا على الثقة بين الناس وتثير الفوضى والاضطراب في المجتمع دون تقديم سياق كامل أو تحليل موضوعي للأحداث .
خلال الفترة الاولى للحرب بين روسيا وأوكرانيا، أدلى الناطق الرسمي للبنتاغون بتصريح على التلفاز يتحدث فيه عن تأثير شدة البرد القارس على الجيش الروسي، مما يؤثر على معنوياتهم. ان هذه الادعاءات تثير تساؤلات حول مدى صحة هذه المعلومات وتبرز تصرفًا مهينًا لعقل المواطن الأمريكي. إذ ان كثير من الناس في العالم يعرفون أن المواطن الروسي العادي قادر على تحمل درجات البرد المنخفضة المعتادة في بلاده فما بالك بالجندي الذي يتلقى تدريبا خاصا على ظروف قاسية من حيث البيئة ، وهذا بالتأكيد يشكل عنصراً يجب مراعاته. بالإضافة إلى ذلك، فإن وصف الظروف الجوية في روسيا وأوكرانيا يمكن أن يعكس نوعًا من التفاهة أو عدم المصداقية في تقديم المعلومات وامتهان لكرامة المواطن واعتباره ساذج وعليه قبول التصريح كواقع حال .
واذا ما اطلعنا على بعض وسائل الإعلام في بعض الدول الأوروبية، نجد تصويرًا بارزًا للنصر الكبير للجيش الأوكراني، مع تأكيدات على قدرته على هزيمة روسيا وتصوير الروس كمهزومين لا محالة. هذا التوجه الإعلامي يشير إلى تصوير الواقع بطريقة مبالغ فيها، ويعتقد بعض الناس في الغرب أنه يهين عقولهم بسبب انحيازه وعدم مصداقيته .
في الواقع هذه الإشارات إلى النصر مبالغًا فيها وغير متسقة مع الواقع الميداني. فقد يتم تجاهل التحديات والصعوبات التي تواجهها القوات الأوكرانية، ويتم التركيز فقط على النجاحات المفترضة وهما . هذا النوع من التوجيه الإعلامي يمكن أن يثير التساؤلات حول مصداقية وموضوعية وسائل الإعلام في الغرب، ويمكن أن يعتبر إهانة لعقول المواطنين الغربيين الذين يتوقعون معلومات دقيقة وموضوعية .
كما ان القليل من وسائل الإعلام الغربية تعمل على تصوير غزة والأحداث فيها بطريقة محايدة وموضوعية، مع التركيز على توجيه الانتقادات لإسرائيل بسبب العمليات العسكرية والانتهاكات في المنطقة. لكن الاغلب الاعم من الوسائل الإعلامية الغربية تعتمد بعض التوجهات التي قد تعتبر مثيرة للجدل أو غير موضوعية عندما يتعلق الأمر بغزة
على سبيل المثال، يتم تبرير العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة بشكل مفرط على انها دفاعا عن النفس مما يعكس تصويرًا موجهًا للأحداث و يفهم ذلك على أنه تبرير للابادة الجماعية بحق المدنيين الفلسطينيين. كما تتجاهل بعض الوسائل الإعلامية الغربية عمدا قرارات محكمة العدل الدولية أو التقارير الدولية التي تدين الانتهاكات الإسرائيلية في غزة وتصفها بأنها جرائم حرب .
هذا النوع من التوجه الإعلامي قد يثير تساؤلات حول مدى موضوعية ومصداقية وسائل الإعلام في الغرب التي صدعت رؤس الناس بشفافيتها ، وهذا يدلل ويعكس استخفافًا واهانة لعقول المواطنين الغربيين الذين يتوقعون معلومات دقيقة وموضوعية حول الأحداث في غزة . يجب أن تلتزم وسائل الإعلام بتقديم المعلومات بشكل موضوعي ومتوازن، وأن تأخذ بعين الاعتبار قرارات محكمة العدل الدولية وتقارير المنظمات الدولية الموثوقة في تغطية الأحداث .
ذلك يُظهر التحدي الذي يواجه العالم في التعامل مع وسائل الإعلام الغربية التي لا تنقل الحقيقة بوضوح وتلتزم بحسابات سياسية غير منصفة، فعلى الرغم من صعوبة التعامل مع مثل هذه الوسائل الإعلامية، إلا أن الوعي بالانحياز المطلق لهذا الالة الاعلامية والالاعيب التي تدسها يمكن أن يساعد في تقليل تأثيرها ويفقدها المصداقية مما يحذوا بالمواطن بالحبث عن الحقائق من مصادر اخرى .
بالإضافة إلى ذلك، يجب على الجميع أن يتحدوا ويعملوا معًا للضغط على وسائل الإعلام لتحقيق المزيد من الشفافية والموضوعية في تغطيتها مما يتوأم مع دورها الطبيعي وذلك من خلال التعبير عن الانتقادات والمطالبة بتقديم معلومات دقيقة وموضوعية.
إن التعامل مع هذا الإعلام الغير منصف يتطلب جهودًا متواصلة وتعاونًا شاملاً من الجميع لضمان أن تصل المعلومات الصحيحة والموضوعية إلى الشعوب في الغرب . والعمل على استنهاض كرامة الانسان الغربي الذي تدهسه اله الاعلام المسيسة في الغرب .



#عبدالله_سلمان (هاشتاغ)       Abdallah_Salman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اشكالية الانسان في الاعلان العالمي لحقوق الانسان
- للانتصار وثبة وفرح
- مسرحية التبادل تمثيل امريكي هابط
- بلينكن واكاذيب امريكا المتجولة
- قراءة في المشروع الامريكي – البريطاني في تكوين شرق اوسط جديد ...
- محمد شياع السوداني وبناء عالم افتراضي
- مهرجان البصرة الرياضي والهوية الوطنية العراقية
- كم انت طيب يا صديقي
- التوافقية في العراق مشروع استعماري
- فوضى المفاهيم لدى السياسي العراقي
- اضاءة في مسار الثورة العراقية التمثيل السياسي بين العام والخ ...
- عصيان المدني من أجل انهاء المعاناة وليفهم العالم قضيتنا
- إتفاق سجنار خطوة لتقسيم العراق
- الانتخابات العامة ومقومات نجاحها
- رؤية نقدية في الجبهة الوطنية والقومية التقدمية عام 73 الجزء ...
- رؤية نقدية في الجبهة الوطنية والقومية التقدمية عام 73 الجزء ...
- شبابنا يستشهدون في سوريا


المزيد.....




- بـ-ضمادة على الأذن-.. شاهد ترامب في أول ظهور علني له منذ محا ...
- الشرطة العمانية: مقتل 4 أشخاص وإصابة آخرين في إطلاق نار قرب ...
- مقتل أربعة أشخاص على الأقل وإصابة آخرين في إطلاق نار في العا ...
- 4 قتلى على الأقل بإطلاق نار في محيط مسجد بسلطنة عمان
- بضمادة في أذنه.. فيديو لأول ظهور علني لترامب
- بايدن: أنا صهيوني وفعلت للفلسطينيين أكثر من أي شخص آخر
- الحوثيون يعلنون مسؤوليتهم عن مهاجمة سفينتين قبالة سواحل اليم ...
- إطلاق نار في مسقط يؤدي لمقتل أربعة أشخاص وإصابة آخرين
- قد تسكن البيت الأبيض إذا فاز ترامب.. من هي أوشا فانس؟
- أمريكا.. مديرة -الخدمة السرية- تكشف عن رد فعلها عندما علمت ب ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله سلمان - تجاوزات الاعلام الغربي ، استخفاف واستغفال مواطنيهم