عبد الله خطوري
الحوار المتمدن-العدد: 7890 - 2024 / 2 / 17 - 00:23
المحور:
الادب والفن
وبعد صحوة مديدة، خَرَجَتْ ذات غبش بشكل مباغت من غياهبَ لا تُرى في يدها اليمنى كأس قهوة ساخنة في يسراها شدق خبز شعير وآنية خشب صغيرة تسبح فيها قطرات زيت زيتون وهاجة .. إنها وجبتها الصباحية وهي تستعد لا محالة لبياتها آلأثير .. شروق آخر، ظلام آخر، حُلَك أخرى لا نهاية لامتداد غياهبها تعيشها كمثل طائر جريح خذلته الحياة .. أما في الخارج، فالحياة حياة وكفى يستمر خريفها وشتاؤها ومصيفها ووجيبها ووميضها بأمسها بغدها وضغيبها، ككل الأيام والليالي .. لا جديد في آلأرض لا جديد تحت زبد شموس آلسماء ...
في قمة ربوة ذات قرار معين يُسمع فيها حفيف أجنحة الفَراش مخضبا بنسائم الصباح والمساء أودَعوا بدنها الضامرَ مأواه الأخيرَ بعد معاناة طال وطيس آختناق الشهيق فيها والزفرات أخيرا انتشلت شهقتها الأثيرة من براثن أنياب باترات العدم تنهدت زافرة همسَتْ ابتسمَتْ لا عناء بعد اليوم لا موت غدا كما عَلّمْتُ الأنامَ مقاومة أوجاع الحياة سأعلمهم كيف ينتشون للأبد ...
#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟