كامل الدلفي
الحوار المتمدن-العدد: 7888 - 2024 / 2 / 15 - 17:48
المحور:
الادب والفن
مقالب هولاكو
قصة قصيرة جدا
تسرب خبر عن جمعية محلية تنشط في تحضير الأرواح ، يفيد بأن روح هولاكو تملصت من بين أيدي أمهرمعلميها وفرّت إلى صوبٍ غير معلوم، وضاع أثرها في أزقة بغداد، وهي الان خارج السيطرة تماما، بما يثيرقلقاً بالغاً يستدعي الحيطة لما لهذه الروح من طوية مجبولة على الفتك والخراب. مضى الخبر سريعا الى الأهالي ودوائر أمنية حساسة، فجوبه الموضوع بالهزء، والسخرية، والتندر.. لم يمض أسبوع واحد على اشاعة الخبر حتى حدث انفجار هائل في شارع المتنبي.
الهدوء اللذيذ
قصة قصيرة جداً
في قاعة المحكمة لا احد لم ينتبه إلى قفزاته الشيطانية، وتلويحاته بالنصر، فقد تمكن فابيوس رجل القانون القديم أن يستصدر حكماً بترحيلي عن دول الاتحاد الأوروبي كافة، ووضع إسمي على قائمة الحضر مدى الحياة...
الجريمة التي افتعلها لي وأقنعت المحكمة بإصدار قرارها المدوّي، أنتجتها حماقاته العنصرية وعقدة اليمين الأوروبي إزاء المهاجرين الشرقيين من جهة، وظنه المفرط بأني المحرض الأول لكره زوجته له من جهة ثانية. داسني فابيوس بحقد حمار بكل ما أوتي من موهبة وقدرة نادرة في المدافع، والتأويل القانوني..
غير أن قرينة فابيوس لم تزل وفية لخلواتنا السرية التي جددت وقتها الحياة في كلينا، لم تنقطع عن إغوائي ولو على بعد قارتين، تقول في رسائلها: إن وجدانها الحي لا يسمح لها بأن تتركني وحيداً، قلقاً، منفياً في وطني، وطالما توعدني بتنظيم الهدوء في نفسي، ويوماً اهتدت إلى الوسيلة، صارت في كل مرة تقضي مع زوجها خلوة في الفراش تهدي ثواب لذتها إلى جسدي، حتى غمرني هذا الفيض اللذيذ وهدأت عواصفي اللاهبة وتلاشى الشعور الجارف بالانكسار، كأن اسمي لم يعد على قائمة المنع، كأني أتأبط روحها ونلتف كظلين بين شجيرات بارك دو مينسو تماماً كما كنا..
#كامل_الدلفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟