أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلقيس خالد - الشاعران : معروف الرصافي .. و أحمد مطر














المزيد.....

الشاعران : معروف الرصافي .. و أحمد مطر


بلقيس خالد

الحوار المتمدن-العدد: 7888 - 2024 / 2 / 15 - 14:01
المحور: الادب والفن
    


النوم بين الرصافي وأحمد مطر
الشاعر الكبير أحمد مطر من عمالقة الشعر العراقي
أختار طريقةً سهلةً وصعبة ً في الوقت نفسه وجعل كل قصائده تسلك هذا الفضاء الشعري الرحب.. وما أنا إلا ضيفة عابرة ً.. لي تأملاتي الخاصة مع قصائده التي اواصل مطالعتها منذ سنوات.. الآن وأنا اعيد قراءة قصائدهُ احتفاءً بمهرجان المربد الذي يحمل أسم الشاعر أحمد مطر لهذا العام ،توقفتُ عند بعض القصائد وفي فكري يدور سؤال:
هل الشاعر أحمد مطر يخاف النوم؟ ولماذا ؟ وهنا حضر في ذاكرتي الشاعر الكبير معروف الرصافي وقصيدته:
يا قوم لا تتكّلموا***إن الكلام محرَّم
ناموا ولا تستيقظوا***ما فاز إلاّ النُوَّم
وتأخّروا عن كل ما***يَقضي بأن تتقدّموا
ودَعُوا التفهُّم جانباً***فالخير أن لا تَفهموا
وتَثّبتُّوا في جهلكم***فالشرّ أن تتعلَموا
أما السياسة فاتركوا***أبداً وإلاّ تنموا.
فأرى قصيدة احمد مطر(أوبة الحارس) كما لو انها جاءت تمردا على وصايا الشاعر معروف الرصافي
(لم أنم ْ
خِفت ُ أن يَسرق منّي أمتي كيدُ الأُمم
. لم أنم خفتُ أن يَستَفرد َ الذئب ُ
بقطعان ِ الغنم.)
وفي قصيدة اخرى
(آه لو يجدي الكلام)
الملايين التي على الجوع تنام
وعلى الخوف تنام
وعلى الصمت تنام
والملايين التي تسرق من جيب النيام
تتهاوى فوقهم سيل بنادق
ومشانق
وقرارات أتهام
كلّما نادوا بتقطيع ذراعيّ
كلّ سارق
وبتوفير الطعام/ ص66)
الفرق بين قصيدتيّ أحمد مطر (أوبة الحارس) و(آه لو يجدي) فرقٌ قليل. في الأولى كان الصوت المنفرد لحارس القيّم هو الذي يتكلم. أما في الثانية فصوت الجموع التي انتقلت من الخنوع والخضوع إلى التمرد الجماهيري ضد الظلم الذي يفتك بالشعب
(فتوى أبي العين)
لنفرض أنه نام
وفي النوم رأى حُلماً
وفي الحلم أراد الابتسام
لم ينم منذ اعتقلناه
إذن مُتهم دون أتّهام/ ص202).. في هذه القصيدة يعود الشاعر إلى شخصية الحارس في قصيدة (أوبة الحارس) لكن هذا الحارس اكتسب شخصية السجين. الذي لم ينم ولا يريد النوم. يخشى من نومهِ على سريرته. لذا لم يبق أمام الآخرين سوى الحل الافتراضي واعتباره من النائمين. وحين تفشل هذه الفرضية تحل محلها الاعتباطية في القرارات( متهمٌ دون أتهام)
(حلم)
وقفت ُ ما بين يدي
مفسر الأحلام
قلت له : يا سيدي
رأيتُ في المنام
أنّي أعيش كالبشر
وأنّ من حولي بشر
وأن صوتي بفمي
وفي يدي طعام
وأنني أمشي
ولا يُتبعُ مِن خلفي أثر !
فصاح بي مرتعدا
: يا ولدي حرام
لقد هزئت بالقدر
يا ولدي.. نمْ عندما تنام!
هنا الضربة الكبرى التي يفجرّها الشاعر الكبير أحمد مطر فهو يجعلنا نقف بين نومين: النوم الطبيعي الذي يحملنا الى عوالم الهدوء والسكينة. النوم بالقوة الذي يجلب للمواطن الغفلة والعماء والبلادة . وهذا النسق الثلاثي للنوم هو الذي يضمن لقوى الظلام بقاء تسلطها على العبّاد والبلاد.
وهنا تكمن الموهبة المتوغلة في التنويع لدى شاعرنا الكبير
فهو يستخرج كلمة(النوم) من المعجم ليزيدها ثراءً من شعريته المتدفقة بشحن المعنويات لدى القراء وهذا هو أيضا الفرق بين أحمد مطر وبقية الشعراء



#بلقيس_خالد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع وزيرة الثقافة الليبية
- مهرجان المربد الشعري(35) دورة الشاعر أحمد مطر
- لو كنا نرى/ قصة قصيرة
- الحسن البصري برؤية مستشرقين
- سوق نحيلة للحبال في العشار
- الشاعر خلف لفتة المناصير .. و(مزاج المفاتيح)
- نخيلها يصنع الحياة
- محمد صالح عبد الرضا : معنا دائما
- كيميا وغايات الرجال
- توهمها الرياح
- الها يكو من خلال تجربتي
- محاضرة في الهايكو
- قامتان متميزتان في الثقافة العراقية
- (هم لا يعلمون) : للشاعرة إيناس هشام
- ماري وأخواتها (ظلال ماري) للروائي زكي الديراوي
- (صباح كهرماني) للقاصة فوز حمزة
- الروائية نورهان القيس: بين روايتين
- دقيقتان ودقيقة واحدة للشاعرة بلقيس خالد/ الجزء الثاني
- منصات هايكو الشاعرة بلقيس خالد/ إسماعيل إبراهيم عبد
- الدكتورة خيال الجواهري : الشعر لا يورث / حاورتها بلقيس خالد


المزيد.....




- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...
- 3isk : المؤسس عثمان الحلقة 171 مترجمة بجودة HD على قناة ATV ...
- -مين يصدق-.. أشرف عبدالباقي أمام عدسة ابنته زينة السينمائية ...
- NOOR PLAY .. المؤسس عثمان الموسم السادس الحلقه 171 مترجمة HD ...
- بجودة HD مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 171 مترجمة بالعربي علي قص ...
- بجودة HD مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 171 مترجمة بالعربي علي قص ...
- حالا استقبل تردد قناة روتانا سينما Rotana Cinema الجديد 2024 ...
- ممثل أميركي يرفض كوب -ستاربكس- على المسرح ويدعو إلى المقاطعة ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلقيس خالد - الشاعران : معروف الرصافي .. و أحمد مطر