رمضان حمزة محمد
باحث
الحوار المتمدن-العدد: 7888 - 2024 / 2 / 15 - 09:38
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
دبلوماسية المياه تتطلب أنشطة دبلوماسية مدروسة ومصممة لتعزيز الوصول إلى موارد المياه سواء مع الدول التي تشترك في احواض الأنهار، او داخل البلد لضمان حصول الجميع على حصص من المياه عادلة ومنصفة والتوازن بين القطاعات التي تعتمد عل الموارد المائية.
دبلوماسية المياه يجب ان تكون مؤثرة على أصحاب القرار لضمان اتباع سياسات وسلوك تتوخى الحلول الدبلوماسية عن طريق الحوار الدبلوماسي وفنون التفاوض وبالأساليب السلمية.
لايزال العلاقة بين السياسة الخارجية للدول المتشاطئة ودبلوماسية المياه من الناحية المفاهيمية لم تنضج وتصل الى علاقة مبدأ وعامل مؤثر. كون السياسة الخارجية لا تزال هي التي تحدد الأهداف والاستراتيجية السياسية الشاملة للدولة بينما لا يزال دبلوماسية المياه التي تعمل كآلية لتحقيق الأهداف التي تضمن السلام وتبعد شبح النزاعات المائية سواء على المستوى المحلي الداخلي او بين الدول التي تشترك في احواض الانهر.
يتطلب ان تكون دبلوماسية المياه أحد الأدوات المهمة والاساسية للسياسة الخارجية العراقية، كون الغرض الرئيسي من دبلوماسية المياه ضمان استمرار الحياة والتنمية وحماية الأمن المائي والغذائي في العراق كونها دولة مصب.
يجب ان تعمل دبلوماسية المياه على توجيه العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الدول التي تشترك في احواض الأنهار كما في حالة العراق مع كل من تركيا، إيران وسوريا ومع المنظمات المعنية بالمياه والغذاء والطاقة.
لذلك ينبغي على فقهاء القانون في العراق دراسة درجة التداخل بين الأحكام الموازية على أساس كل حالة على حدة ضمن إطار تحليلي وقانوني مستنير لضمان حقوق العراق العرفية والقانونية والتاريخية والمكتسبة في المياه الدولية المشتركة مع كل من "تركيا وإيران وسورية" لأنه قد يكون هناك العديد من أوجه الاتساق والتناقضات في التعريفات المتوازية، والالتزامات الموضوعية والإجرائية والترتيبات المؤسسية في الاتفاقات الدولية للمجاري المائية المشتركة. وان نضع كل هذه في مسارات دبلوماسية المياه مع الدول المتشاطئة؟
وان يأخذ مسألة الملوثات لمجاري المياه سواء في الداخل او الملوثات الناتجة من النشاطات المختلفة لدول المنبع والتي ترمى في مجاري الأنهار الدولية المشتركة كأحد المحاور الأساسية والرئيسية ضمن سياق دبلوماسية المياه، لان جميع الملوثات اية كانت نوعها ومصدرها تؤثر على جودة الموارد المائية بشكل مختلف في مجاري الانهار. القطاع النفطي ومحطات الطاقة الكهربائية الحرارية، لها تأثيرات كبيرة على النظم البيئية للمياه العذبة نتيجة التلوث الحراري، حيث يؤدي التلوث الحراري إلى تدهور النظم البيئية النهرية، مما يؤثر على التنوع البيولوجي واستخدامات المياه في مجرى الانهار لأغراض مختلفة. لذا بات من الضروري تحقيق التوازن بين كمية المياه وجودتها من خلال اتباع نهج الإدارة المتكاملة لمصادر المياه في العراق.
#رمضان_حمزة_محمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟