ثائر ابو رغيف
كاتب مهتم بالأوضاع ألسياسية
(Arthur Burgif)
الحوار المتمدن-العدد: 7886 - 2024 / 2 / 13 - 18:15
المحور:
دراسات وابحاث قانونية
سنين طويلة شيدت صروح من ألصدأ في ذاكرتي ولكنها لم تهزم أسوء ما فيها, تلك ألسنين ألتي أمضيتها خلف ألقضبان كسجين رأي, فقد تم حكمي بالإعدام وتم إلغاء حكم الأعدام وحكمي بسجن مدى ألحياة لطول مدة خدمتي (ألقسرية) في جيش صدام حسين, بالطبع جيش صدام او ردام او أعطه ماشئت من الاسماء فقد أصبح ألقائد الضرورة الذي أغدق الأموال على امثال سميرة سعيد (عراق الكرامة) وسوزان عطيه (يمه ويا يمه ولاله) ورباب الكويتيه (حياك يابو حلا) وغيرهن وغيرهم من الفنانين العراقيين من ضمنهم كاظم الساهر (الذي كان ليبقى نكرة بدون نظام صدام) والعرب ليتغنوا بمجد قائد معركة القادسية المبنية بجماجم ابناء العراق وخصوصا جنوبه.
لست هنا بصدد إستعراض جرائم او بطولات ألعهد ألبائد بل لسرد بعض ألحكايا ألتي يتناقلها ألسجناء من زنزانةٍ لأخرى ومن سجنٍ لآخر, فعندما تمضي وقتاً طويلاَ في سجن وحدة عسكرية سقفه صفائح من الصفيح او مانسميها في العراقية ألدارجة (چينكو) عندما يتنفس فيه ألمساجين الذين تقاس مساحة نومهم بالأشبار وكانهم في علبة سردين ينزل زفيرهم كسائل لزج كريه الرائحة لدى إصطدامه بالواح الصفيح ألسقفية على اجساد المساجين, وعندما تفقد كل امل تبقى الوسيلة الوحيدة للابقاء على العقل هي تداول الحكايا وكثيرة تلك الحكايا ألتي سمعتها في تلك المرحلة واحدة منها وهي موضوع مقالي ألجلاد.
كوني كنت مسجونا في سجن وحدتي ألعسكرية (حيث لاتنفذ أعدامات بطريق مباشر) لم أخبر تفاصيل الإعدامات ألتي تحصل في سجن رقم واحد في أبو غريب ألذي لا ينصفه في كمية الإجرام بالمعتقلين الا سابقه نگرة السلمان ألتي ذاق مرارتها معظم ألشيوعيين ألعراقيين.
بعض ألمساجين ممن خبروا سجن رقم واحد وكتبت لهم حياة جديدة وممن انتهوا في زنزانتي بدأوا في سرد قصص لاتنتهي عن هذا ألصرح الإجرامي. عن طرق التعذيب, كيف يتحول ألسجين بدون زائرين إلى إمتهان أللواطة لكي يأكل أو يحصل على سيجارة, وكيف يدير حرس ألسجن دائرة إجرامية بإعطاء يافع محكوم حديثاً لسجين قديم يعمل كما يقول الأخوة ألمصاروة (فتوة) لكي ينتهك شرف هذا اليافع بمقابل مالي.
ألجلاد في أي بلد كان ومهما كان دينه او سياسته يبقى أقذر مايمكن إن تصل أليه الأنسانية ولكن وحسب القصص التي سردها شاهدي عيان لي فأن ألجلاد ألعراقي أسوء من عشماوي مصر وسياف ألسعودية, قيل لي أن خلال تنفيذ حكم المحكوم بالإعدام شنقاً في أبو غريب ينظر ألجلاد الى ألحلي والساعات والخواتم بأيدي هؤلاء ألتعساء ويبدأ مساومتهم بإن يعطوه كل ممتلكاتهم الارضيه لكي يُسهل موتهم والا سيجعل عقد حبل ألمشنقة أكثر أو أقل للامعان في تعذيب ألمحكوم.
هل يبق إنسان من يجبر أخيه الإنسان على تسلم ساعته فقط ليجعل موته سريعاً ؟
الأخوة ألقراء من لديه تساؤلات بصدد هذا الموضوع او فيما يتعلق به ألرجاء ترك ألتساؤل على صفحتي في ألحوار ألمتمدن
#ثائر_ابو_رغيف (هاشتاغ)
Arthur_Burgif#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟