الحسن من محمد بن عامر بن صالح
الحوار المتمدن-العدد: 7883 - 2024 / 2 / 10 - 01:19
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في الوتقع ليست الأمة العربية وحدها تنتقل من إخفاق إلى إخفاق، او وحدها تعيش اللحظة التي تلتقي فيها النهاية مع البداية، والتي تمتد جذورها في عمق التاريخ العربي الحديث، تاريخ الأزمة الواقعية التي تعيشها المدنية العربية ذاتها، بما هو تاريخ استبعاد العرب من ساحة المبادرة والفعل والمشاركة العالمية.، بل كل شعوب العالم تنتقل من اخفاق الى اخفاق و كلها تعيش اللحظة التي تلتقي فيها البداية مع النهاية،و السؤال الآن هو: أين يكمن الخلل؟ هل في مستوى البنى الداخلية للدول العربية؟ أم في مستوى التأثير الخارجي؟ أم في تداخل المستويين الداخلي والخارجي؟ و الجواب هو ان مستوى التأثير الخارجي يتحمل الاكثر مسؤولية ،لما تعانيه شعوب العالم ،و ليست الشعوب العربية او الاسلامية وحدها ،لان الغرب القوي نسبيا استخباريا و عسكريا و اقتصاديا، يعلم جيدا مدى خطورة الحكامة المطلقة،و مع ذلك يدعمها و يمولها و يحميها داخل المجتمعات العربية و الاسلامية عموما، مع العلم انه تعرض للاهانة من خلال فضيحة ارشاء و شراء ذمم و ضمائر الكائنات السياسية الاوروبية ،باموال الصناديق السوداء المنهوبة من خزائن المال العام العربية، و تعرض لفضيحة بيغاسوس التجسسية عن كبار المسؤولين السياسيين الغربيين، و مع ذلك لم يقتنع الغرب بعد بان صناعة و حماية الطغاة،لن يضر فقط بشعوبها بل حثما تضر بحقوق شعوب العالم,,و ان الغرب مطالب اليوم ليس فقط بالتوقف عن حماية الطغاة ،بل مطالب بتكوين جالية عربية سياسية مؤهلة ،للادماج مع ثقافة حكامة التناوب على كرسي الحكامة ،اي حكامة اعطاء السيادة للقانون، تلك هي الحكامة التي جعلت رئيس الدولة عند الغرب ،انسانا متواضعا،كونه تربى عن ثقافة الخوف من عقاب القانون,,و تربى عن ثقافة النزول من على عرش الحكامة، و ثقافة الجزاء و الشكر او العقاب,,اما في مجتمعاتنا العربية فان الحاكم لا يخاف من عقاب القانون،لا يخاف لا من القانون الوطني و لا من القانون الدولي,,
#الحسن_من_محمد_بن_عامر_بن_صالح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟