عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث
الحوار المتمدن-العدد: 7882 - 2024 / 2 / 9 - 14:21
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هل سمعتم يوماً، خلال المئة عام الأخيرة، أغنية بالرئيس الأمريكي أو الفرنسي أو رئيس أية أمة تقيم في عالم القرن الحادي والعشرين، وليس في كويكب "العقل المستقيل"؟!
لا يوجد في عالم اليوم اعلام يكرس عبادة الأصنام البشرية، الأحياء والأموات، ويبث أغاني تمجدهم وتضعهم فوق مستوى البشر، إلا في ديار "خير أمة أُخرجت للناس". والإعلام، في أبجديات تعاريفه الأولية، لا يصدر بذاته وإنما يصدره بشر هم في المحصلة نتاج ثقافة سائدة. مقصود القول، الإعلام مرآة المجتمع، يؤثر فيه ويتأثر به، ويعكس ثقافته. والإنسان، أي إنسان على وجه الأرض، هو نتاج ثقافة توجهه وتحدد حركته في التاريخ وعلى مسرح الجغرافيا.
بالمناسبة، الديمقراطية ثقافة قبل أن تكون تعددية واحترامًا للرأي والرأي المختلف وتبادلًا سلميًّا للسلطة، وغيرها من عناصر الديمقراطية. في المقابل، الإستبداد أيضًا ثقافة وأنماط تفكير.
عندما نقول إن ثقافتنا بالشكل الذي هي عليه اليوم ما تزال تكرس العبودية في منازعها البدوية الصحراوية المتوارثة، يغضب بعض الأخوة ويتهموننا بالمبالغة وجلد الذات. حتى افريقيا بدأت تتفوق على العرب في مجال الديمقراطية. في عالم يتغير كل يوم، حيث الديمقراطية والتعددية من أهم عناوينه، لن يُفلح قوم "أسيادهم في الجاهلية هم ذاتهم أسيادهم في الإسلام".
ليت أحداً من هؤلاء يفسر لنا معنى تمجيد الحاكم ورفعه الى مستوى الآلهة، أو يدلنا على اعلام في أية بقعة على وجه الكرة الأرضية، باستثناء دويلاتنا، يمجد أصناما بشرية ويتغنى بهم !!!
#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟