محمد العرجوني
كاتب
(Mohammed El Arjouni)
الحوار المتمدن-العدد: 7881 - 2024 / 2 / 8 - 16:23
المحور:
الادب والفن
دخلت قاعة انتظار بمؤسسة تأمينية، سبق لنقابة تعليمية أن وقعت معها شراكة على أساسها تتعامل بتفضيلية مع قطاع التعليم. كانت مكتظة بنساء ورجال التعليم، أغلبهم متقاعدون. جالسون كانهم في قاعة انتظار خاصة بمسافرين. الكل ينتظر دوره للحصول على شهادة تأمين لسيارته. بعض الوجوه تبتسم وأياد تلوح الي. إنها فرصة سنوية نلتقي فيها ببعض الزملاء بعد أن فرق بيننا التقاعد. وبعد أن ضغطت على آلة توزيع تذاكر بها أرقام لتنظيم الطابور، وأخذت تذكرتي، بدأت في مصافحة البعض، ومعانقة آخرين. كنا نسأل بعضنا البعض ونجيب ببعض الكلمات المتداولة حول أحوالنا. ثم توجهت نحو كرسي شاغر. فإذا بزميل آخر يقف بيني وبين الكرسي، بابتسامة عريضة مخاطبا أياي وكأنه يعاتبني :
- لوحت لك بيدي فلم تنتبه... كيف حالك؟
ابتسمت له واعتذرت قائلا:
عذرا... لم أنتبه لك... وبما أنك تسأل عن حالي، ها انت ترى أن النظر أصبح ضعيفا.. ولا أستحمل النظارات..
فلم يتردد في تقديم هذه النصيحة لي :
- نصيحتي لك.. اقرأ عند صلاتك سورة الآية الثانية من سورة الإنسان، وردد في خشوع: "فجعلناه سميعا بصيرا"... وإذا تعرقت اترك قطرات العرق تدخل في عينيك... اضمن لك الشفاء... ولن تكون في حاجة إلى نظارات...
نظرت في عينيه مليا... من خلال نظارتيه... وشكرته، مبتسما، على النصيحة، ثم جلست في انتظار دوري الستين، حسب التذكرة...
#محمد_العرجوني (هاشتاغ)
Mohammed_El_Arjouni#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟