أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أمير أمين - صور بطولية لمقاومة انقلاب 8 شباط الدموي !














المزيد.....

صور بطولية لمقاومة انقلاب 8 شباط الدموي !


أمير أمين

الحوار المتمدن-العدد: 7881 - 2024 / 2 / 8 - 13:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبيل ظهر يوم الجمعة الموافق الثامن من شباط عام 1963 , كان العراقيون يتبضعون في الاسواق لفطور رمضان مثل كل يوم حينما سمعوا أن انقلاباً حصل ضد حكومة الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم ( كنت حينها في الصف الثالث الابتدائي مع والدتي في السوق ), صدّق بعضهم بينما نفى غيرهم ما قال إنها إشاعات ..لكن الحقيقة المحزنة بدأت تظهر حينما أذاع الانقلابيون بيانهم الذي إدعوا فيه أن الزعيم لقى حتفه ثم أشاروا الى انهم سوف يطهرون البلد مما أسموه العملاء والخونة والمارقين ..الخ..! هب أبناء الشعب لنجدة قيادة الجمهورية الفتية والتي حققت لهم الكثير من الحقوق والانجازات في فترة زمنية قصيرة , لكنهم جوبهوا بالرصاص ينهمر عليهم كالمطر , وفي بغداد وكما هو معروف أن الجماهير طلبت من الزعيم عبد الكريم ..السلاح وتجمعوا بالآلاف مقابل وزارة الدفاع التي تحصن بها الزعيم وعدد من الضباط الوطنيون الشرفاء للدفاع عن ثورتهم المجيدة , لكنه لم يستجب لهم , حقناً للدماء التي كان يعتقد لو أنه وزع على الناس السلاح فسوف يقتل مئات او بضع آلاف من الابرياء بالوقت الذي كانت طائرات ميغ 17 وغيرها تقوم بقصف الوزارة ما عدا تسديد الضربات القاتلة من قبل الدبابات التي كانت بحوزة الانقلابيين والتي زينت بصور الزعيم قاسم لغرض التمويه وخداع الناس ..وبعد الظهر بدأ الانقلابيون يحاولون خداع الزعيم عبد الكريم بأنهم سوف لن يتعرضوا لحياته لو هو استسلم لهم وكان العقيد عبد السلام قد تم تنصيبه رئيساً للجمهورية فكان يكلم الزعيم بالتلفون ويدعوه للاستسلام بالوقت الذي كان معه الزعيم الشهيد طه الشيخ أحمد والذي قاومهم ببسالة نادرة ..ولما سمع حديث عبد السلام بالتلفون , أخذ السماعة من يد الزعيم عبد الكريم وخاطب عبد السلام بلهجة عراقية بالقول له ( شوف ولك ..أنا طه الشيخ أحمد أكلمك , أنت نذل وحقير وجبان وخائن وتبقى صعلوك من الصعاليك حتى لو أصبحت رئيس جمهورية ..! ).. صدق ما قاله الشهيد البطل الزعيم الركن طه الشيخ أحمد بحق عبد السلام عارف من كلام يستحقه .. والشهيد طه ضابط وطني غيور على مصالح شعبه العراقي وقد ولد عام 1917 في مدينة العمارة وكان والده تاجراً للحبوب , عندما أنهى طه دراسته التحق بالكلية العسكرية وسافر لدراسة الهندسة العسكرية في انكلترا ثم درس الحقوق ..وبسبب انتماءه للحزب الشيوعي العراقي أحيل على التقاعد عام 1953 ولما انبثقت ثورة 14 تموز عام 1958 كان أحد المشاركين فيها وأعيد للخدمة العسكرية وتم تعيينه مديراً للخطط العسكرية , وعند قيام انقلاب 8 شباط الدموي التحق الشهيد طه الشيخ احمد بوزارة الدفاع , وفي اليوم الثاني غادر المكان مع عدد من الضباط وعلى رأسهم الزعيم عبد الكريم وتوجهوا لمبنى اذاعة الصالحية بجانب الكرخ وتم إعدامهم جميعاً بمحاكمة صورية لبضع دقائق برئاسة عبد الغني الراوي وقبل أن يلفظ الشهيد طه انفاسه الاخيرة هتف بحماس ..يعيش الحزب الشيوعي العراقي وتلاه الشهيد فاضل عباس المهداوي بترديد الهتاف بينما انهمر عليهم الرصاص وهم جالسون فوق كراسيهم يتطلعون لوجوه الانقلابيين الكالحة. ومن الضباط المقاومين الابطال الشهيد الزعيم عبد الكريم الجدة آمر الانضباط العسكري والذي ولد في بغداد بنفس المنطقة التي ولد فيها الزعيم عبد الكريم عام 1918 وكان الاثنان صديقان منذ الطفولة على الرغم من ان الزعيم قاسم كان يكبره بأربع سنوات , أكمل الشهيد الجدة دراسته الابتدائية والمتوسطة في محلة المهدية وبعدها اكمل الاعدادية ثم دخل الكلية العسكرية وتخرج منها عام 1938 وبعد ذلك درس في كلية الحقوق وتخرج منها عام 1953..
وكانت دراسته لها في المساء حتى نال شهادة البكلوريوس بالقانون , أيد عبد الكريم الجدة ثورة 14 تموز ولكنه لم يكن من الضباط الاحرار ..وبسبب رتبته وصداقته للزعيم عبد الكريم فقد عينه مدير الانضباط العسكري وآمر موقع بغداد ..( وهو الذي قام باعتقال عبد السلام عارف في مكتب عبد الكريم قاسم بعد اتهامه بمحاولة اغتيال الزعيم عبد الكريم ..) وعندما حاول نفر من البعثيين اغتيال الزعيم في 7 تشرين الاول عام 1959 , سيطر الشهيد الجدة على بغداد وقام بضبط الاوضاع الامنية فيها , وعندما جرى انقلاب 8 شباط إتصل به الزعيم قاسم طالباً منه الحضور الى وزارة الدفاع وعندما أراد مغادرة بيته تعرض لهجوم من قبل الحرس القومي سيء الصيت , لكنه تغلب عليهم وبمساعدة إبن خاله الشهيد الملازم الاول كنعان خليل حداد القيسي , عند وصوله لمبنى وزارة الدفاع قاد الشهيد الجدة القوة المدافعة عن الوزارة وقاتل بشجاعة عالية واستبسل في مقاومة القوات المهاجمة , لكنه للأسف قتل بسبب شضايا إخترقت رأسه ووجهه و في اليوم الثاني في 9 شباط وجدت جثته قرب النافورة الواقعة وسط ساحة الوزارة وتم نقلها الى اذاعة الصالحية لتدفن مع بقية جثث الشهداء الضباط الميامين...ومن الجدير بالذكر ان الشهيد الزعيم عبد الكريم عبد الرحمن رجب الجدة لم ينتمي لأي جهة سياسية لكنه تميز باخلاصه الكبير للوطن وللشهيد عبد الكريم قاسم لذلك نال الشهادة ..ويجب الاشارة الى ان الشهيد الجدة كان له ولدان هما موفق ومحمد وبنتان ..المجد للشهيدين الباسلين طه الشيخ أحمد وعبد الكريم الجدة وكذلك المجد للشهيد الزعيم فاضل عباس المهداوي والزعيم الشهيد وصفي طاهر وكل الشهداء الضباط والمدنيون الابطال الذين استشهدوا في انقلاب 8 شباط الاجرامي ومنهم آلاف الشيوعيين قادة وكوادر واعضاء وعلى رأسهم الشهيد الباسل حسين احمد الموسوي اي الشهيد سلام عادل ورفاقه الميامين الذين ذاقوا شتى صنوف التعذيب وقطعت أجزاء من اجسادهم لكنهم كانوا صامدين بوجه العفالقة المجرمين وحرسهم القومي الفاشي ..المجد لشهداء العراق .. والعار سيظل الى الابد يلاحق البعثيين المجرمين وعصاباتهم المارقة ..والذين حولوا العراق الى مسالخ بشرية دامية ..



#أمير_أمين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آخر صورة للشهيد عبد الكريم قاسم ورفاقه الضباط البواسل !
- الشهيد الشيوعي الذي نهشت لحمه الذئاب !
- ملاحظات عن نتائج إنتخابات مجالس المحافظات العراقية !
- رسالة الشهيد الملازم الطيار ابو الندى الى رفاقه الانصار ..!
- موقف المربي الفاضل يحيى ( ق ) من البراءة !
- تعالوا معنا الى قنديل..!
- خمس وسبعون عاماً على مولد إتحاد الطلبة العراقي العام ..!
- خمسون عاماً في صفوف الحزب الشيوعي العراقي !( 2 من 2 )
- خمسون عاماً في صفوف الحزب الشيوعي العراقي !( 1 من 2 )
- ربع قرن على رحيل ثابت حبيب العاني ( 2من 2)
- ربع قرن على رحيل ثابت حبيب العاني ..! (1 من 2)
- البيت على قد أحلامنا ..والعيشة على قد الحال ..! (2 من 2 )
- البيت على قد أحلامنا..والعيشة على قد الحال ..! ( 1 من 2 )
- الخبز الحافي ومحمد شكري ..وجهان لعملة واحدة .
- وداعك مؤلم جداً رفيقنا عادل حبة !
- الشهيدات الشيوعيات شموس ساطعة في سماء العراق
- وضع سياسي مربك بحاجة ماسة للتغيير
- ثلاثون عاماً على اللجوء للدنمارك ! 3 من 3
- ثلاثون عاماً على اللجوء للدنمارك .. ! 2 من 3
- ثلاثون عاماً على اللجوء للدنمارك .!..1 من 3


المزيد.....




- -أمريكا ليست وجهتنا-..أوروبيون يقومون بإلغاء رحلاتهم إلى الو ...
- شاهد حجم الدمار الذي خلفته غارة إسرائيلية على مستشفى الأهلي ...
- إيران: قد يتغير مكان المفاوضات النووية.. وعلى أمريكا حل -الت ...
- تحذيرات من عاصفة شمسية قد تدمر العالم الرقمي وتعيدنا إلى الق ...
- الاتحاد الأوروبي يعلن عن مساعدات لفلسطين بـ1.6 مليار يورو
- باريس تقول إن الجزائر طلبت من 12 موظفاً بالسفارة الفرنسية مغ ...
- لماذا تحتاج واشنطن إلى أوروبا لإنجاح الجولة الثانية من المفا ...
- بوادر أزمة جديدة.. الجزائر تطلب مغادرة 12 موظفا بسفارة فرنسا ...
- آثار زلزال طاجيكستان (فيديوهات)
- محمد رمضان يرتدي -بدلة رقص- مثيرة للجدل


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أمير أمين - صور بطولية لمقاومة انقلاب 8 شباط الدموي !