|
كفى التضليل – كفى الهروب عن مواجهة الحقيقة
صلاح بدرالدين
الحوار المتمدن-العدد: 7881 - 2024 / 2 / 8 - 13:05
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
التهرب من مواجهة الحقيقة ، والتضخيم الإعلامي الحزبي ، وتوجيه الأنظار اما الى الخارج ، او الى الأمور الهامشية ، ومواصلة تضليل الشعب ، واخفاء الحقائق عنه ، ولان الأحزاب ، والكيانات التي تدعي المعارضة زورا اصبحت وسيلة – تجارية – لاغتناء المتنفذين فيها فبات الحزب أولا ، وقضايا ومصائر الشعب بالدرجات الأخيرة ، ماهو سائد ، ومتحكم خارج نفوذ نظام الاستبداد ، دفع الناس الى التفكير بعودته بكل اجرامه الفظيع ، ثقة المواطنين العادين ، ومختلف أطياف جمهور الوسط الوطني الكردي ، وفي البيئة الوطنية الحاضنة لمعارضي النظام ، تزعزعت ان لم تكن انعدمت كليا بكل الأحزاب ، والتنظيمات ، والميليشيات ، والكيانات ، وسلطات الامر الواقع . هذا هو المشهد ( المحزن ) على ارض الواقع ، وهذا هو عنوان المرحلة المخفي عن الناس في بلادنا ، ولكن لماذا ؟ أولا – في الوسط الكردي ١ – تستمر احزاب طرفي الاستقطاب ( ب ي د – انكسي ) ومن يلف لفهما في السير قدما حسب القواعد التفاهمية المرسومة ، بالحفاظ على الامر الواقع من دون أي تبديل ، وعدم التساهل مع اية محاولات ترمي الى اصلاح الوضع الكردي ، وإعادة بناء ما تفكك من الحركة السياسية الكردية السورية ، وعرقلة ظهور أي مشروع قومي – وطني وبرنامج عملي لعقد المؤتمر الكردي السوري الجامع . ٢ - سد الطريق على إمكانية أي حوار كردي – كردي سوري ، للإبقاء على الحوار الجاري بين المحاور الكردستانية بشان مصير الكرد السوريين ( بالنيابة ! ) منذ اكثر من عقد من الزمن ، تكريسا للتبعية ، ومصادرة للقرار الكردي السوري الوطني المستقل ، وهذا التوجه ( الحزبوي الآيديولوجي الانتهازي ) اللاقومي ، واللاوطني ، واللاديموقراطي من اخطر مايواجه شعبنا وقضيتنا في هذه المرحلة . ٣ – أحزاب الطرفين وتوابعها قررت عن سابق إصرار حرمان الكرد السوريين من واجب الدفاع عن قضاياهم ، بعد افتقارهم الى الأداة السياسية الديموقراطية المدنية الموحدة ، والوسيلة النضالية المركزية الشرعية المنتخبة ، وتغييب دورهم الوطني على مستوى البلاد ، وعدم إيجاد موقع لهم في النضال الثوري عبر التواصل والتفاعل ، والتضامن مع كل بؤرة ثورية سلمية لاحياء الثورة السورية المغدورة بشكل جديد كما هو حاصل الان في السويداء على سبيل المثال . ٤ – مازالت أحزاب طرفي الاستقطاب وتوابعها تمضي في طريق تضليل الكرد والسوريين عموما عندما تزعم انها تعادي النظام ، وتعمل من اجل التغيير ، وإيجاد البديل الديموقراطي ، فاحزاب سلطة الامر الواقع – ب ي د – وقسد ،وكل مسمياتها ظهرت عبر التسليم والاستلام ، ومحاربة الثورة السورية ، ومازالت الأقرب الى النظام وكذلك الى نظام ايران ، اما أحزاب – الانكسي – التي تدعي انها مع اسقاط النظام في حين انها تابعة على المستوى الوطني للائتلاف ومشاركة في مؤسساته ، ولكن الائتلاف ليس مع اسقاط النظام بل يتحاور مع وفوده، ويسعى الى الشراكة معه مستقبلا هذا اذا قبل النظام ذلك . ٥ – من ذيول ونتائج الأداء الكارثي لاحزاب طرفي الاستقطاب ، ابتلاء المجتمعات الكردية بظواهر مرضية سياسية واجتماعية ، اضافة الى مخاطر احتلالات الدول والميليشيات المسلحة لبعض المناطق ، استفحال العشائرية ، والمناطقية ، وازياد وتيرة الهجرة – الانتحارية – وتكاليفها المادية الباهظة ، وانتشار الانتهازية بين متزعمي بعض المجموعات والحزيبات ، وتعمق الروح الانتقامية المشبعة بثقافة الانشقاق ، والمصبوغة باللون المناطقي الواحد ، وخطاب المبالغة المفرطة فمثلا تجد – حزيبا – لايتعدى أعضاؤه أصابع اليدين ينشر بلاغات عن ( موضوعات ) مؤتمره المرتقب حيث يذكرنا ( بموضوعات المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفيتي الذي كان يبلغ أعضاؤه الملايين ، ويقرر مصير السلم والحرب بالعالم ، ) وفي حقيقة الامر فان ( موضوعاته ! ) لاتتعدى كيفية زيادة مخصصاته لدى احد اطراف الاستقطاب او الطرفين معا ، ولان أحزاب الطرفين واتباعها لايمتلكون قضايا نضالية لمناقشتها يتوجهون الى الخارج حيث تحول معظم مسؤوليهم الى خبراء في مسائل كركوك ، والمناطق المتنازعة عليها ؟؟؟؟؟ . ٦ – اما المتعلمون الكرد السورييون من أصحاب الشهادات ، والحرف ، والادباء ، والكتاب ، والطلاب فهم اخواتنا واخوتنا وابناؤنا ، حيث يطلق البعض على كل هؤلاء صفة المثقفين ، والبعض الاخر يشترط توفر مزايا مثل الالتزام بقضايا الشعب والوطن ، في كل الأحوال هناك من انطلق من قلب المعاناة ، وتثقف في اطار الحركة النضالية الكردية ، وبالتالي كان جزء من الحالة القومية ، وحمل مبادئها بطريقته الخاصة ، واسلوبه الذاتي ، ويستحق هذا بجدارة صفة المثقف ، وهناك من ظهر من خارج ( السور ) كمايقال ، بعضهم أصاب ، واكثرهم اخطأ ، وهؤلاء الأخيرون بسبب افتقارهم الى الحصانة القومية والوطنية ، والتربية النضالية والثورية ، شكلوا عبئا إضافيا على كاهل الحركة ، وفاقوا المسؤولين الحزبيين تبعية ، وفسادا . ثانيا – على المستوى الوطني ١ – البقعة المضيئة الوحيدة الان في مشهد بلادنا المظلم هي – حراك أهلنا بالسويداء – هذا الحراك الذي مازال يحتاج من اجل ان يستمر ، ويحقق الإنجازات ، وينجح في تحقيق أهدافه ، وشعاراته ، الى تحويله من ثورة سلمية مدنية في محافظة واحدة الى ثورة وطنية شاملة ، وهذا واجب يتحمله كل الوطنيين السوريين ، وليس فقط ثوار السويداء . ٢ - شركاؤنا من معارضي النظام ، وبدلا من اجراء مراجعة بالعمق حول نكسة الثورة السورية والغدر بها ، وتصحيح المسار ، والعمل على توفير شروط المؤتمر الوطني السوري الجامع ، والالتفاف حول – حراك السويداء – دعما واسنادا ، نراهم بكل اسف كما كانوا عليه قبل عشرة أعوام ، بعضهم مازال اسيرا لثقافة العنف ، ومرض التسلح ليس من اجل التحرير بل في سبيل الاعتداء على الاخر ، ورهن البندقية للايجار ، والتبعية لاوامر الخارج من المانحين . ٢ – استمرار البعض الاخر في افتتاح الدكاكين الجديدة تحت اسم ( تجمعات – مجالس – جمعيات – أحزاب – كروبات ...) من دون التحاور الجاد مع البعض الاخر ، فترى مجموعة مثلا تدعوك الى مؤتمرها كضيف ، وكانك غريب وطارئ ، في حين انها المضيف ، واللجنة التحضيرية ، وعليك ان تبصم على بيانها الختامي الذي لايعبر عن مواقفك ، من دون أي اعتبار لمبدا الشراكة الديموقراطية ، والعيش المشترك بوطن واحد يضمن حقوق الجميع ، فبماذا يختلف هؤلاء عن حزب البعث الحاكم ؟ . ٣ – بعض اعلاميي المعارضة وبينهم أصدقاء كفوؤون ، شغلهم الشاغل هو متابعة الاحداث الخارجية ، والدوران حول الفقاعات الإعلامية التي تتعلق بالشان السوري وكذلك بوضع المنطقة عموما ، بدلا من التركيز على قضايا السوريين ، وسبل إعادة بناء وإصلاح المعارضة ، وطرح – حراك السويداء – على بساط البحث والنقاش . وماذا بعد ؟ ان طرح صورة المشهد السوري – كرديا ووطنيا – كما هو حق وواجب بالرغم من سوداويته ، وهو ليس من باب التوصيف فقط ، بل من اجل تذكير الجميع بواقع الحال المؤلم ، والدعوة الى تغييره عبر الجهود الجماعية التي لن تخلو من التضحيات ، والتغيير في الراهن السوري قد يبدو ضربا من المستحيل ، خاصة وان التركيبة الحالية في ( الكيانات المعارضة الرسمية ومؤسساتها ، والفصائل المسلحة ، والميليشيات ، وسلطات الامر الواقع ، ومسؤولي الأحزاب من المتنفذين ) تتشبث بمواقعها ، وتتمسك بمصالحها الذاتية ومصادر عيشها ، ولكن لا مستحيل في قضايا مصائر الشعوب ، وليس هناك من قوة على وجه الأرض تقف امام إرادة الشعوب خصوصا امام الشعب السوري بكل مكوناته الذي مر باخطر المراحل ، وكسب الخبرات التي تجعله اكثر صمودا وتحملا ، في سبيل استعادة الحرية والكرامة .
#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أمريكا .. ضربت ..ولم تضرب
-
التقرير السياسي الدوري
-
طموحاتنا المشروعة في العام 2024
-
-عقد اجتماعي - ام صفقة عشائرية
-
الأهم ان يكون الحزب بخير
-
من - زكي الارسوزي - الى - محمد بركة - قرن من بؤس و
...
-
على ضوء مؤتمري جناحي الحزب ماذا تغير في نهج اليمين ا
...
-
قراءة في الحدثين الأبرز بالساحة الكردية السورية
-
من هموم الدياسبورا : الكرد السورييون في المانيا
-
للذكرى والتاريخ عندما يتم التضحية بالمصلحة الشخصية من ا
...
-
اطلاق مبادرة جديدة
-
استكمالا لحوارات البحث عن الحقيقة
-
ايران دخلت الحرب ، ايران لم تدخل الحرب
-
أسباب ونتائج الانقسامات في الساحة الكردية السورية
-
تقييم دوري لاهم التطورات السياسية الداخلية والخارجية
-
عودة الى حرب إسرائيل – حماس
-
مثلث ( حمص – ادلب – غزة ) وحرب إسرائيل - حماس
-
قراءة نقدية - لبزاف - للوضعين الكردي والسوري
-
تناحر الأحزاب الكردستانية والعودة الى ( الحزبوية العميقة )
-
عودة الى تشريح ازمة الحركة الكردية السورية
المزيد.....
-
محادثات أولية للمرحلة الثانية من اتفاق غزة ومبعوث ترامب يتوج
...
-
الاحتلال يصعد عدوانه على الضفة ويهجر آلاف العائلات بجنين وطو
...
-
الجيش الإسرائيلي يوسع عملياته في الضفة الغربية و-يجبر- عائلا
...
-
-ديب سيك- تطبيق صيني يغير معادلة الذكاء الاصطناعي العالمي..
...
-
الأزهر يعلن رفضه القاطع لمخططات تهجير الفلسطينيين
-
إقالة 12 مدعيا شاركوا بمحاكمة ترامب
-
أميركا تواصل ترحيل مهاجرين إلى غواتيمالا وتتجاوز الأزمة مع ك
...
-
سوريا.. ضبط شحنة كبيرة من الحبوب المخدرة على معبر نصيب الحدو
...
-
حرصا على كرامتهم.. كولومبيا تخصص طائرات لإعادة مواطنيها المر
...
-
مجلس الشيوخ يصوت على تعيين سكوت بيسنت وزيرا للخزانة
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|