كامل الدللي
الحوار المتمدن-العدد: 7880 - 2024 / 2 / 7 - 13:56
المحور:
الادب والفن
في الآخرة وجد نفسهُ بضنكٍ شديدٍ، وبعض من غلاظٍ شدادٍ يسوقونهُ من إحدى بوابات جهنم، وحيث لم تسندهُ قدماهُ اللتان تخطان بالارضِ من شدةِ الهلع اسندهُ المتعهدون بالتحقيق معهُ إلى صخرةٍ قريبةٍ من ملاك جلس على منبر فضي، يقضي بين العبادِ، قال: آتوا بالشهود..فقال بعضُ أعضاء المحكمة: سيدي علينا أن ننجز الكثير من القضايا، فالشهود الذين أتوا ليدلوا بشهاداتهم ضد هذا العبد، لاتسعهم باحةُ المحكمةِ.
اكتظت المساحة الكبيرة بالاشخاص، والحيوانات، والأشياء..ونودي فيهم أن يفسحوا المجال للمدعي الأول، وهو الهدف الذي قدم شكواه بأنين فاجع :عدلك ..لا أريد سوى عدلك. أيتها السماء انتظرتهُ طيلة عمرهِ، لكنه لم يف بعهده، ولم يتمم مشواره معي، كان كل يوم، يعلن انه سيكمل الطريق إلى النهاية، دونكم بياناته السياسية التي يطلقها من دون كللٍ ولا مللٍ..اسألوه، كم مرة حررها ليخدعني، وأنا انتظر.. لكنه لم يتقدم خطوة واحدة، وبقيت معلقاً حتى الآن .
فرك عينيه المحترقتين من حلمهِ الثقيل .. همس مع نفسهِ، ليس من المعقول أن يحاسبني الله على أهدافي السياسية، وإن إرادتهُ هي التي لم تمنحها التحقق.. رجع ليكمل نومه فسمع هاجساً يحدثه :إن الله كان سيحقق أحلامك السياسية لو أنك عملت في السياسة لمرة واحدة في حياتك.
#كامل_الدللي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟