أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد رضا عباس - حلال على اوكرانيا .. حرام على غزة














المزيد.....

حلال على اوكرانيا .. حرام على غزة


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7876 - 2024 / 2 / 3 - 20:13
المحور: القضية الفلسطينية
    


هذا هو ديدان الغرب المتحضر , فتحوا على أوكرانيا أبواب السماء , واغلقوها على أبناء غزة المظلومين. الاتحاد الأوربي يخصص 50 مليار يورو لتسيير أمور اوكرانيا , والأونروا تعلن بانها ستضطر وقف عملياتها بنهاية شهر شباط بسبب تعليق الغرب التخصيصات المالية عنها , وهي عبارة عن 806 مليون دولار حسب ميزانية 2021 , وهو مبلغ ابقى المنظمة في حاجة مستمرة لتغطية بعض احتياجات اللاجئين الفلسطينيين والذي يبلغ عددهم 5 مليون انسان. الغرب قدم اخر ما صنعته التكنلوجيا العسكرية الحديثة الى أوكرانيا , وحرم دخول سلاح الى قطاع غزة , بل ذهب ابعد من هذا عندما قرر معاقبة أي دولة او منظمة تقدم المساعدات الى أبناء غزة فيما فتح باب المساعدات على مصرعيها لأوكرانيا . هذا مع العلم ان قضية غزة تماما مثل قضية أوكرانيا . الغرب يدعي ان روسيا استولت على أجزاء من ارض أوكرانيا فيما ان الله والجغرافيا و التاريخ و العالم اجمع يعرف ان الإسرائيليون قد استولوا على ارض فلسطين و مازالوا يحتلونها على الرغم من مئات المؤتمرات والجلسات الدولية التي تدعوا الى حل المشكلة.
واكثر من ذلك , كشف الغرب حجم استهانته بثقافة وتاريخ العرب والمنطقة . ففي الوقت الذي اتحدت دول أوروبا ومسحت حدود اوطانها وأصبحت تتعاون بينها في السراء والضراء , وعلى الرغم من اختلاف شعوبها قوميا ودينيا ومذهبيا , الا انها وقفت ضد أي تحرك عربي او إسلامي لحماية أبناء غزة من المجزرة الإسرائيلية . ففي اليوم الأول من عملية 7 أكتوبر أرسلت الولايات المتحدة الامريكية ودول أروبا البوارج الحربية و حاملات الطائرات لحماية الدولة العبرية , ولكن بنفس الوقت وقفت مكتوفة الايدي لحماية المدنيين في القطاع من الغارات الجوية الإسرائيلية والتي قضت على اكثر من 27000 شهيد من غزة, اغلبهم من النساء والأطفال.
والمعيب , ان يخرج كلام يجرح الوجدان الإنساني من بعض المسؤولين الإسرائيليين ضد الفلسطينيين , ويقف منسق الاتصالات الاستراتيجية في البيت الأبيض جون كيربي ليقول ان الولايات المتحدة الامريكية لن تعاقب المسؤولين الإسرائيليين المحرضين على العنف ضد الفلسطينيين في الضفة ! بل ان مجلس النواب الأمريكي ذهب ابعد من ذلك عندما دعي الى حظر دخول أعضاء منظمة التحرير الفلسطينية الى الولايات المتحدة , وهي منظمة تعترف الإدارة بها . الغرب خلع من على جلده لباس الإنسانية , فلا احتجاج او تنديد على قتل الأطفال والنساء في غزة ولا التحقيق على القتل الجماعي لشبان غزة المتكرر , حيث أوردت الاخبار هذا اليوم العثور على 30 من جثث الفلسطينيين داخل احدى مدارس بيت لاهيا وهم مكبلي الايدي ومعصوبي الاعين. فيما يدعي نائب امريكي خدم في الجيش الإسرائيلي بان أطفال غزة ليسوا مدنيين .
الغرب اصبح شريكا في حرب الإبادة على غزة و يعتبر كل من يتعاطف مع الشعب الفلسطيني إرهابي مصيره القتل او العقوبات الاقتصادية . هذا اليوم قامت مسيرات تابعة للسلاح الأمريكي بهجمات على مواقع في العراق وسوريا , فيما ان وزارة الخزانة الامريكية اصبح لها جيش وظيفته فرض العقوبات على أي شخص او مؤسسة او دولة تنادي بإغاثة الفلسطينيين . المضحك ان وزارة الخزانة الامريكية فرضت عقوبات اقتصادية على افراد لا يملكون نقيرا في هذه الدنيا , الا ان الرسالة الامريكية واضحة , من انه لا احد يستطع الإشارة بأصبعه نحو إسرائيل , والا سيقطع.
وانا اتحدث عن الولايات المتحدة الامريكية , فلو استعملت الإدارة الامريكية هذه الإجراءات الصارمة اتجاه المجرمين في البلد لما وصل الامر ان تكون شوارع مهمة في بعض الولايات خطرا على المشاة . الإدارة الامريكية عليها ان تعرف ان من تقتل بواسطة المسيرات سواء كان في العراق او سوريا او لبنان او في مناطق أخرى من العالم , انما هم بشر وان فراقهم يترك لوعة في قلوب اهاليهم وحقد وكراهية على الإدارة الامريكية , وهو امر انا شخصيا ارفضه . الشعب الأمريكي شعب طيب يحب جميع الثقافات وكريم ومتعاطف .
بكل تأكيد ان بعض من يحيط بالسيد جو بايدن يحمل روح انتقامية وكراهية ضد شعب فلسطين والشعوب العربية . ومن غير المعقول ان تكره الإدارة الامريكية منطقة الشرق الأوسط وان هناك مصالح جبارة لها . واذا كان هناك فائدة واحدة من إسرائيل للأمريكان , فان للولايات المتحدة 99 فائدة من احترامها لدول الشرق الأوسط . الشعوب العربية غاضبة على أمريكا في ادارتها الحرب على غزة , حيث أصبحت لإسرائيل مثل الام التي تعتني بوليدها البكر , فيما تبطش بأبناء المنطقة , انها قسمة عوجاء وتعامل غير متوازن مع الاثنين. شعب الشرق الأوسط يرفض العبودية .
نعلم ان جو بايدن يريد الفوز بالانتخابات القادمة وانه لا مانع له بإبادة شعب فلسطين من اجل كسب أصوات اليهود له , الا ان عرس الفوز سوف ينتهي بنهاية دورة حكمه , وهي فترة أربعة سنوات , ولكن غضب أبناء الشرق الأوسط على الإدارة الامريكية سوف يستمر عقود وربما قرون .
وفي الأخير سوف يخرج علينا احد المعلقين ليكتب مقال طويل عريض عنوانه " لماذا يكرهوننا".



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- للمقاومة الاسلامية .. لا تحملوا حكومة السوداني اكثر من طاقته ...
- المعاهد المهنية في خدمة التنمية الاقتصادية
- النظام الراسمالي و مشاكله الاجتماعية .. العراق نموذجا
- ان ما يجري في غزة الان , حذر منه دبلوماسيون بريطانيون عام 20 ...
- بدلا من فتح جبهة قتال مع اليمن .. اوقفوا الحرب على شعب غزة
- امريكا لن تخرج من العراق في الوقت الحاضر, واليك الاسباب
- ولي العهد السعودي فاز بلقب - الشخصية القيادية العربية الاكثر ...
- العراق .. عام انجازات ام ازمات ؟
- اكلاف و منافع انخفاض اسعار الفوائد
- تجار بغداد يعانون الركود .. ما العمل ؟
- ماذا قال بعض الكتاب عن التهاون العربي تجاه مذابح غزة؟
- حماية الطبقة الوسطى في الوطن العربي
- ما قصة تجميد الاجور في الولايات المتحدة الامريكية؟
- كيف يقتل السوبرماركت محل ماما وبابا؟
- العولمة الاقتصادية ما زالت بخير
- اقتصاد الحصان والعصفور
- امريكا في الشرق الاوسط بعد حرب غزة
- سوق الغزل يقتل الحياة البرية في العراق
- ماذا بعد انهيار غزة ؟
- هل تنازل عمر بن الخطاب و صلاح الدين الايوبي عن القدس لليهود ...


المزيد.....




- مقتل يحيى السنوار.. ما عليك معرفته من التعرّف عليه عبر سجل ا ...
- قبرص: حريق في بافوس يتسبب في تدمير جزء من مبنى تاريخي يعود إ ...
- الحزن يعم بوينس آيرس: عشاق باين من فرقة -ون دايركشن- يودعون ...
- أبرز 4 أهداف في -الضوء الأحمر- ضمن قائمة الضربة الانتقامية ا ...
- الولايات المتحدة تفرض عقوبات جديدة ضد شبكة -لتمويل- الحوثيين ...
- برلماني أوروبي: الدعم لنظام كييف قد ينخفض إذا فاز ترامب
- بعد اغتيال السنوار.. الجيش الإسرائيلي يحدد هدفه التالي
- نتفليكس تتوقع مضاعفة أرباحها بعد إضافة 5 ملايين مشترك جديد
- حقيقة فيديو حريق في ثاني أكبر مصفاة نفط إسرائيلية
- قارنت ردة فعله بصدام حسين.. إيران تعلق على مقتل يحيى السنوار ...


المزيد.....

- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد رضا عباس - حلال على اوكرانيا .. حرام على غزة