أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أيلول ألأيوبي - سراب














المزيد.....

سراب


أيلول ألأيوبي

الحوار المتمدن-العدد: 1747 - 2006 / 11 / 27 - 08:30
المحور: كتابات ساخرة
    


هيَ ألدنيا جميلةٌ في تناقضاتها ، غريبةٌ في أسرارها ، متوحشةٌ كاسرة حيناً وحنوناً عطوفاً حيناً آخر. فيها ألألمُ ، وفيها ألفرحُ وألمباهجُ ، فيها ألسهرُ وألسمر ، وفيها ألوحشةُ وألبكاءُ . هيَ تعطيكَ كل شيئ ، تمنحكَ ما في داخلها ولكنها تريدُ أن تمتلككَ . هيَ آنانيةٌ تأخذ أكثر مما تعطي ، تمنحكَ فرصة ولا تكرمكَ بأخرى . هيَ ألحبُ وألحقدُ في آنٍ واحد ، هيَ ألكرامةُ وألشرف ، والذلُ وألمهانة. فيها ألحريةُ كلام ليل يمحوه ألنهار ، فيها ألعدالة وألقانون فوقَ شريعة غاب بدائية ! . هيَ سرابٌ وأوهام . فيها ألدجىَ وفيها ألفجرُ وفيها ألقمرُ وألشمشُ وألنجوم ، فيها ألمياه أنهاراً تجري بعدَ ألأمطارُ ، وفيها ألبيحارُ وألمحيطات ، فيها كل شيئ وليسَ فيها شيئ ! . هيَ سرابٌ وأوهام . هيَ ألثراء وألفقر ألمدقع ، هيَ الفواحش وألمقبلات ، وفي ألوقت عينه هيَ ألبخلُ وألعطاء . فيها اللذة وألمتعة أصنافاً وألوان فيها ألفحشُ وألأغراء ، فيها ألتزهد وألتوحد وألعفة . تفرضُ تناقضاتها عليكَ . تحرد عليكَ زمناً تعبسُ في وجهكَ ثمَ تبتسم لكَ فجأة وكأنَ شيئاً قد تحولَ . تتبدل من حولكَ ألمواقف تارةً لصالحكَ وطوراً لغيركَ . تبحثُ في باطنها عن هذا ألغموض ألذي يسير بني ألبشر في هذه ألدنيا ، فترى نفسكَ ناقماً أحياناً ثائراً على هذا ألمجهول ألذي يسيركَ . ثورةً من أجل ألأنسان في هذه ألدنيا . ناقماً على ألمباهج بقشورها ، محارباً ألتناقضات ألدنيوية بألمثالية ، متخاصماً مع ألذات بما فيها َ من تناقضاتٍ أيضاً ، محاولاً فهم أسرار هذه ألدنيا فيصيبكَ ألأحباطُ . تدركُ أنَ الحقيقةَ هيَ سرابٌ لا أكثر . تثورُ مجدداً ناقماً باحثاً عن شفاء ألغليل لثورتكَ هذه ، تحاول ألأقتداء بألمسيح حيناً أو بمحمد وربما بموسى أيضاً ، وتقعُ في ألهزيمة ألقاتلة شاكراً حامداً أنكَ ما زلتَ على قيد ألحياة . أن لا تحاول ألتغيير أمرٌ لا يعقل وأن لا تكون طموحاً أمرٌ غير مقبولٍ على ألأطلاق . أما اذا أردتَ ألتغيرَ فعلاً فعليكَ أولاً أن تولدَ من جديدٍ ، من رحمٍ ليسَ من جسم انسان ، وأن تتفهم ألمادية ، وأن تسير في ركابها ، وأن تكون أحد فرسانها ، لأن ألوقوف في مواجهة عجلة ألتاريخ أمرٌ مستحيل. فألدنيا ماديةُ ألسلوك عليكَ أن تسلكَ معابرها حتى ولو جلبت لكَ تلكَ المادية نقمةً من جراءِ تناقضاتها ، وثورةً على ذاتها بهدف تنقية جلدها وصفائه . عندها تتجه الدنيا نحو ألصلاح . أما عكسُ ذلكَ فيبقى ألبحثُ جارياً وراء ألوهم وألسراب .



#أيلول_ألأيوبي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألأحتكام للتاريخ كي نحافظ على ألأنتصار
- أنتم لستم منا
- ولدَ ليكونَ ثائراً
- واقع أمة
- انشقاق خدام ومشهد آخر من ألفيلم ألأميريكي ألطويل
- ألديمقراطية وصدام ألحضارات
- لماذا أغتالوك ؟
- في ألأتحاد قوة
- تسونامي
- هل يعيد ألتاريخ نفسه؟
- آت يا وطني - تحية الى ألحزب ألشيوعي أللبناني
- في ذكرى استشهادك غيفارا


المزيد.....




- مصر.. تأييد لإلزام مطرب المهرجانات حسن شاكوش بدفع نفقة لطليق ...
- مصممة زي محمد رمضان المثير للجدل في مهرجان -كوتشيلا- ترد على ...
- مخرج فيلم عالمي شارك فيه ترامب منذ أكثر من 30 عاما يخشى ترح ...
- كرّم أحمد حلمي.. إعلان جوائز الدورة الرابعة من مهرجان -هوليو ...
- ابن حزم الأندلسي.. العالم والفقيه والشاعر الذي أُحرقت كتبه
- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...
- فنان مصري يعرض عملا على رئيس فرنسا
- من مايكل جاكسون إلى مادونا.. أبرز 8 أفلام سيرة ذاتية منتظرة ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أيلول ألأيوبي - سراب