أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آرام كربيت - هواجس في الثقافة مقتطفات 36















المزيد.....

هواجس في الثقافة مقتطفات 36


آرام كربيت

الحوار المتمدن-العدد: 7868 - 2024 / 1 / 26 - 01:14
المحور: الادب والفن
    


الرواية المعاصرة
إن نخبوية الرواية المعاصرة، استخدامها الأبعاد الثلاثية أو الرباعية، أدى إلى تشويش القارئ العادي في الزمان والمكان.
إن تداخل الشخصيات المتداخلة والمتباعدة في الوقت نفسه، أربك القارئ العادي، في الوقت الذي جرى تحول نوعي على القراءة من قبل القارئ، وتأفف هذا الأخير، ونرجسيته، بعده عن كل ما هو عميق ومهم في الحياة، وتفضيل السطحي والفارغ على حساب الأمور العميقة التي تهمه.
الرواية النخبوية جدًا، الحداثوية ستموت أجلًا أم عاجلًا.
إن محاولة اغتيال الرواية ليس صدفة، أنما تم ويتم بفعل فاعل، من أجل تحويل المكان، الحياة إلى مجرد مكان للإقياء والفضلات.
الرواية الحداثوية، برمزيتها العالية بدأت مع بيدرو بارامو في خمسينيات القرن العشرين، واستمرت مع الرواية السحرية، التي توجت برواية مئة عام من العزلة لماركيز.
اليوم تعتبر رواية مئة عام من العزلة، النخبوية، التي كانت صعبة الفهم في الستينات من القرن الماضي، سهلة جدًا بالمقارنة مع روايات اليوم، "سنة موت ريكاردو ريس" لساراماغو أو في ظل الريح لكارلوس زافون، أو كل البشر كاذبون لألبيرتو مانغويل.
لا اعتقد أنه يمكننا إيقاف هذا الفن النخبوي، دفعه للإقتراب من الإنسان العادي أو احترام ذائقته، وفهم صعوبة حياته اليوم، ليصبح فاعلًا ومتجاوبًا مع ما يكتب.
بهذا التقييم أستطيع القول أن العالم العربي ليس لديه رواية.

الصدق
الصدق، مصطلح سياسي أكثر منه أخلاقي، جاء عبر عدة عمليات وترتيبات سياسية عبر التاريخ، اكتشافه لم يكن سهلًا، هو ذاته الذي مهد الطريق لاكتشاف الكذب، الزيف، الحق النبل، الخيانة الاخلاص، مصطلحات أوجدتها هذه الحضارة الثقيلة، ثقل وقعها على الإنسان وحياته واستمراره.
بالتأكيد نجهل متى انبثق زمن المصطلح، أو ولادته.
لا يولد الإنسان صادقًا أو كاذبًا، العمليات السياسية التي اشتغل عليها تجار الحضارة، أوجدوا ما يساعدهم على البقاء في القبة أو القمة، الذي تطور مع الأيام إلى إيجاد مفهوم القانون واللغة التي تدعمهما.
العفة، الأمانة، الزنا، الصدق مصطلحات مزيفة، جاءت لتزييف الواقع وتنظيمه تنظيمًا مختلسًا ليتساوق مع نهج الحضارة القائم على التراتبية، وخلقناكم طبقات، في كل مجالات الحياة.
كل هذه المصطلحات ليست جوهرية، ليست نابعة من جوهر الإنسان، أنهم صناعة لتنظيم الهمجية، لصناعة الحياة المزيفة.
المدنية جميلة من بعيد، من خارجها، خلقت لنفسها قوانين وأنظمة وحياة قلقة متوترة.
ما حدث هو نتاج قراءة عميقة من قبل أصحاب المصالح، بمعنى أن التاريخ لم يكن عبثيًا، أنما مدروسًا بدقة حول كيفية إخضاع البشرية وابتزازها.

الإلحاد
الإلحاد هو الانتماء الحقيقي إلى الطبيعه، إلى البراءة دون زيف أو كذب أو كتب خرافية.
يولد الإنسان طبيعيًا أي دون حمولات ثقافية أو أفكار من خارجه.
يولد نقيًا صادقًا.
عندما تستلمه القبيلة الملوثة، الحضارة البطريركية تشحنه بكل المورثات المريضة المتراكمة في داخلها.
هذا الشحن هو قمع معنوي تام. ولا يترك هذا الصغير إلا إذا أصبح على مقاس الأباء والأجداد.
وقتها يترك ليفتل ويدور ضمن المنظومة الثقافية القديمة.
وسيصبح نمطيًا على مقاس النمط السائد.
كائن خاضع، لطيف، مأدب، معد ليكرر النسق الثقافي السائد، ويكمل سيره في القطيع.

الله يذكرك بالخير يا صديق طفولتي، يا حميد.
كان طالبًا معنا في الصف الثالث الأعدادي في ثانوية العروبة بالقامشلي. يهرب من المدرسة, كسول, يدخن, غير منضبط السلوك, لا يحضر الدروس. باختصار, جاء إلى المدرسة غصبًا عنه.
لا يزال الأخ حميد خالدًا في ذاكرتي. لماذا؟
إحدى المرات, بينما مدرس الاجتماعيات يشرح لنا الدرس. والحقيقة كان هذا المدرس إنسانًا مهذبًا ولطيفًا للغاية, بيد أنه لم يكن قادرًا على ضبط الصف.
قال لنا أكثر من عشر مرات, الهدوء يا شباب, اتمنى ان تنصتوا للدرس. أرجو منكم الالتزام بالحصة. لكن لا من سامع ولا من مجيب إلى أن تحول المكان إلى اسطبل.
رمى المدرس الطبشور على الأرض, وقال:
ـ بدي ألعن أبو اللي يحكي في الصف بعد الأن.
سكتنا جميعنا. الا الأح حميد. وقف على قدميه في أخر الصف, وبدأ:
ـ استاذ, الا تخجل من نفسك, من مكانتك. رجل بقامتك يشتم طلابه! وأنت بمثابة أب!
هل الأب يشتم أولاده؟ المكان الذي تنتمي له اسمه وزارة التربية والتعليم. أنظر, التربية قبل التعليم. أنت لأزم تقوم بواجبك كمشرف تربوي, وراع لليافعين مثلنا. تشتم. يا عيب الشوم عليك. الا تخجل من طولك, من شواربك؟
أنت لازم تكون قدوة للجميع، عليك أن تكون إنسانًا مهذبًا، تهذب طلابك, ليس دفعهم للرذيلة.
والله لن نسكت على هذا التصرف الأخرق. سنوصلها للوزارة, لرئيس الوزارة.
وقف المدرس المسكين يرجف من الخوف, بينما لسانه مربوط, مربك من الموقف.
وقفنا جميعنا ننظر إلى حميد باستغراب، باندهاش إليه غير مصدقين, بينما حميد واقف, أخذ بوز جدي, وكأنه قرم شجرة عنب.
بعد أن ذهب المدرس, سألناه:
ـ هل ستشتكي عليه؟
ـ على من؟
ـ على المدرس؟
ـ أي شكوى وأي حال. أنا فاضي لهيك قصة. أردت أن أخيفه فقط ونجحت.
ـ لماذا؟
ـ أردت أن اتسلى ليس الا!

الدين ليس واحدًا، هذا محال، إنه متعدد القراءات والانتماءات.
وأي نصٍ غير راسٍ على بر لا يمكن أن نركن إليه، ولا يوجد نص يمكننا الركون إليه.
فكيف ننتمي إليه؟ ونصبح جزءًا منه؟
وكيف يمكنه أن يكون موحدًا؟ ومشكلًا هوية وانتماءًا, إذا كان قلقًا غير متماسك.
والنص ذاته، منفتح على أكثر من مسار إشكالي
وهذا ينطبق على القومية، وأي فكر أو نص أدبي أو لوحة فنية.
علينا أن ننتمي إلى الفرد كحالة متفردة، متعدد الرؤية والقراءة.
دائمًا الشمولية تأخذ بنا، بلبنا، إلى ملعبها، تجعلنا مترنحين سكارى بأفكارها العامة الشاملة.
وكل حد من حدود النصوص يحتاج إلى بحث قلق وعميق.

أكثر شيء يؤرقني ويثقل على وجودي في هذه الحياة هو موت الثقافة.
وإن تتحول إلى مجرد استعراضات شكلانية، أو ديكور، وقاعات فارهة ومكان لتوزيع الجوائز والتصفيق الفارغ.
تموت الثقافة عندما يفقد المثقف إيمانه بها، لعدم قدرتها على مواجهة الدمار الذي يحيط بالوجود الإنساني كله على هذه الأرض.
إن الثقافة المعاصرة تتجه نحو الإنفصال عن شؤون الإنسان وحركته، عن روحه، وتتعامل مع بؤسه وجوعه وتشرده وتشيؤه على أنه شيء عادي.
مات المسرح، ومات الشعر، وماتت الرواية والقصة القصيرة والفن بأغلب أشكاله.
وبهذا الموت ستتجه الحياة نحو التصحر، وستموت معها كل المبادئ التي تعلو من شأن الحياة.
لقد انتصر روكفلر، ومورغان، ومردوخ وروتشيلد وايلون ماسك وبيزوس بقتلهم للثقافة، ونجحت خططهم في إعادتنا إلى زمن الرعاع، بحمولتها الثقافية والأخلاقية والقيمية.
ويبدو أن هزيمتنا مستمرة وانتصارهم مستمر.

أصبحت الرواية المعاصرة نخبوية جدًا، والمعايير العالمية تتجه نحو تأكيد هذا النوع من الأعمال.
اعتقد أن ساراماغو حاز على نوبل لروايته" سنة موت ريكاردو ريس" فيها تقنيات روائية عالية، بعد ثالث، وعلى نهجه يسير أغلب كتاب أوروبا وأمريكا اللاتينية.
هذا النوع من الروايات ليست شعبية اطلاقًا، تحتاج قراءة هذا النوع من الأعمال إلى تركيز كبير ودقة شديدة. كما نعلم أن الغرب هو من يحدد معايير الرواية.
قرأت رواية عن روائي أفغاني، أرض ورماد، عتيق رحيمي، كثيرة الشبه برواية بيدرو بارامو أو الرواية الحداثية، وكتبت عنها مقال قبل سنوات على ما اعتقد.
اعتقد أن روائي تونسي أخذ جائزة لرواية استخدم البعد الثالث على حساب مضمون الرواية.
مائة عام من العزلة لم تكن شعبيه، تحولت إلى رواية رائجة بفضل الغرب، لأنها رواية هاجمت الديكتاتورية التي كانت متمثلة بالكتلة الشرقية والصين وغيرها، وأخذ عليها ماركيز، جائزة نوبل في العام 1982، أي كانت مشهورة بسبب التباين السياسي بين الشرق والغرب.
إن الرواية والفن وبقيم الأعمال الإبداية تتجه للانفصال عن شؤون حركة الحياة والناس.

أشد ما يخيفني أن تتحول الدولة في العالم المتمدن إلى فاشية معولمة، تجرد سيفها من غمده وتعلن الحرب على مجتمعها. وتتحول هذه المجتمعات إلى وقود حرب أو حطب.
أو تتحول الدولة إلى إداري حرب، مكان للتوفيق أو التوافق بين الأطراف المتصارعة.
هناك إشارات كثيرة غير نظيفة نراها في أكثر من مكان، يد خفية تخطط بشكل ذكي جدا وبتنسيق عالي.
أي أن الحرب ستشتعل في أوروبا وآسيا وأفريقيا، وستحول الدولة الامريكية نفسها دولة فوق دول العالم، دولة المخابرات العالمية لتسيطر على الجميع، وتجبر الجميع على تنفيذ أجندتها.
بالمناسبة، الولايات المتحدة الأمريكية دولة غير متمدنة، ولا ديمقراطية في الجوهر، إنها بربرية.
إن ما يحدث في سوريا خطير جداً، أبعد من موضوع صراع داخلي أو اقليمي.
وهناك إشارات خطيرة أيضاً، أن ينقل مجتمع كامل بالملايين إلى مجتمع أخر. وتتحول حكومة سورية إلى إداري حرب بإشراف دول عظمى وتخطيط منهم وتنفيذ أيضاً. ويشاركهم دول أقليمية، وكأنهم جوقة موسيقية يعملون على نوتة واحدة.
روسيا لم تتورط، وجودها في سوريا ضرورة امريكية ومفيد لها.
ثم أن المستفيد من هذه الحرب هي مجمعات الصناعات الحربية.
وبتقديري ان مفهوم الدولة بمعناه القديم، سيادة ووطن ومصالح شعب في طريقه إلى النهاية لمصلحة الاحتكارات المركزة.
بمعنى، هناك توافق مصالح لإبقاء الحرب مفتوحة في سورية
وأضيف أنهم متفقون في الجوهر ومختلفون في الشكل، كبشار وبوتين وخامئني وأردوغان ورؤساء الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا والصين والهند.
وهذه الأمم المتحدة ومجلس أمنها مجرد شاهد زور، قطيع من العشائر.



#آرام_كربيت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هواجس في الثقافة مقتطفات 35
- هواجس في الثقافة مقتطفات 34
- هواجس في الثقافة مقتطفات 33
- هواجس في الثقافة مقتطفات ــ 32 ــ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 31
- هواجس في الثقافة مقتطفات ــ 30 ــ
- هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 29 ـ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 28
- هواحس في الثقافة مقتطفات ــ 27 ــ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 26
- هواجس ثقافية مقتطفات ــ 25 ــ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 24
- هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 23 ـ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 22
- هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 21 ـ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 20
- هواجس في الثقافة مقتطفات 19
- هواجس في الثقافة مقتطفات 18
- هواجس في الثقافة مقتطفات 17
- هواجس في الثقافة مقتطفات 16


المزيد.....




- حكاية الشتاء.. خريف عمر الروائي بول أوستر
- فنان عراقي هاجر وطنه المسرح وجد وطنه في مسرح ستوكهولم
- بالسينمات.. فيلم ولاد رزق 3 القاضية بطولة أحمد رزق وآسر ياسي ...
- فعالية أيام الثقافة الإماراتية تقام في العاصمة الروسية موسكو
- الدورة الـ19 من مهرجان موازين.. نجوم الغناء يتألقون بالمغرب ...
- ألف مبروك: خطوات الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2024 في ...
- توقيع ديوان - رفيق الروح - للشاعرة أفنان جولاني في القدس
- من -سقط الزند- إلى -اللزوميات-.. أبو العلاء المعري فيلسوف ال ...
- “احــداث قوية” مسلسل صلاح الدين الجزء الثاني الحلقات كاملة م ...
- فيلم -ثلاثة عمالقة- يتصدر إيرادات شباك التذاكر الروسي


المزيد.....

- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آرام كربيت - هواجس في الثقافة مقتطفات 36