أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آرام كربيت - هواجس في الثقافة مقتطفات 35















المزيد.....

هواجس في الثقافة مقتطفات 35


آرام كربيت

الحوار المتمدن-العدد: 7867 - 2024 / 1 / 25 - 07:27
المحور: الادب والفن
    


الأرض
كم قوية ورائعة هذه الأرض حتى تتحمل هذا الكم الهائل من العفن فوقها، ثم ترميه خلفها، ثم تنتصب واقفة على قدميها دون أن يرف لها جفن.
كم من الأوساخ حملت، ثم تطهرت وعادت إلى نفسها.

عن المظلومية
هؤلاء الذين سيسوا المظلومية، وقوننوها، رفعوا العصا في وجوهنا، قالوا:
عليك أن تعترف أننا مظلومين، والا النبذ والعزل والسجن سيطالك.
أول مرة في التاريخ نرى أن المظلومية محصنة بالقانون وقوة الدولة، ويهددونا:
عليك أن تعترف، أن تقبل غصبًا عنك، أننا مظلومين وإلا سنركبك.

القرآن
الغريب أنني لم أسمع بالقرآن في طفولتي، طوال المرحلة الابتدائية.
حبذا لو تعلمت قرأته في سن مبكرة، لكنت نطقت العربية بصفاء، وتعلمت القواعد، وأسس اللغة العربية.
مأساة الأطفال عندما يكونون من قومية آخرى، ولهم لغتهم، ويعيشون في ظل قومية أخرى، ولغة أخرى.
إنهم في حالة ضياع، لا يتقنون لغة البلد والوطن الذي استقبلهم واحتواهم، بشكل سليم، ولا لغة قوميته الأصلية، وفي مكان لا قراءة فيه ولا كتابة، وأغلب الناس أميون.
أغلب الذين جاؤوا من تركيا كانوا طبيعيين، لم يكن يعرفون القراءة ولا الكتابة.
ربما القراءة والثقافة في مدارس الدولة في سوريا فتحت لنا الأفاق، ودخلنا عالمنا الكبير من هذا الفج الواسع.
الأصدقاء وزملاء المدرسة في المرحلة الأعدادية والثانوية، ساعدونا، ومعهم المثقفون والسياسيون في فترة طفولتنا، كلهم قربوا خطواتنا من المعرفة.
الأعرج في بداية تعلم المشي، سيبقى حاملًا جسده الثقيل على رجل واحدة طوال حياته.
صحيح أنني بدأت قراءة الأعمال الروائية العالمية عندما كنت في الصف السابع بتشجيع من مدرس اللغة العربية في مدينة رأس العين، اسمه بيجو، لكن بسببه أيضًا، أول مرة سمعت بالأديب بالمازني وطه حسين وعباس محمود العقاد ومي زيادة وأدباء المهجر كجبران والياس فرحات وايليا ابو ماضي والأدب العالمي كسارتر وكامو وسارويان وزيفاكو ومكسيم غوركي.
كنت أذهب إلى مكتبة المدرسة واستعير الكتب الغامضة بالنسبة لي، كالأساطير الرومانية والأغريقية، والفلسفة، وعلم النفس، وعلم الاجتماع، وتوسعت مداركي الفكرية والسياسة في بقية المرحلة الأعدادية، نتيجة علاقاتي مع شبان أكبر مني بسنة أو سنتين، لديهم هم سياسي وفكري، لهذا كنت اتسابق معهم في حب الحصول على المعرفة.
تعلمت مع الكثير من الناس ولكن لا زلت اتعلم ولكن تبقى اللغة العربية لدي هي نقطة ضعفي.

كورونا
منذ بدايات كورونا، قلت هذا مرض سياسي موظف وراءه غايات سياسية.
ولقاح كورونا هو لقاح سياسي أيضًا، وراءه غايات، وعليكم الحذر منه.
عليكم الحذر للمرة المليار.
النظام السياسي الدولي، هو صانع الأمراض والحروب والجوع والتشرد واللجوء، بيد أنكم اتهمتونا بالمؤامرة.
إنه نظام قاتل ببطء شديد.
أنا أتكلم عن الجانب السياسي، الترويج لهذا المرض الذي أصبح بروبوغندا، حامل رسائل أبعد من مرض.
زرعوا فينا عبر هذا المرض الخوف المرضي، الرهاب، العزل، الفقر، الارتياب، الوسواس القهري، والشك.
مشكلتنا مع كورونا أنهم سيسوه فقط، وحولوه إلى أزمة عالمية

القمع الداخلي جاهز يتدخل في كل شيء
عندما نجلس مع أنفسنا، ونوازن رغباتنا وحاجاتنا، نتعرض للقمع الداخلي، نقمع أنفسنا بأنفسنا الذي هو نتاج اللاوعي العميق في ذواتنا، لكننا نقدم أنفسنا إلى الرأي العام بثوب حلو وجديد وكأننا في وضع متوازن.
بيد أن النفس الإنسانية بشكل عام لديها طموح، شبق للتملك، للمال والسلطة والثروة والجاه والمكانة، والوصول الى العدد الاكبر من أجساد النساء. ننسى كل شيء ونرضخ للذات الراغبة وننطلق دون شعور بالمسؤولية، بالكذب على الذات المريضة الساكنة فينا
الإنسان مثال سيء للنفس والسلوك القميء.


الحقيقة والزيف
ما هو الفرق بين الصدق والزيف، إذا كان الفارق بينهما مجرد خيط واهي، لهذا فإن القفز من مكان إلى أخر سهل جدًا؟
هل الصدق خيانة للذات أم الزيف؟ ومن يقرر ما هو الزيف وما هي الصدق، إذا كانت الشمس تلسع بحنجرتها كل البيوت والأجساد والأكباد؟
أليس الفن الجميل أو الأدب العظيم، هما تحايل على الواقع، اللعب عليه، قدرتهما على تلوينه، وتجسيده بعيدًا عن الواقع الثقيل، كلما كان أدق.
وكلما صنعا منهما، الفن والأدب، كذبهما، كلما ارتقيا إلى العلى أو الاعلى بقدرتهما على نقل الصدق والحقيقة عبر الزيف كان أجمل وأدق؟
أليس الفنان المبدع والأديب المبدع، ينقلان الواقع بأساليبهما، بحياكتهما، يصبغان على الفن والأدب آلاعيبهما وألوانهما، يتحول إلى لوحة أو كتاب، إلى سوق يجلب الإعجاب والدهشة؟
هل هذا الإعجاب أو الدهشة هو زيف أو حقيقة؟ ومن هو المحدد؟
أليس الزيف المركب فوق الحقيقة هو محرك التاريخ، ولولاهما لما وصلنا إلى هنا، إلى هذه الحيرة التي نحن عليها؟
يبدو نحن مصنوعين من مادة مرنة جدًا، نتأرجح بين الشك واليقين، الكذب والصدق، الزيف والحقيقة.
فكيف، ولماذا كان الأهل يضربونا في الصغر، من أجل أن نبقى مصلوبين في صندوق الصدق، إذا كل شيء يآل إلى الوهم المختلط بالحقيقة المزيفة.

في الأردن
عندما كنت في الأردن في العام 2001، اتصلت أختي صونيا بي وهي تضحك بفرح غامر، قالت لي:
ـ خذ التلفون وأحكي مع أخيك.
ـ ألو؟
ـ نعم
ـ هل تعرف ما هي أجمل أمنية لي في الحياة؟
ـ لا. وما هي؟
ـ اتمنى أن أعود إلى سوريا، إلى جبل عبد العزيز، وابني لنفسي فيه كوخًا، وأزرع كم دونم قمح وأربي خمس خواريف، وبقرتان وجمل وناقة، وماعز ودجاج، وأسور الكوخ وأعيش بعيدًا عن هذه الحضارة كلها.
أغلقت السماعة وقلت لنفسي:
معقول هذا الكلام؟ بعد سفر أخي إلى السويد، يبدو أنه جن أو فقد عقله. كان لديه شغف غريب في اللجوء إلى السويد، واليوم يريد العودة، ما هي القصة يا ناس يا هو.
بعد سنوات من مكوثي فيها، علمت أن ما قاله حكمة عميقة
الأرض هي الأم الأولى، الحكمة والامان. وإن العودة إليها، هو العودة إلى البراءة والبساطة. وإن البعد عنها هو التعب والقلق.
في الغربة تفقد الإحساس بالمكان الجديد، وكأنه لا مكان. وتنسى أنك موجود، لأن الحياة تدفعك للعيش بأي طريقة.

المدمر
أنت مدمر، هذا صحيح، دمرتك الحرب، الغربة، السجن، القهر، الجوع، البرد، الألم والوجع.
هذا الشيء الطبيعي في ظل الأنظمة الاستبدادية.
ماذا كنت تتوقع غير هذا الذي حدث لك يا صديقي؟
عملت الأنظمة الاستبدادية عبر التاريخ كله على حماية نفسها، وهمشت الناس والمجتمع، قتلت وسجنت وسلبت المجتمع حقه في الحياة وسرقته وجوعته.
أما أنت، فما زلت تشكو البلاء الذي أنت فيه منذ آلاف السنين.
والبلاء الذي أنت فيه هي مسؤوليتك، لأنك التففت على دمارك، وتواطأت على مصيرك ومصير أسرتك وفتحت فمك لتأخذ الرحمة والقوة والشجاعة من المستبد.
ولأنك همشت نفسك وكيانك من أجل حماية وجودك الجسدي، لهذا تراكمت عليك المصائب والانكسارات والأوجاع والتشرد واللجوء.
أنت من ترك شأن وجوده في يد الجلاد. أنت من ترك أمر إذلالك له، وكأن شأن بقاءك لا يعنيك.
اليوم الفاتورة غالية الثمن، وأنت أعزل من ورق التوت، وليس في حوزتك وطن أو أرض أو وجود، تنتظر من يشفق عليك أو يترحم عليك.
أيها الخاسر الاكبر، ما حدث لك ولوطنك هي مسؤوليتك الأولى لأنك سلمت عنقك للجلاد وفضلت الهروب إلى الأمام.
الجلاد يجوب الأرض في كل بقاع الأرض، ينهش في لحمك، ولن يتركك إلا جثة هامدة إذا وقفت مكتوف اليد تنتظر العطاء منه.
المقهور هو الكائن العدو لنفسه، يركض وراء الفتات، ويرفع مؤخرته ويشكر النعمة

الحب لا يعرف انصاف الحلول
الحب أما أن يكون أو لا يكون. لا يوجد أنصاف حلول في الحب. يؤخذ كما هو دون أي نقصان.
ولا يحتمل الخيانة أو الكذاب أو اللعب أو الأهمال أو الخداع.
ودائمًا نقول أن الحب ينتمي إلى الحكمة الكونية أو الآلهية، أي إلى الحقيقة الخالدة.

الشغف
شغفك به ليس لأنه هو، أنما لذلك الانتماء الذي ينتمي إليه.
في وجوده أو بعده هو موجود، ليس بالضرورة أن يكون هو ذاته، وانما في الذات الذي ينتمي إليها.
النبيذ المعتقد الذي على شفتيك أخذه من دنان كثيرة، كان نفس المذاق والنشوة. وفي كل ارتشاف كان يسكر ويغني ويحلق في السماء.
في اللحظة الذي كان فيها سكرانًا لم تكن أنت موجودًا أنما ذاتك التي اختزنتها ذاكرته عنك.
يستطيع أن يصنع منك دنان كثيرة وخوابي كثيرة.
ففي كل خابية جزءًا منك، والمذاق الحلو المنعش هو ذاته وألذ.



#آرام_كربيت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هواجس في الثقافة مقتطفات 34
- هواجس في الثقافة مقتطفات 33
- هواجس في الثقافة مقتطفات ــ 32 ــ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 31
- هواجس في الثقافة مقتطفات ــ 30 ــ
- هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 29 ـ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 28
- هواحس في الثقافة مقتطفات ــ 27 ــ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 26
- هواجس ثقافية مقتطفات ــ 25 ــ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 24
- هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 23 ـ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 22
- هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 21 ـ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 20
- هواجس في الثقافة مقتطفات 19
- هواجس في الثقافة مقتطفات 18
- هواجس في الثقافة مقتطفات 17
- هواجس في الثقافة مقتطفات 16
- هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 15 ـ


المزيد.....




- حكاية الشتاء.. خريف عمر الروائي بول أوستر
- فنان عراقي هاجر وطنه المسرح وجد وطنه في مسرح ستوكهولم
- بالسينمات.. فيلم ولاد رزق 3 القاضية بطولة أحمد رزق وآسر ياسي ...
- فعالية أيام الثقافة الإماراتية تقام في العاصمة الروسية موسكو
- الدورة الـ19 من مهرجان موازين.. نجوم الغناء يتألقون بالمغرب ...
- ألف مبروك: خطوات الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2024 في ...
- توقيع ديوان - رفيق الروح - للشاعرة أفنان جولاني في القدس
- من -سقط الزند- إلى -اللزوميات-.. أبو العلاء المعري فيلسوف ال ...
- “احــداث قوية” مسلسل صلاح الدين الجزء الثاني الحلقات كاملة م ...
- فيلم -ثلاثة عمالقة- يتصدر إيرادات شباك التذاكر الروسي


المزيد.....

- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آرام كربيت - هواجس في الثقافة مقتطفات 35