أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - تنهدات على تراب غزة














المزيد.....

تنهدات على تراب غزة


شوقية عروق منصور

الحوار المتمدن-العدد: 7866 - 2024 / 1 / 24 - 20:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


-أ-
عندما كتب الشاعر " فخري البارودي1887 - 1966 " وهو من الآباء المؤسسين للجمهورية السورية نشيد " بلاد العرب أوطاني " هذا النشيد الذي كان يسكب المشاعر والأحاسيس العربية من المحيط إلى الخليج في كؤوس الاعتزاز ويقدمها للشعوب عند العطش وسنوات الظمأ ، لم يعرف الشاعر أن نشيده الآن يتعرض للسخرية في زمن غزة، نشعر كأن هذا النشيد ذلك اللص الذي سرق أحلامنا وأسقطنا في فخ يرتدي آخر أزياء الحضارة ويحضن شعارات تتحول يومياً إلى قوافل من الوهم والأكاذيب .
مؤكد أن هذا الجيل لم يعرف " الشاعر فخري البارودي " مع العلم أنه من سلالة " ظاهر العمر" وفي الحرب العالمية الأولى دخل مدرسة الضباط وانضم إلى الجيش العثماني وشارك في عدة معارك ضد الجيش الإنجليزي في فلسطين وقد تم اسره في معركة بئر السبع وسجن في سجن" قصر النيل" وافرج عنه بعد ذلك وعاد إلى دمشق ، وكان من أوائل المشاركين في مقاومة الاحتلال الفرنسي وشارك في معركة ميسلون واعتقل عدة مرات، وفي عام 1936 أسس فرقة " القمصان الحديدية وكانت على غرار منظمة" الفتوة الفلسطينية" وكانت الدعامة الأولى للجيش السوري في المستقبل وبعد الحرب العالمية الثانية اتهمته السلطات الفرنسية بحيازة السلاح ومساعدة الثوار فلجأ إلى الأردن ثم عاد إلى دمشق وانتخب نائباً للبرلمان حتى توفي عام 1966 ، وقد أسس إذاعة دمشق كما نظم العديد من الأناشيد الوطنية وله عدة مؤلفات أهمها " كارثة فلسطين" 1950 " ومذكراته التي صدرت عام 1950 " لقد كتب " فخري البارودي " نشيده :
بلاد العرب أوطاني من الشام لبغدان - اسم آخر لبغداد - عرفت به قديماً
ومن نجد إلى يمن إلى مصر فتطوان
فلا حد يباعدنا ولا دين يفرقنا
لسان الضاد يجمعنا بغسان وعدنان
عدا عن الثرثرة ووجوه الرؤساء والوزراء العرب الذين يقفزون في مراعي الاعلام ، كقطعان من الخراف ، ماذا يحصي الطفل الغزي يومياً ، يحصي الأشلاء والجوع والدموع ، وتحصي المرأة الغزية التي كانت تعتقد أن المعتصم يسكن بين الضلوع الآماً وجنوناً وصراخاً على بقايا الأشلاء ، ها هو المعتصم يظهر بصورة مهرج ينتظر انتهاء الحكاية لينزع مكياجه ويرتدي قناع التعاطف والأخوة ، فهو يعتقد أن شراب النسيان قد وزع وتعزف الآن موسيقى عدم الاهتمام .
لم أكن أعلم أن هواية الزعماء والرؤساء العرب النظر من النوافذ والتلصص، مثلهم مثل جارتنا التي كانت تجلس أمام النافذة المطلة على الطريق والتي كانت تعتبر نافذتها محطة أخبار البلد فهي " تسأل اللي رايح واللي جاي " ابن مين ؟ وشو حامل بايدك ؟ وابوك شو بشتغل ؟ وامك شو طبخت؟ واختك ليش ما تزوجت حتى الآن ؟ " و و و .
نعم الرؤساء والوزراء العرب يطلون من النوافذ يتلصصون أخبار الفلسطينيين ورجال المقاومة، ينتظرون رسائل الموت والخضوع - أنا لا يهمني رؤساء الغرب لأن لكل رئيس غربي اجندته السياسية - أنا يهمني ما رددناه وعشنا على دمائه واحساسه وزحف في الشرايين حتى أصبحنا نعاني من الانسداد الذي سيؤدي إلى توقف نبض القلب - بلاد العرب أوطاني - .
-2-
نحن نحب الفرح ولا أحد يكره الاحتفالات والنجاح ولكن المملكة العربية السعودية بقيادة " محمد بن سلمان " والتي تعد نفسها قائدة الدول العربية ونبراس تحررها الآن ، نعرف أنها - كانت في جرة وطلعت لبرا - حيث كانت تحركات المواطن محسوبة وتحركات المرأة محسوبة من العيون حتى أخمص القدم.
وفجأة فتحت أبواب الاحتفالات المبهرة والأزياء النسائية الفاضحة، وأصبحت مدينة الرياض عاصمة الأموال التي تشتري كل شيء ، لا يهم فنحن في الزمن السعودي الذي يريد أن يمتطي خيول الاعلام باستغلال الفنانين العرب والأجانب بالأموال ، للمشاركة حتى أنهم يملون على ايقاظ بعض الأسماء الفنية كانت في عداد الأموات والذكريات ، مثل المطربة العجوز " نجاة الصغيرة " كأن وجود هؤلاء الفنانين سيدعم الفن السعودي، ومثلما نقلت عاصمة السياسة العربية من القاهرة إلى قطر ، حيث هي أصبحت قائدة المفاوضات وحل الخلافات ، ها هو محمد بن سلمان يريد من جعل الرياض عاصمة الفن .
قلنا كل دولة حرة بأموالها ونفطها اما أن تكون الاحتفالات بشكلها اللامبالي بمشاعر الشعوب الواقعة تحت رصاص ودبابات وطيران الموت والجوع العطش والبرد - الشعب الفلسطيني والشعب السوداني - فهذا نوع من الجلد الإعلامي الذي سيلتصق في الذاكرة .
من قال بلاد العرب أوطاني ... ؟؟ تحية لليمن الذي بقي وفياً للنشيد ورحم الله الشاعر " فخري البارودي" الذي خدرنا ونومنا مغناطيسياً بنشيده .



#شوقية_عروق_منصور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خواطر من الزمن الغزي
- أين قبري ؟؟ وبابا نويل عارياً
- عندما تتكلم العيون الغزية
- ثرثرة سياسية في عيادة طبيب
- قصيدة غربة
- استقالة ورقة التوت
- دير أبو اليتامى في الناصرة المكان الذي لم يفقد الذاكرة
- لا يوجد عذراء في الشرطة الاسرائيلية
- تل ابيب تبيع توابيت الحزن
- الجزيرة والكلب وبينهما رصاص
- بين عري الجسد وعري القتل والدمار
- جنين مقياس ريختر للسلطة الفلسطينية
- الحب في الزمن اليمني
- ما زلنا في مغارة 5 حزيران
- يريدون تحويل دمنا إلى غبار
- صدور الطبعة الثانية من كتاب - مذكرات معلم - للكاتب تميم منصو ...
- يتباهون بسلخ جلودنا
- مشروع شهيد
- لماذا أكتب ؟
- الفلسطيني وفأر حوارة قلع الجزرة


المزيد.....




- قطار يمر وسط سوق ضيق في تايلاند..مصري يوثق أحد أخطر الأسواق ...
- باحثون يتكشفون أن -إكسير الحياة- قد يوجد في الزبادي!
- بانكوك.. إخلاء المؤسسات الحكومية بسبب آثار الزلزال
- الشرع ينحني أمام والده ويقبل يده مهنئا إياه بقدوم عيد الفطر ...
- وسقطت باريس أمام قوات روسيا في ساعات الفجر الأولى!
- الدفاعات الروسية تسقط 66 مسيرة أوكرانية جنوب غربي البلاد
- -يديعوت أحرنوت-: حان الوقت لحوار سري مع لبنان
- زعيم -طالبان-في خطبة العيد: الديمقراطية انتهت ولا حاجة للقوا ...
- الشرع: تشكيلة الحكومة السورية تبتعد عن المحاصصة وتذهب باتجاه ...
- ليبيا.. الآلاف يؤدون صلاة عيد الفطر بميدان الشهداء في طرابلس ...


المزيد.....

- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - تنهدات على تراب غزة