أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تأييد الدبعي - درس من التاريخ لغزة وللمستقبل














المزيد.....

درس من التاريخ لغزة وللمستقبل


تأييد الدبعي

الحوار المتمدن-العدد: 7866 - 2024 / 1 / 24 - 14:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اندفع قطار الموت الإسرائيلي منذ السابع منذ أكتوبر الماضي بشكل أكثر إجراما وعنفا من أي وقت مضى، ولا زال يلتهم في طريقه كل شيء بمباركة رسمية من أمريكا وأوروبا، ودول أخرى كنا نعتقد أنها شقيقة أو صديقة للشعب الفلسطيني. لا غرابة في موقف أمريكا وأوروبا من إسرائيل فعلاقتهم كعلاقة الجد والابن والحفيد. الجد أوروبا بقيادة بريطانيا ذات التاريخ الطويل في إبادة الشعوب ونهب الثروات وتشويه الحقائق والتاريخ. أوروبا التي غزت ما يسمى العالم الجديد، ووجدت أرضا وثروات وقبل كل ذلك شعوب وحضارات عظيمة، ما كان منها إلا إبادة هؤلاء السكان الأصليين الذين كان عددهم أكثر من 100 مليون يتوزعون على أكثر من 400 شعب وقبيلة وأطلقت عليهم لقب (الهنود الحمر). وكانت هذه الإبادة أهم عناصر فكرة أمريكا، فقد استندت تلك الإبادة إلى أيديولوجيا استعلائية عنصرية متأثرة بشدة بالعهد القديم، لدرجة أن أطلق الغزاة الأوروبيون اسم (أرض كنعان الجديدة) على العالم الجديد، ومن وحي فكرة إسرائيل التاريخية بدأت عمليات وحشية لإبادة السكان الأصليين بقتلهم بطرق شتى، وصلت لحد إهدائهم أغراضا ملوثة بالجدري وغيرها من الأوبئة مما أدى إلى محو شعوب وقبائل بأكملها. كما عمل الغزاة على خداع السكان الأصليين بمئات "اتفاقيات السلام" لايهامهم بأنهم بأمان، لدرجة أنهم أنشأوا ما أسموه السلطة الوطنية الهندية!. ولم يعان السكان الأصليون من ممارسات الحكومات وحسب، بل اشترك المستوطنون البيض في عمليات الإبادة تلك، فقد كان صيد السكان الأصليين والتمثيل بجثثهم الرياضة المفضلة للأمريكيين، وأصبح سلخ فروة رؤوس السكان الأصليين الطريق الأٌقصر للثروة لدى الغزاة البيض، حيث كانوا يحصلون على جوائز مجزية مقابل كل فروة. استمرت تلك المجازر لعقود وقرون طويلة ولا زالت مستمرة حتى اليوم، فقد أصبح السكان الأصليون قلة في أوطانهم يعيشون في "محميات" مجزأة ومعزولة. وما لا يقل خطورة عن كل هذا، هو كيف تم الحط من شأن تلك الشعوب وتشويه تاريخهم وحضارتهم، فقد عملت الآلة الإعلامية العاتية لأمريكا على قلب الحقائق وتحويل الضحية إلى جلاد، بتصوير السكان الأصليين على أنهم مجرد وحوش ينمو في رؤوسهم الريش يهاجمون البيض ويقتلونهم بلا رحمة، ولا يعرفون شيئا عن "حضارة" الإنسان الأبيض. إن كل تلك الجرائم المركبة لم يعتبرها الغزاة الأوروبيون إلا مجرد "أضرار هامشية" لنشر الحضارة.
وبعد الابن جاء الحفيد "إسرائيل"، الذي أُنشِئَ على شاكلة أبيه " أمريكا"، فقد أنشأه الجد بريطانيا على نفس الأسس التي قامت عليها أمريكا وغيرها من دول العالم الجديد بالعنف الدموي وارتكاب المجازر وطمس الحقائق، وتم زرع الحفيد على أرض ليست أرضه، ولم تكن عملية زراعة هذا الجسم الغريب أن تنجح لولا أن رافقتها عملية اقتلاع وحشية أدت لتشريد الشعب الفلسطيني الأصلاني واستبداله بمهاجرين جُلِبوا من شتى أنحاء العالم.
يخطئ من يعتقد أن عملية التطهير العرقي مجرد حدث انتهى في العام 1948، فإسرائيل لم تكُفَّ يوما عن ملاحقة الفلسطينيين الذين بقوا في وطنهم قتلا وتهجيرا واعتقالا وتضييقا بقوانين عنصرية تُصعِّب حياتهم بهدف إجبارهم على الرحيل. وما يحدث في قطاع غزة اليوم من إبادة جماعية مستمرة للشهر الرابع على التوالي ادعت إسرائيل أن هدفها من الحرب هو القضاء على حركة حماس، لكن الوقائع والتاريخ يثبتان أن إسرائيل لا تستهدف حركة حماس ولا غيرها من التنظيمات في قطاع غزة، إن هدف إسرائيل الحقيقي هو إنهاء الوجود الفلسطيني في غزة أو تقليصه إلى أدنى حد ممكن، وكل ما يجري ليس إلا حلقة جديدة في سلسلة الترانسفير، الذي يهدف لتهجير لسكان القطاع وإعادة احتلاله من جديد، تحقيقا للقاعدة المقدسة للمشروع الصهيوني ( أرض أكثر وعرب أٌقل). وإن نجح المشروع الصهيوني في تهجير سكان قطاع غزة سيكون سكان الضفة الغربية وأهلي منطقة الساحل والجليل والنقب، هم الضحية القادمة، لأن التطهير العرقي في العقلية الصهيونية بُنية مستمرة ومتصاعدة. وإن تمت تصفية الشعب الفلسطيني سينطلق المشروع الصهيوني للتوسع نحو مصر والأردن ولبنان وغيرها من الدول العربية، لأن شهوة التوسع والاستيلاء على مزيد من الأراضي ونهب مزيد من الثروات وطرد مزيد من السكان عند إسرائيل لن تقف عند حد أبدا.
وتبدو القيادات الفلسطينية كلها دون استثناء وكأنها لا تعلم شيئا عن طبيعة المشروع الصهيوني ولا عن تاريخ أبيه أمريكا وأجداده أوروبا، أو أنها تعلم ولكنها تتجاهل ذلك، ولا زالت تناشد أمريكا وأوروبا لحمايتنا من إسرائيل! كيف نتوقع ممن صنع وحش إسرائيل وأطعمه أنه سوف يأتي يوم لكي ينقذنا منه؟
ورغ كل هذا الظلام المحيط بالشعب الفلسطيني من كل جانب، سيظل الشعب الفلسطيني متجذِّراً بأرض أسلافه الذين زرعوا أشجار الزيتون منذ آلاف السنين، وسيبقى هذا الشعب الصلب العنيد شوكة في حلق كل مؤامرات الإفناء، لتبقى فلسطين لنا ولأجيالنا القادمة فليس لنا إلا هذا الوطن، ولن نرضى بوطن غيره.
*أنظر كتب منير العكش، حق التضحية بالآخر أمريكا والإبادات الجماعية، دولة فلسطينية للهنود الحمر، تلمود العم سام، أمريكا والإبادات الثقافية



#تأييد_الدبعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا بعد رفح؟
- درس من التاريخ لغزة وللمستقبل
- بين القرارات بقانون والقانون .. حكاية طويلة
- ذهب الاستعمار البلجيكي وبقيت سن باتريس لومومبا


المزيد.....




- بـ-ضمادة على الأذن-.. شاهد ترامب في أول ظهور علني له منذ محا ...
- الشرطة العمانية: مقتل 4 أشخاص وإصابة آخرين في إطلاق نار قرب ...
- مقتل أربعة أشخاص على الأقل وإصابة آخرين في إطلاق نار في العا ...
- 4 قتلى على الأقل بإطلاق نار في محيط مسجد بسلطنة عمان
- بضمادة في أذنه.. فيديو لأول ظهور علني لترامب
- بايدن: أنا صهيوني وفعلت للفلسطينيين أكثر من أي شخص آخر
- الحوثيون يعلنون مسؤوليتهم عن مهاجمة سفينتين قبالة سواحل اليم ...
- إطلاق نار في مسقط يؤدي لمقتل أربعة أشخاص وإصابة آخرين
- قد تسكن البيت الأبيض إذا فاز ترامب.. من هي أوشا فانس؟
- أمريكا.. مديرة -الخدمة السرية- تكشف عن رد فعلها عندما علمت ب ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تأييد الدبعي - درس من التاريخ لغزة وللمستقبل