خالد عيسى طه
الحوار المتمدن-العدد: 1746 - 2006 / 11 / 26 - 11:08
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ليس هناك أهم وأخطر من الاعلام.. تأثيرا وتسويقا لما يطلبه الذي يملك هذا العملاق الاعلامي ..ولو أن ذكاء اللوبي الصهيوني فقد نجح في السيطرة على أعلام الكثير من الدول خاصة أمريكا وركز على صناعة الافلام في هوليود.. ما كانوا أغبياء .. وقد جنو الكثير من ذلك وحققوا طموحات دعاة أسرائيل والصهيونية.
الكل يقدر مدى أهمية السيطرة على الاعلام وجعله الوسيلة للدخول الى الدور من الابواب والشبابيك بدون أستئذان وبالتالي التأثير على عقول الناس وقناعاتهم وأول من أنتبه لاهمية الاعلام هي الصهيونية العالمية .. فعند نشوءها .. وصدور وعد بلفور وهم يعملون بجد من أجل الهيمنة على هذه الوسيلة المهمة في السياسة والتغلغل الفكري وبث الافكار حتى بات لهم الجو سهلا بأستعمال المال المطلوب والكفاءات الاعلامية حتى وهم اليوم مسكو كل الخيوط بما فيها صناعة الافلام في هوليود.
أن الفضائيات ووسائل الاعلام الاخرى لها أوسع الادوار في تمرير الافكار والشعارات التي براد لها أن تنجح.. لذا فأن حملة الانتخابات الامريكية وترجيح كفة بوش أو كيري صرف عليها آلاف الملايين من الدولارات وجند لها أذكى الاعلاميين .
هل تصرف هذه الملايين عبثا دون فائدة
طبعا وبالتأكيــد لا؟
هؤلاء أصحاب المصلحة مستعملي الفضائيات والصحف والصرف بسخاء .
-2-
أنهم ليسو أغبياء اذ لهم أهداف أقتصادية توسعية وأجندات .
هذه الاجندات فيها المعلن وغيرها المخفي تحتاج الى ممارسة سياسية معينة تحتاج لتطبيقها وجوب أضفاء الشرعية الدولية عليها تحت مظلة القانون وقرارات مجلس الامن والامم المتحدة.
وهذا بالضبط يحتاج الى أقناع وهذا الاقناع لا يأتي الا بفرض أفكار سياسية معينة على الرأي العام وعلى أصحاب المسؤولية والقرار .
ومثال واضح على طريقة أمريكا في أضفاء الشرعية على أحتلال العراق.
بالاساس العراق دولة ذات سياسة معترف بها دوليا رغم أرهاب النظام السابق والعراق عضو في هيئة الامم المتحدة والعراق أحد مؤسسي جامعة الدول العربية والعراق هو بين دول قليلة من العالم وخاصة من الدول العربية من أضفى الشرعية على معظم الاتفاقيات الدولية سواء أكانت أتفاقيات جنيف أو أتفاقيات منظمة العمل الدولية أو قرارات حقوق الانسان.
أن مثل هذه الدولة ليس من السهولة بمكان القيام بأحتلالها.
خطط لاحتلال العراق سواء أكان ذلك قبل حادثة 9/11 وسواء أكان بتحريض صهيوني أو لم يكن ألا أن الواقع يقول أن الادارة الامريكية الجديدة وبوجود رغبة الصقور وهم ديك جيني ، ورامسفيلد ، وكولن باول ، ورايس وآخرون هذه الزمرة من القياديين الامريكان تبنت أفكارا جديدة في تحقيق مصالحها منها الضربة الاستباقية أي مهاجمة الدولة التي تعتقد أنها ستكون مصدر خطر عليها وقد بدأت بأفغانستان لوجود طلبان وأسامة بن لادن وكونهم يمثلون جانب ديني متعصب . ثم أخذت تضع دول أخرى في نفس الخطورة على أمريكا.. وأنهم أحد مصادر الارهاب .. وشاء حظ العراق أن يكون الهدف الثاني هذه النظرية لا تستقيم مع الدستور الامريكي الذي أصدره جيفرسن وبعده فرانكلين ولا مع المواثيق الدولية ولا لاي مبدأ.
-3-
وبفضل نفر ظال من العراقيين وأعتماد على معلوماتهم المضللة.. حشدت أمريكا مائة وثمانون الف جندي مع أسطول بوارج كلها صبت حممها دمار وتدمير وقتل الشعب العراقي بمجزرة تاريخية سيذكرها التاريخ بأطار من
السواد.
وأخذت أمريكا لغرض أحتلال العراق تفكر في أيجاد دول حليفة تشترك جيوشها في أجتياح العراق وقد نجحت تحت الارهاب والتضليل والاغراء أن تجمع بعض من الدول لتشترك في هذه الكارثة الانسانية وتبرير ذلك بذرائع وهمية لاحتلال والهجوم على دولة ذات سيادة.
أن كوفي أنان أصر على رفضه وامتنع لمنح الشرعية الدولية للاحتلال الامريكي وقد أستند على ذلك في نقطتين هي كالاتي:-
أولا – أن العراق لم تثبت تقارير المفتش الدولي الذري الدكتور البرادعي ملكيته على أسلحة الدمار الشامل.
ثانيا – أن العراق في وضعه الحاضر أيام التفتيش لا يشكل تهديدا مباشرا على دول الجوار أو على أمريكا.
أن بريطانيا برآسة توني بلير قدمت دورا مهما بتمرير الرغبة الامريكية لتوجيه قواتها الاجتياحية وأخذت مع أمريكا تلعب بالالفاظ قرارات مجلس الامن وخاصة ما يتعلق بما يحق لامريكا أن تقوم به دون الرجوع الى مجلس الامن مرة أخرى ليصدروا قرارا جديدا. أمام هذه الحالة السياسية صرحت أمريكا أنها ستتخذ قرارا بأحتلال العراق بمفردها كما جاء ذلك رسميا على لسان بوش سواء صدر قرار أم لم يصدر.
وهكذا بدأت حمم الجحيم تنزل على العراق لتدمر البنية التحتية العراقية التي بناها العراق على مدى ثمانون سنة من طرق وجسور ومدارس ومستشفيات وأبنية .... الخ .
-4-
أمريكا تحت عمى المصلحة والرغبة في الاحتلال أعتبرت العراق مشمول بالتعاريف القانونية الدولية وجعلت العراق قد أجتاح الاراضي والحدود الامريكية وهذا يعطي الحق لادارة بوش ان ترد العدوان .
ومن المؤلم أن هذه الادعاءات الفارغة التي تستند على الكذب والتزوير ولا يستند على التقارير الموثقة وما جاء فيها أذ أن رئيس المخابرات الامريكية ال سي آي أي وقف بجرأة وقال محلفا أمام اللجنة المعنية بالشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الامريكي
(أن العراق لا يملك أي سلاح من أسلحة الدمار الشامل)
وأن كل تقرير آخر خلاف هذه الحقيقة تنقصه الذمة والخراب.
أخذت الولايات المتحدة الامريكية طريقا مختصرا في كسب شرعية الاحتلال عن غير طريق . قرارات مجلس الامن أخذت تلوح لبعض الدول بسلاح المقاطعة أو أغداء المنح أذا أستطاعت هذه الدول الارسال بجيوشها مع جيش الاحتلال الامريكي وقد أستطاعت أن تجمع كل الدول التي أرهبت بهذا السلاح.الخطير.
أفاق العراق وشعب العراق من صدمة الاحتلال فوجد أمامه وفي شوارعه جنود قساة يمتثلون لاوامر قادتهم وهؤلاء هم أحفاد الامريكان الذين قضوا على الهنود الحمر وأبادوهم شعبا وحضارة يتوازى مع الاساءة لشعب العراق بما قام به صدام أي النظام السابق الذي لم يترك أي خطوة تؤدي الى دمار العراق آخرها أطلق من زنزانات السجون مجرمين محترفين قتلة ووزعهم بين جموع الناس بحجة أنهم سيكونون محاربين أقوياء ضد الاستعمار ونسى أن هؤلاء المجرمين سيروعون الشعب وهذا ما حصل .
ثم أن النظام فتح مخازن أسلحة الجيش ووزع كل ما فيه على أيادي عراقية
-5-
لا ندري ما هي نسبة الايادي المخلصة والايادي التي تريد تقسيمه وتمكين أيادي الاحتلال من البقاء.
وتجري الان تحقيقات لسرقات كبيرة جرت بعد الاحتلال وأثناءه من مستودعات الجيش حيث بقت هذه المخازن مسرحا للنهب ونحن نتساءل عن كيفية نقل 400 طن من مواد شديدة الانفجار الى مناطق غير معلومة. أصبح العراق بين كماشة النظام السابق وقسوة الاحتلال ولم يقصر هذا الاحتلال في بطشه وقسوته ومثال ذلك معاملتهم للسجناء في أبي غريب وخاصة النساء ومداهمتهم الليلية لبيوت الناس الآمنين وخرق كل نصوص أتفاقيات جنيف خاصة الاتفاقية الرابعة لسنة 1949 والتعديل الحاصل عليها في عام 1977 ولازال العراق يقدم قرابين للشهداء ولقد أمعن المخربين سواء أكانوا من السجناء أو من متسللي الحدود في ضرب الاقتصاد القومي وخاصة النفط.
أن الذين يودون خلط الاوراق وهذا ليس بمصلحة العراق ولهذا يؤكدون بأن أجراء الانتخابات كما جاء على لسان آية الله العظمى علي السيستاني ولزلنا ملتزمين بها ونطلب أرجاءها في الوقت الحاضر للاسباب التالية:-
أولا – أن أجراء الانتخابات شيء معقول وطبيعي رغم حالة عدم الاستقرار وقد حدث سابقا في كل من فلسطين المحتلة وفي الجزائر وفرنسا وغيرها من الدول.
ثانيا – أن كان من الصعب في بعض الاجزاء أجراء الانتخابات لا بأس من أجرائها جزئيا.
ثالثا – أن قبول مشاركة العراقيين في الخارج شيء مفرح وجيد يعكس أرادة الجماهير في مصير الانتخابات ونوعية تمثيلها.
أن هذا ما نحرص عليه ويحرص عليه كل من يملك حبا للعراق وجذور عميقة في أرضه .
نحن نطالب كل الناس أن يؤمنوا أن العراق للعراقيين وأن الانتخابات واجب وشعور وعلينا أجراءها في الوقت المناسب وفي الوقت الذي ليس في سماءه طائرات تقصف الناس مثل الفلوجة والموصل وليس هناك مصادمات عسكرية يومية تعكس رغبة العراقيين في طرد الاحتلال يقابلها جيش قوي جاء ليبقى محققا أهدافه الاستراتيجية والتسويقية والاقتصادية وأشياء أخرى كثيرة مدونة في سجلات ودفاتر الاحتلال .
#خالد_عيسى_طه (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟