أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - لبيب سلطان - مطالعة اضافية في سبل اصلاح اليسارالعربي















المزيد.....



مطالعة اضافية في سبل اصلاح اليسارالعربي


لبيب سلطان
أستاذ جامعي متقاعد ، باحث ليبرالي مستقل

(Labib Sultan)


الحوار المتمدن-العدد: 7864 - 2024 / 1 / 22 - 18:47
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


1. مقدمة
مهما بحثنا وتعمقنا في اسباب التخلف والانتكاس في الدول والمجتمعات العربية، فلايمكن ، حتى وبعد طول تدقيق وتمحيص وتحليل، غير اسباب التاريخ وما موروث مثلا، الا وهو فشل اليسار العربي في التحديث فشلا ذريعا يكاد يكون مطبقا وكاملا، والسبب في ذلك يعود الى حقيقة تقول ان وراء كل تقدم في المجتمعات وقف ويقف اليسار ، ووراء كل تخلف وتراجع يقف اليسار نفسه عند فشله وانكساره في المجتمعات. وتلك نتيجة طبيعية كون اليسارهو القوة ألأجتماعية ، وذلك وفق تعريف اليسار نفسه ، التي تدفع بالتجديد والتغيير والتحديث في المجتمعات، امام القوى المحافظة التي تسمى باليمين وتعيش الماضي والحاضر بتقاليده ومقولاته .
تأتي هذه المطالعة تتمة للبحث الذي نشرته قبل ايام بعنوان " اليسار الاجتماعي والماركسي " وكان هدفها فتح النقاش الفكري امام واحدة من أهم واخطر القضايا التي تواجه مجتمعاتنا العربية، وهو غياب دور اليسار العربي الذي من المفروض له الريادة في الاصلاح الاجتماعي بينما دوره راكد وشبه الغائب لليسار ومعها الانكفاء الاجتماعي عن طروحاته الفكرية وبرامجه. وكان محور البحث ان يتبع منهجية ضيقة تتمكور حول الايديولوجية السوفياتية، مقابل الفضاء الواسع لمفاهيم وعمل اليسار ومنه حقق نجاحات باهرة في بقية المجتمعات ، بل وقادها في طريق النمو والتحضر والتجديد ، ولعل النجاحات التي حققها في اوربا ودولا اسيوية اخرى هي من اهم الدروس التي يجب اخذ تجاربها ومناهجها وطروحاتها بديلا عن الانغلاق الفكري على مدرسة واحدة من اليسار، وهو اليسار الماركسي السوفياتي ، الذي فشل منهجه وتطبيقاته معا، وحددت وكبلت اليسار العربي سواء في منهجه او طروحاته، وافشلته في مهامه بتجديد وتطوير مجتمعاتنا العربية.
فالطروحات السوفياتية قامت بادلجة الماركسية واليسارعموما ، وتحويلهما من منهج مفتوح الى مقولات مطلقة كالدينية ، تقدس حتى ولو لم يثبت الواقع جدواها ، ومنها اعتبر البحث اعلاه ان اليسار العربي وقع في فخ التكلس الايديولوجي السوفيتي ومنه اصبح فكره محافظا وجامدا ، وهو مايعادل موقف اليمين الاجتماعي المحافظ ، مثلها يقدس المقولات ولا يسعى للتجديد ، بل والانكى انه لايقوم بنقد منهجه الفكري أوطروحاته وتبيان اين اخطأ منهجيا واي من طروحاته هي التي فشلت في الواقع ، وماهي الحلول والطروحات البديلة.
ان منهج استخلاص الاخطاء والعمل على تصحيحها هو منهج العلم والمسؤولية معا، فما يتم تعلمه من الاخطاء يشكل علما ايضا وفق منهج العلم، وهو منهج الامم الحية ايضا، حيث تأخذ به ، وتطرح بكل شجاعة سواء حكوماتها أوحركاتها واحزابها أمام مجتمعاتها اين فشلت ولماذا فشلت ضمن المصارحة الاجتماعية لتقييم الفشل سواء في المنهج او في الاطروحة او في التطبيق، ومنها تكسب مصداقية مناصريها ومجتمعاتها معا، وبممارسة النقد والمصارحة تظهر لماذا يمكن الوثوق بها، وانها تتمتع بالمسؤولية أمام المجتمع، وعدا قدرتها النقدية، فهي تثبت قدراتها على التجديد واستخلاص واستنباط الحلول المستقبلية لتجنب تكرار الخطأ او الفشل الذي وقعت فيه. هذه العملية تجدها في كل ركن وكل زاوية حيثما يحصل فشل في الممارسة الواقعية، فيعاد النظر في المنهج وفي مقولاته وطروحاته ،خصوصا عندما يكون الفشل استراتيجيا ، والنقد في التطبيق اذا كان فشلا محدودا ، ولكن المهم وألأهم هو ايجاد الاجوبة على سؤال اساس لماذا اسباب الفشل ، هل هي في المنهج ومقولاته ، او فقط في التطبيق ولكن اذا ثبت انه في المنهج، واذا تم الاصرارعلى صحته ومواصلة التقديس والسير على مقولاته، فهذا يعني ان الانتكاس والفشل سيتسع ويستمر .
لاتوجد صعوبة كبيرة في استخلاص ان فشل يسارنا العربي هو لفشل منهجه ومقولاته . ومع ذلك ،ورغم انه على مدى نصف قرن او اكثر ، يسير من فشل الى فشل ، لم تكفيه الجرأة والشجاعة على مراجعة المنهج والمقولة التي يسير عليها، وبه فقدت الثقة بقدراته امام المجتمع وظهر يصر كالسلفية على نفس المقولات ويستخدم نفس المنهج الذي استسخ ميكانيكيا لمقولات سوفياتية تعود لمئة عام، والعالم تغير عدة مرات خلال هذه الفترة ، وكانت طروحات بمنهجية اخرى لليسار الاوربي مثلا تجد طريقها للتطبيق والنجاح ، بينما فشل يسارنا في الاستفادة منها واغلق على نفسه مكتفيا بما يعرفه من طروحات سوفياتية لم يستطع لليوم فهم سبب اخفاقها وظل منغلقا ومتمسكا بمنهج خاطئ بطروحاته ومقولاته، ومنه تزايد تقلص دور اليسار في مجتمعاتنا ومن انكماشه صعدت السلفيات الدينية والتقوقع الاجتماعي والتخلف عن ركب الحضارة المتسارع في العالم.
ساتناول في هذه المطالعة التي اسميتها اضافية للمقالة السابقة بتفصيل اكثر لتأثير المنهج الماركسي السوفياتي الذي ساد اليسار العربي خلال سبعين عاما ،و تبناها بشكل ميكانيكي دون قراءة لواقع مجتمعاتنا الخالية من التصنيع والبروليتاريا الأنتاجية وامكانية الانتقال للاشتراكية بدون الرأسمالية التي قرأها بالكتب السوفياتية، وبدلا من نقد المنهج والمقولة التي تكلس بها اليسار، وضع الفشل دوما على التآمر الخارجي الامبريالي ، وعلى البرجوازية الصغيرة وفكرها ..الخ ،كل امر ممكن وسبب عدا نقد المنهج ومقولاته ،فمناقشة فشل المنهج والمقولة هذه من المحرمات ، كما لايجوز المس بثوابت القرآن عند السلفية مثلا، ومنها فعلا وقع اليسار في فخ السلفية الفكرية ، بنفس التكلس الفكري، ومنهما انكمش دوره الاجتماعي ومع انكماشه حل التراجع الاجتماعي بكل اشكاله.
ان هدف هذه المقالة هو نقد المنهج والمقولة التي سار عليها اليسار في أهم محاورها ، فالعلم يعلمنا ان المنهج الخاطئ ينتج فرضيات ومقولات وطروحات وممارسات خاطئة ، ومراجعة المنهج هو الموضوع الذي لايرغب ولايجرأ اليسار العربي القيام به، ربما لضعف فكري كجزء من ضعف عام في تطور المعرفة العلمية والتحليلية ( اغلب سياسينا وقادة الاحزاب والحركات يعتقدون ان مايعرفوه من مقولات ايديولوجية تشكل علما وهي ليست كذلك ، رغم تسمياتها التي تقرن بالعلمية كالاشتراكية العلمية ، كما تقرن بالديمقراطية جمهورية كوريا الشمالية مثلا ) ، وربما ترجع اليه ثقافة التقديس الشرقي المتجذرة في مجتمعاتنا، اضافة الى الاعتماد على استيراد الفكر بدل انتاجه ، وهوليس كغيره من البضائع ،والاخيرة للاستهلاك ، بينما الفكر انتاج علمي ويخضع لقوانينه، واهمها مطابقته للواقع كي يكون ناجحا ومفيدا عند تطبيقه في الظروف المحلية. هذه وربما غيرها خلقت حواجز امام يسارنا امام مراجعة منهجه وادت الى الانغلاق على الذات والتكلس وغياب الابداع وعدم الثقة في خوض هذا المضمار، مضمار نقد المنهج الذي اسس عليه اليسارمقولاته، خوفا من بنيان ان ينهار، ولكن المبنى ينهار فعلا ، وعليه فالخوف في الخوض في غمار فشله غير مبرر اطلاقا ، كون الانهيار حاصل ومستمر اجتماعيا ، وثانيا لأن مهمة اليسار اساسا هي التجدد والتجديد والانفتاح، واذا لم يقم به فقد عضويا وظيفته الاجتماعية .
2. لماذا يجب توجيه النقد للمنهج في اخفاق اليسار العربي
يشكل المنهج Methodology)) ،وفق نظريات علم المنظومات،الذي يقسم كل منظومة عموديا ( بما فيها الانسان نفسه، والعائلة ، والمدن، والاحزاب، والشركات وحتى الدول ،بل وكل منظومة صغيرة او كبيرة) الى ثلاثة مستويات ،المنهج وهو ذلك المستوى الاعلى ( الدماغ عند الانسان)، من المقولات والنظريات والمبادئ، التي تتحكم بوضع السياسات ، أي الخطط ( المستوى الثاني)، التي تنفذ ( المستوى الثالث ، مثل حركة الاطراف عند الانسان) لتحقيق اهداف مرسومة، القريبة منها او البعيدة المدى، وفي كلاهما تأخذ بنظر الاعتبار التحديدات والظروف والموارد المتوفرة لتحقيقها. وكلما كانت مقولات ونظريات المستوى المنهجي الاعلى صحيحة، والسياسات والاهداف واقعية ،كلما كانت فرص النجاح في تحقيق الاهداف المرسومة اكثر نجاحا. هذا هو المفهوم العلمي العام للمنهج وفق هذا العلم، واذا وجد عدم علمية و صحة المقولات العليا الراشدة فيه ، فتنهار العملية في الممارسة التنفيذية للخطط ولن تتحقق الاهداف .
وهناك معيارين وضعها هذا العلم للمنهج،ان تكون المقولات العليا صحيحة ومثبتة وتجريبيا Proven in real life )) ، اي تصبح بمثابة قوانين علمية اقرت بعد التجربة ، والثانية هي التجانس ( Consistency) أو عدم التناقض،لا مع الواقع ،ولا بين المقولات والسياسات لتطبيقها .
ومنه فان نقد المنهج يقوم على مراجعة صحة مقولاته اولا، والثاني بتجانس المقولات العليا مع السياسات والخطط وازالة التناقض ان حصل عند التطبيق ، فاما المقولات غير علمية وخاطئة ، او السياسات والخطط والاهداف كانت غير واقعية ، وعموما فان اصلاح الاخيرة اسهل بكثير ، ويمكن تغييرها ، اما المقولات ألعليا ( في الفكر المؤدلج دينيا او قوميا او طبقيا ) فهو اصعب بكثير ، ولكنها تبقى حقيقة ان المقولات المنهجية الخاطئة تقود لفشل في التطبيق مهما كانت السياسات والخطط والتنفيذ.
ومما يسهل نقد اليسار العربي هو ان منهجه تقريبا بالكامل مستنسخ من المنهج السوفياتي في ترجمته لطروحات الماركسية النظرية، ومنه فنقد اليسار العربي هو نفسه تقريبا النقد الذي تعرض له الاخراج السوفياتي لها ( النسخة السوفياتية من الماركسية ) في منهجه وطروحاته، ومنه وقع اليسار العربي الماركسي ضحية لاخطاء المنهج السوفياتي، هذا حتى لو اقررنا ان مقولات ماركس كانت جميعها صحيحة ، وهو اساسا لم يدعي ذلك بل تحديدا اعتبرافكاره منهجا ماديا اجتماعيا لنقد الرأسمالية.
وبقدر مايتطلب تحليل علاقة الطروحات الماركسية الفلسفية العامة بالترجمة الماركسية السوفياتية حيزا وبحثا واسعا يبعد هذه المطالعة عن هدفها في تشخيص ضعف اليسار العربي ومعالم اصلاح منهجه، فايراد مثالين ربما يوضح ذلك الفرق وجتى التناقض بين ماركس والمقولات السوفياتية باسمه.
المقولة الاولى هي الفرضية الفلسفية العامة لماركس في الاشتراكية كطريق للوصول لهدف اعلى الى المجتمع اللاطبقي ، وهي مقولة فلسفية مستقبلية لمجتمع ما بعد الرأسمالية . ترجمت المدرسة الروسية البلشفية ان هذا التحول يتم عن طريق القيام بثورة بروليتارية وتحويل وسائل الانتاج لادارة دولة يقودها حزب بروليتاري يقوم ببناء الاشتراكية ومنه يصل للمجتمع اللاطبقي. ان ماركس في مقولته الفلسفية يرى هذا التحول ممكنا عندما تصل المجتمعات الرأسمالية الى الوفرة الهائلة في الانتاج (من خلال تطور وسائل الانتاج ) ومنها زيادة الثروة الاجتماعية مما يولد استقطاب في تمركز الثروات مما يدفع لتغيير العلاقات الانتاجية ويخلق ظروفا موضوعية للانتقال للاشتراكية. بينما تهمله طروحات الماركسية السوفياتية ، بل وحتى نقضتها انه يمكن اقامة الاشتراكية من دون المرور بالرأسمالية ( مثلا يمكن اقامتها في اوزبكستان وكازاخستان واليمن الجنوبي واثيوبيا والصومال وسوريا والعراق الخ، وهي اساسا بلدانا غير صناعية) ، ان الاطروحة السوفياتية من الخارج تبدو ماركسية في حين انها تناقضها في الجوهر، وحاجة السوفيت لها كانت لاغراض امبراطورية تمكن السوفيت من اقامة سلطات موالية في حرب شرسة مع الغرب دارت رحاها اغلب النصف الثاني من القرن الماضي ، ودارت غالبا في البلدان النامية ومنها بلداننا العربية التي يتبنى اليسار فيها المقولات السوفياتية ، ومنه بارك التأميمات التي قامت بها نظما فاشلة وديكتاتورية، وسماها تحولات اشتراكية .
المثال الاخر ذو علاقة ايضا بمنطقتنا العربية. فنظرة ماركس للحضارة الغربية الرأسمالية هي نقدية تخص نقص العدالة الاجتماعية ، ونظّرَ لرؤيا لمستقبل مابعد الرأسمالية، وليس لاسس هذه الحضارة ، وهذا يختلف تماما وجوهريا عن طروحات السوفيت التي هي عدائية ومعادية للحضارة الاوربية. عاش ماركس في فترة ترسخت فيها اسس ومبادئ وطروحات عصر النهضة والتنوير في مجال العلم الاجتماعي والسياسي واصبحت حقائق على الارض وقال بتقدمية الرأسمالية في تحطيم النظم الحاكمة الاقطاعية والمطلقة واقامة النظم دستورية واليات الديمقراطية وحرية الفكر ، بل اعتبرها ثورة قامت بها البرجوازية في المدن والرأسمالية الصناعية قوضت العلاقات الاقطاعية والحكم المطلق ، وارجعها ماركس لحاجة الرأسمال لضمانات دستورية تحمي استثماراته من الاستحواذ على يد ملك او حاكم مطلق، ومنه ساندوا سن قوانين ودساتير ديمقراطية وحريات للصحافة ولممارسة الحياة السياسية لحمايتهم اساسا، ولكنها بنفس الوقت مكتسبات وطفرة نوعية لتطور المجتمعات، فهي مكاسب لهم ولها بان واحد . ان نقد ماركس اتى وفق رؤيته ( في وقته طبعا) لنقص هذا النظام لمفهوم المساواة الاقتصادية والعدالة الاجتماعية ومنه رأى الاشتراكية حلا مستقبليا ولكن لتقوم على اسس ومبادئ هذه الحضارة القائمة على مبادئ عصر النهضة ، عصر تسنين الحريات الفكرية ومبادئ تشكيل نظم الحكم على اسس ديمقراطية ، وجعلها مرتبطة بتطور وسائل الانتاج كشروط ولخلق ظروف للانتقال الى الاشتراكية ، اي انها تقوم على ادوات الديمقراطية والحريات التي اتت بها اصلاحات عصر النهضة الاوربية وتطور العلم ووسائل الانتاج التي تؤدي لزيادة الانتاجية والوفرة، جميعها ، ووفق طروحاته ، تشكل اسسا للانتقال للاشتراكية.
جاء التنظير السوفياتي مستعديا ومعاديا ( وليس ناقدا كماركس ) لهذه الحضارة بكل اسسها ومبادئها وادواتها التي بدأت هذه الحضارة تقيمها منذ عصر النهضة، مثل الحريات ونظم الحكم الديمقراطية ، وسماها كاذبة وزائفة كونها رأسمالية حرة الاقتصاد وليست تدار من قبل الدولة البروليتارية. ان هذا التناقض مع ماركس يمكن ارجاعه، عند التحليل النهائي، الى حاجة السوفيت الى ادوات دعائية تستخدم لخوض المعركة مع الغرب ، وهي معركة امبراطوريات ومصالح ، فلا فكر يدعمها ولا ماركس طرفا فيها ، انما مقولاته النقدية استخدمت بشكل دعائي يناسب البلاشفة والسوفيت وجعلها عدائية تجاه الحضارة الاوربية، وانتقل هذا العداء والاستعداء اوتوماتيكيا لليسار في البلدان النامية ومنها بلداننا العربية، كونه يسارا من انتاج المدرسة السوفياتية، وانعكس بصورة سيئة على مجتمعاتنا التي هي بامس الحاجة لمفاهيم التحضر الديمقراطي بادواته ومبادئه النهضوية وليس البروليتاري، التي لايعرف احد معناها او محتواها لليوم ، خصوصا وان مجتمعاتنا غير صناعية ويشكل الانتقال الى مجتمعات رأسمالية صناعية انتاجية أهم المهام امامها لغرض التنمية وذات اسس ومفاهيم عصر النهضة الاوربية في اقامة نظم ادارة الحكم الديمبراطية لتخرج من مرحلة شبه الاقطاعية والحكم المطلق الى النظم الديمقراطية واشاعة الحريات كما في المجتمعات الاوربية .
تبنى اليسارالعربي نفس المقولات الدعائية بعداء حضارة الغرب انها فكرا تقدميا والواقع انه دعاية سياسية سوفياتية وليس فكرا ، واية قراءة موضوعية لواقع مجتمعاتنا ودرجة تطورها ستخلص الى عكس موقفه ، فبدلا من دفع مفاهيم الحضارة للتقدم بمجتمعاتنا التي بدأت للتو تخطو للامام قرب منتصف القرن الماضي، مارس عكسه واتبع الدعاية بدل المنهج لقراءة المصالح ، وكان دور اليسار فيها مخربا وليس داعما لهذه العملية التطورية ( مخربا لاتعني انه يقصده ، بل لخطأ طروحاته السوفياتية) ، فدور اليسار هو تطوير مجتمعاته و دعم الاصلاحات للتحول من الاقطاعية ودعم نواة الطبقة الصناعية العربية وادخال نظم الغرب في الادارة والحكم وفق نظم الديمقراطية والحريات الاجتماعية والسياسية كما قام به اليسار في اوربا .
يوفر هذان المثالان الارضية للفروقات حتى بين الماركسية النظرية والترجمة السوفياتية لمقولاتها الفلسفية في تناول حركة المجتمعات، وهو ما أوقع اليسار العربي في تناقضات معها، رغم ادعائه بالماركسية، ولكنها ماركسية بنسختها السوفياتية ، وليست النظرية التي غاب عنه ابداعه في فهمها، بل تبناها كوجبة على الحاضر ، وجبة جاهزة ، مستنسخا النموذج السوفياتي الدعائي المقولة والمنهج ، واجبر اليسار العربي عليه من السوفيت ايضا، وأدى في التطبيق الى تناقضات كبيرة ، وفشل بعد فشل.
ان معرفة اسباب الفشل تشكل بحد ذاتها نصف الاسباب لنجاح قادم،والنصف الثاني هو طرح منهج جديد يتخلص من المقولات والطروحات التي فشلت، منهجا يقوم على واقع مجتمعاتنا، وليس بمنهج مقولات جاهزة كالسوفياتية فشلت حيثما طبقت . ان معالم هذا المنهج هو ما سيكون محور الجزء الاخير من هذه المطالعة .
3. معالم منهج جديد لاصلاح اليسار العربي
ان اليسار العربي يمثل الحركات السياسية والاجتماعية التي تضع مهامها النهوض بمجتمعاتنا وادخالها طور التجديد والتحضر الديمقراطي والنمو الاقتصادي والثقافي والمعرفي . وسواء انطلق اليسار العربي من منهج ماركسي نظري ( وليس سوفياتي ستاليني ) ، او ليبرالي سياسي اجتماعي، عليه ان يضع سياساته وطروحاته وبرامجه لنقل مجتمعاتنا من مرحلة شبه اقطاعية ريعية، تحكم اغلبها حكومات فاسدة غير كفوءة ولاتعترف بالديمقراطية ، وعليه فأهم اهداف هذا اليسارهو اقامة نظم الديمقراطية في ادارة المجتمع والسلطة، وهذه المهمة لن تتم دون نقل اقتصاد مجتمعاتنا من شبه اقطاعية ذات اقتصاد ريعي تسيطر عليه الحكومات الفاسدة الى اقتصاد انتاجي حر يجعل معيشة الناس لاتعتمد على الحكومات ، بل عكسه سيجعلها تطالب بالشفافية والكفاءة والديمقراطية الغير مزيفة ( انها حقيقة يصبح الناس احرارا عندما لاتخضع معيشتهم للسلطة ) .هذه هي باختصار صورة الواقع العربي وصورة مهام واهداف اليسار فيه ، انها نقل مجتمعاتنا الى النظم الديمقراطية السياسية والاجتماعية ونقلها للمجتمع الانتاجي الصناعي وحتى التكنولوجي. هذا المنهج يمكن تسميته يساري حقيقي وليس دعائي ، ينطبق بمعناه التاريخي والواقعي مع مفهوم اليسار ومهماته ، ،وأي مقولات تناقض هذه الاهداف تعني اننا لسنا امام يسار ، بل كتلة ايديولوجية ، وهناك فرقا هائلا بينهما ، كالفرق بين العلمانية والسلفية، ويتحول اليسار كما نراه اليوم يسارا اسيرا لمقولات دعائية ايديولوجية تقوده لخوض معارك هي ليست معارك مجتمعاته ، بل يخوض معارك الغير وفق ماتمليه المقولة المؤدلجة وليس بما يمليه الواقع المادي لمجتمعاتنا من مهام ( لاحظ ان الماركسية بقدر ماهي فكر المدرسة المادية مارسه ماركس لانتاج مقولاته، تحولت الى نصوص مقدسة عند الماركسيين العرب مما جعلهم من حيث لايدرون انهم اتباع المدرسة المثالية التي تعتمد على النص ولي على الواقع، انه تناقضا ان تدعي ماديا ولكنك تمارس المثالية، فان ماركس منهج وليس مقولات دعائية لتردد ، فهي لاتجعلك لا ماديا ولا ماركسيا ايضا) . انه تناقضا في المنهج والممارسة طالما جعل طروحات اليسار مناقضة للواقع الذي رأته من المقولات وليس من حركته المادية ، وهي ممارسة تشبه الدينية السلفية ، وضع النص فوق الواقع، قال رسول الله وقال حذيفة ، وهو امر شائع عند يسارنا العربي، فدوما تقرأ قال ماركس وقال لينين، فالاهم هو ليس ماقالاه بل كيف تمارس منهحا واقعيا.
ان تحقيق المهمتان اعلاه لمنهج اليسار ( ان اقتنعنا انها أهم مهامه) ستتطلب منهجية جديدة لليسار العربي ، ستجلب الرعب لقلوب اتباعه اليوم، عبدة المقولات الجاهزات، فستنقلب مهامه من محاربة الرأسمالية الى دعم الرأسمالية الوطنية وتشجيع الرأسمال للاستثمار الوطني في المجال الصناعي والانتاجي والخدمي وفق المهمة الاولى للانتقال من مجتمع شبه اقطاعي ريعي الى انتاجي حر رأسمالي لايعتمد على الدولة ( وفق مقولات ماركس نفسها التي وضعت الرأسمالية شرطا للانتقال للاشتراكية) ، وهو امرا ربما على اليسار الحالي شرب كأس من السم اسهل من الاعتراف به ، ولكنه واقعا لامناص منه ، فاليسار ليس ترفا فكريا ، بل طروحات وبرامج تقام على الواقع لتقدمه للامام.
اذا اقر ان مقولة ماركس اعلاه هي علمية ( أي لها قوة القانون العلمي ) فعليه يتحتم ادخال مجتمعاتنا للرأسمالية اولا كي تقام الاشتراكية مستقبلا وترك المقولات السوفياتية بامكانية الانتقال للاشتراكية من دون الرأسمالية، فهي مناقضة للماركسية نفسها ، فهي كمن يقول بامكانية دفع طفل زاحف وليد للركض حتى قبل تمكنه من المشي، واساسا لا احد يعلم اين هي الصناعة والبروليتاريا ووسائل الانتاج في مجتمعاتنا الغير صناعية ( فهي غير موجودة اساسا ) كي يتبارى اليسار في طرح جعل ملكيتها عامة واجتماعية ، فالاولى باليسار اولا خلقها قبل ان يطالب بتحويلها، اضافة ان تحويلها لسيطرة حكومات ونظم حكم فاسدة مرتشية او ديكتاتورية قمعية، كما حدث في التأميمات الاشتراكية لناصر وعارف وصدام ، أو كما في دول اوربا الشرقية ، وكبست الاقتصاد والشعوب معا، فالحكومات في احسن احوالها بيروقراطية الادارة واغلبها مكانا يعشعش فيه الحزبيون والفاشلون والمرتشون والفاسدون والمتسلقون فاي اقتصاد سيكون ، والعلم يقول انه الذي لايتطور الا بالمنافسة والمصالح الذاتية الربحية التي تدفع بالرأسمال للاستثمار . فتبني مقولات جاهزة مثل ( تحويل ملكية وسائل الانتاج الى ملكية عامة) تتطلب اولا ادارة ديمقراطية للمجتمع ونظم محاسبة متطورة صارمة وشفافية للدولة وحريات اعلامية تفضح اي سوء استغلال لهذه الملكية . وعموما اثبت الواقع انها ليست نقل الملكية ذات شأن بل الادارة الناجحة والتنافسية في تطوير الاقتصاد ، وحتى بالنسبة للعامل او الموظف ، لايهمه من يملك ، حكومة اميركا او بيل غيت لشركة مايكروسوفت ، بل يهمه من يدير ويحقق ارباحا اعلى كي يحصل على اجر ومنافع اكثر . انها حركة الواقع المادي التي قنونها علم الاقتصاد ، وليس تبني مقولات مؤدلجات جاهزات . وعليه فلا رعب ولا اسف على التخلي عنها، فهي فاشلة ، خصوصا تطبيقها النصي، كما وقع الحال في تأميم وسيطرة لحكومات عربية ديكتاتورية وفاشلة وفاسدة على الاقتصاد، وإذ قالت به الماركسية السوفياتية انتهى الامر واصبح يسارا وتقدميا وفق يسارنا، انه لا يتعب ولا يحلل ولايناقش المقولات ، انها ايات مقدسات حتى لو خالفت العلم والواقع المرئي والمعاش والملموس ماديا.
ان مقولة مثل تحول اليسار العربي لدعم الرأسمالية الوطنية ودعم الاستثمار الوطني والاجنبي يجب ان لا يقلق ويذعر ويخيف اليسار العربي، انها ستخالف طروحاته السوفياتية الحالية التي اعتاد عليها، لانها من منظور واقعي ومادي صحيحة لدفع مجتمعاتنا نحو الانتاجية وتحرير سكانها من سيطرة السلطات على معيشتهم، وستدفع للانتقال بمطالبهم لحكومات كفوءة وديمقراطية وحريات وتطور العلاقات الاجتماعية وبرامج للعدالة الاجتماعية ( الاشتراكية بمفهومها الاجتماعي) . ان برامجا مثل هذه لوتبناها اليسار العربي ، مثل اليسارالاوربي ، لكسب الناس لجانبه، ولتحول من يسار خامد ليقود التحولات الاجتماعية والحكومات ومنه فرصة لتطوير مجتمعاتنا حضاريا واقتصاديا وسياسيا واحلال الوطنية بديلا للاقطاعية والعشائرية والطائفية الدينية.
في المنهج الاصلاحي الجديد لابد ان نرى ان اليسار العربي ان يغيير طروحاته من محاربة الرأسمالية الى تشجيعها ، ضمن وعي لدورها الثوري في نقل مجتمعاتنا من شبه الاقطاعية الريعية الخامدة الى انتاجية ضمن فهم المرحلة التطورية لمجتمعاتنا الحالية. والصين اعطت مثالا على ذلك من الناحية الاقتصادية وتطورت ، ولكن لكون العملية قادها حزب شيوعي جريئ وبراغماتي عجز عن انجاز الديمقراطية ، حيث يخاف ان يفقد سلطته لو قامت الحريات والحركات السياسية في مجتمع ديمقراطي. انه عصرالانتقال للانتاج والتنمية الاقتصادية الاستثمارية من الرأسمال المدخر والمخزون اليوم تحت الارض او الذي يتم تهريبه او يستخدم تجاريا او ربويا، وتحويله للانتاج ، وعلى يسارنا العربي الماركسي ان كان ماديا في المنهج ، وليس ترديد نصوص، وعي وفهم هذه المرحلة وترك المقولات السوفياتيات الجاهزات بمحاربة البرجوازية واستثمارات الرأسمالية.
المحور الثاني للاصلاح يرتبط بجانب الطروحات حول اسس الفكر الاجتماعي والديمقراطي السياسي ، فمن جهة يتبنى اليسار العربي طروحات فكر عصر النهضة الاوربية مثل مفهوم المواطنة والحريات ونظم واليات الديمقراطية السياسية وتعميق الاجتماعية كشعارات ويطالب بها، ولكنه بنفس الوقت يناقضها في وسائل اعلامه وكتاباته ويصفها انها في اوربا والغرب مزورة وكاذبة وبرجوازية اما الصحيحة فهي الحريات والديمقراطية البروليتارية السوفياتية، رغم انها لم تتواجد في الواقع، لاحريات ولاديمقراطية ، بل عكسها كان قمعا وديكتاتورية . ان حضارة اوربا اليوم قائمة على اسس مفاهيم عصر النهضة والتنوير وتعمقت اكثر بمساهمات اليسار الاوربي وقيادته في تطوير النظم الديمقراطية ومنع عودة الديكتاتوريات القومية مثلا، وتطوير برامج غنية للعدالة الاجتماعية وبرامج لدعم الحريات الفكرية الاجتماعية والشخصية، وهذه بمجموعها تشكل اهم مصادر المعرفة النظرية والتطبيقية على مدى 150 عاما من التطور فهي ليست كاذبة ولا مزورة بل واقعا ملموسا وانتصارات للشعوب ويسارها، اما ماطرحته المقولات السوفياتية فهي دعائية ضمن معركة مصالح امبراطوريات بين الاتحاد السوفياتي والغرب ، وكان على اليسار العربي وضع مصالحنا الداخلية أولا في الانفتاح على الانجازات الديمقراطية والحضارية الاوربية بدل اغلاق الابواب امام مجتمعاتنا وعزلها ثقافيا ومعرفيا عن فكر عصر النهضة ومفاهيم الحضارة التحررية الاوربية ، واذا كانت غير بروليتارية فلأن الاخيرة لم تقم اساسا ولا احد يعرف لليوم ماهي ، لايسارنا ولا شعوبنا ولا حتى السوفيت انفسهم ولحد اليوم، مجرد مقولة وطرحا سوفياتيا تبناه اوتوماتيكيا اليسار العربي وبه حارب الفكر الاوربي معتبرا اياه برجوازيا، ولكنه أيا كان ماتسمونه، هو فكر عصر النهضة والتنوير وعصر الديمقراطية والحريات القائمة على اسس فلسفية وعلمية وواقعية وانجازاتها الحضارية الهائلة لايمكن اخفائها بغربال مقولة سوفياتية دعائية تبناها اليسار ولا بغربال السلفية الدينية الاسلامية ، ولقائهما في الموقف من الحضارة الغربية واسسها يدلنا ان يسارنا خاطئ ، وألا كيف التقى مع السلفية اليمينية.
ملخصا يشكل هذان المحوران أهم الاسس لاصلاح منهج اليسار العربي، ومتى ماسمعنا ورأينا ولمسنا انه اخذ بها، وقتها سنفهم انه فعلا اصبح لدينا يسارا، متوافقا مع واقعه وواقع مجتمعاتنا ، ومع مهام واهداف اليسار العامة ودوره في تطوير مجتمعاته، وليس يسارا مسيرا من نصوص وبضعة طروحات سوفياتية بدعوى انها ماركسية ، فحتى الماركسية في فهمها المنهجي وليس السلفي النصي، ستقول بغيرها ، كونها تقول الانطلاق من الواقع وليس من النص، وما يجلبه العلم والعالم من تجارب ناجحة، وعليه وجب تغيير المنهج اليساري العربي كليا وجذريا.
د. لبيب سلطان
20/01/2024



#لبيب_سلطان (هاشتاغ)       Labib_Sultan#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أليسار الاجتماعي واليسار الماركسي عالميا وعربيا
- مناقشة لمقترح السيسي في حل الدولتين
- ‏ نقد الخطاب السياسي العربي
- حول علاقة الفلسفة بالعلم واللاهوت والايديولوجيا
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
- حماس وحزب الله لايمثلون قضية الشعب الفلسطيني بل قضية اية الل ...
- العولمة السياسية وتحديات القرن 21
- قراءة (1) في تحديات القرن الحادي والعشرين
- في نقد الماركسية العربية
- حلول العلم والايديولوجيا للتخلف العربي 2
- المنهج العلمي والايديولوجي لحلول التخلف العربي
- فهم نظرية تعدد الاقطاب وانعكاسها على العالم العربي
- معركة اليمين واليسار في الهجرة الى الشمال
- فهم اليمين واليسار في عالمنا المعاصر
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
- فهم تجربة الصين وأهميتها للعالم العربي (فهم العالم المعاصر ـ ...
- فهم الرأسمالية وعلاقتها بالليبرالية ( فهم العالم المعاصر 2)
- في فهم العالم المعاصر1 علاقة الايديولوجات بالاقتصاد ونظم الح ...
- لائحة اتهام 3
- لائحة اتهام لثلاثة ايديولوجيات دمرت اربعة دول عربية ـ2


المزيد.....




- ماذا يحدث في دمشق بعد عملية طرطوس الأمنية؟
- أذربيدجان تقيم يوم حداد وطني غداة مقتل 38 شخصا في حادث تحطم ...
- لقطات جوية لشاطئ دينامو في أنابا بعد كارثة بيئية
- سلطات البوسنة والهرسك تعتقل وزير الأمن
- إغلاق مضيق البوسفور أمام حركة السفن
- -كلاشينكوف- تختبر مسيّرة عسكرية ضاربة
- في اليوم الـ447 للحرب: الرضّع يتجمدون من البرد في غزة واليون ...
- القضاء الإداري يقبل طعن المبادرة ضد إلغاء انتداب موظفة بالمج ...
- -يجب علينا ألا ننتظر ترامب لإتمام الصفقة مع حماس- - هآرتس
- وفد استخباراتي عراقي يزور دمشق للقاء الشرع (صور)


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - لبيب سلطان - مطالعة اضافية في سبل اصلاح اليسارالعربي