نساء الانتفاضة
الحوار المتمدن-العدد: 7861 - 2024 / 1 / 19 - 14:58
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مئة يوم مرت على المأساة التي يعيشها ما يقارب مليوني ونصف شخص يقطنون في قطاع غزة، إثر الهجوم الذي شنته حماس في 7أكتوبر- تشرين الأول الماضي. ان هذا الهجوم له استراتيجياته المنفذة لسياسات الإسلاميين في المنطقة خصوصا وان حماس مرتبطة ومدعومة من قبل النظام الإسلامي في إيران. بالمقابل تدعم الولايات المتحدة إسرائيل وتمدها بكافة الأسلحة والقنابل من اجل استمرارها بتنفيذ مخططها التوسعي الاستيطاني عن طريق قتل الأبرياء وتهجيرهم.
ان الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة ليست الا تكملة لمخطط استمر لأكثر من 75 عاما وهو عمر الدولة العنصرية في إسرائيل، وهذه الدولة في جوهرها ليست سوى رأس الرمح للإمبريالية الامريكية والغربية بشكل عام، فهي الأداة التي تنفذ من خلالها الولايات المتحدة وحلفاؤها العالميين والاقليميين مخططاتها. في المقابل فأن حركة حماس التي تحتكر مع شركائها من التنظيمات الإسلامية داخل غزة وفلسطين، لا يمثلون في حقيقتهم سوى قوى ميلشياتيه تحاول ان تحكم المناطق التي تحت سيطرتها بالحديد والنار، وهي واحدة من نتاجات القمع الصهيوني المتواصل، كما انها في ذات الوقت الأداة بيد دول معينة مثل نظام الجمهورية الإسلامية في إيران.
مئة يوم مضت والة القتل الإسرائيلية تواصل قمعها دون هوادة، فمنذ تأسيس دولة إسرائيل القمعية والى الان يعاني الشعب الفلسطيني من العدوان والاحتلال والقتل والتشريد. مئة يوم على العدوان الصهيوني الفاشي وحرب التطهير العرقي مستمرة على الجماهير الفلسطينية مصحوبة بحملات اعتقالات، وسط صمت ما يسمى بمنظمات حقوق الانسان والمجتمع الدولي، التي تتغنى ليلا نهارا بسلامة الافراد وحرياتهم وحقهم في العيش.
وبحسب اخر الاحصائيات فان اعداد الضحايا في قطاع غزة حتى وقت كتابة هذا المقال، وصلت الى 25،000 ألف شخص، وحوالي 60 ألف شخص ما بين جريح ومصاب بعوق دائم، والحصة الأكبر من هذا القتل والاصابات هي من نصيب الأطفال. ناهيك عن المفقودين تحت الأنقاض، والمعتقلين والنازحين دون مأوى بظروف حياتية مأساوية بالغة الصعوبة حيث لا طعام ولا شراب ولا توفر لأدنى مقومات الحياة التي تليق بإنسانية الكائن البشري.
ان الدعوة أولا هي للوقف الفوري للحرب في قطاع غزة، ولمعاقبة وتقديم مجرمي الحرب من الإسرائيليين الى المحاكم العادلة، كما ان الحل لا يرتكز على احتكار حركة حماس لما تسميه هي وداعميها بالمقاومة. انما المقاومة الحقيقية هي مقاومة شرائح الشعب الفلسطيني من العمال والكادحين والمفقرين ومن النساء والرجال معا، بعيدا عن مصالح القوى الإسلامية والقومية الداعمة لهذه الحركة او تلك، والبعيدة أيضا عن القوى القومية التي تتغنى عبر عقود من الزمن بالقضية الفلسطينية، لكنها زايدت ولا تزال تزايد على حساب الفلسطينيين انفسهم.
ان وحدة نضال النساء والعمال والمفقرين في مختلف بلدان المنطقة بالضد من الأنظمة القامعة والمضطهدة لهم، هي المفتاح لحل المعضلات المزمنة التي تعانيها جماهير هذه البلدان، واولها بالطبع هي القضية الفلسطينية.
#نساء_الانتفاضة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟