أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد جاسم - ذاكرتي خضراء وغُربتي طاعنة بالسواد














المزيد.....

ذاكرتي خضراء وغُربتي طاعنة بالسواد


سعد جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 7860 - 2024 / 1 / 18 - 23:05
المحور: الادب والفن
    


أَيَّتُها الذاكرةُ الخضراء
ياذاكرتي المُتراميةَ الأَسفارِ
والأَسرارِ والأَبعادِ
والخلايا والمرايا
والتفاصيل والحكايات
والوقائع الغرائبية الخادعة
والرؤى الواضحة الغامضة
وقارَّة المنازلِ والاشياءِ السرّيةْ

الآنَ ياذاكرتي البابلية
الآنَ سأَفتحُ صناديقَ خزائنكِ
المحتشدة بكل ماهو خفي
وساحر وعجيب
وسأُوغل فيك عميقاً وبعيداً
ياالذاكرة الصاخبة المُشاكسة
التي لاتتوقفينَ أَو تصمتينَ
أَو تنامينَ حتى لو نامَ الكونُ كلُّه
وتعطَّل جسمي المتوثّبِ والمُتَوهِّج أَبداً
وحتى لو انطفأَ رأسي بالكحولِ والنبيذِ
والأَدوية المُرّة والمسمومة
وحتى لو أَقفلتُ كلَّ حواسي
في ليالي السباتِ والنومِ
الذي يشبهُ الموتَ المؤقت
وهو ما كان دائما يذكرني به
" وليم شكسبير "
حينما كان يفاجئُني مُتسللاً
بخفّةٍ بهلوانية
وشيطنةِ قططٍ وثعالبٍ
وكأَنَّهُ ( شايلوك ) البخيل
فيستفزُّ قيلولتي التي كنتُ أَتخيّلُها
كما لو أَنَّها حلمٌ في ( فينسيا (
وأعني : )البُنْدقيّة (الساحرة
وكانَ )شكسبير ( دائماً يصرخُ في أُذنيَّ الرهيفتينِ
بكلِّ جنونٍ وحماقةٍ وفخامةٍ ارستقراطية
وبقرارٍ صوتيٍّ حادٍّ
وجَهْوَريٍّ عاصفٍ :
( المووووووووووتُ نومٌ
ثُمَّ لا شيء )
فإنهضْ يا صاحبي ...
وأَرجوكَ لاتمتْ
قبل أن ننتهي من عرضِ مأساتنِا الدراماتيكية
والتي تُصبحُ أَحياناً
ملهاتَنا الدنيوية
التي تُشبهُ هذا العالم المُصاب
بالخرابِ والحروبِ والمجاعاتِ
والخساراتِ والاوبئةِ الفادحة
وإياكَ أَنْ تنسى صيحتي القديمة
( الدُنيا مسرحٌ كبير،
وكلُّ الرجالِ والنساءِ
ما هُمْ إلّا ممثلونَ على هذا المسرح ç
نعم ياصاحبي : المسرحُ والرحمُ والسريرُ والحاناتُ
هي الأَمكنة الحقيقيية
التي نكتشفُ فيهِ حقيقةَ وجودِنا الكوني
والعدمي والعبثي
وهي مرايا اعماقِنا الواضحةِ الغامضة
حدَّ الوحشةِ والقسوةِ والحقيقةِ
التي جعلتْنا عراةً تماماً
أَمامَ انفسِنا
وأَمامَ أُمهاتِنا
وأَمامَ حبيباتِنا الخجولاتْ
وقَدْ أَصبحْنا غيرَ قادرينَ
أَنْ نستُرَ عُرْيَنا الفادحِ
حتى ولو تغطّينا بكلِّ أَقمشةِ
وأَرديةِ وجلودِ وبردياتِ
وأَوراقِ شجرِ العالم
وأَعْني : عالمَنا الذي أُصيبَ هوَ الآخرُ
كما أًصِبْنا نحنُ الكائناتُ
الهشّةُ والمُتعبةُ والحزينةُ
ونحنُ أَشباهُ الموتى
وآخرُ الباقينَ على ذمَّةِ الحياةِ
وبقايا ظلالِ الاحياءِ :
حيثُ تدبغتْ وتقرّحتْ وتبددتْ
اجسادُنا النحيلةُ ؛
بالأَوبئةِ الفاتكةِ
والوحشةِ الشائكةِ
والغربةِ السوداءْ



#سعد_جاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحتَ سماءٍ شتائية - هايكوات وسينريوات
- قراءة في نص - وأَنا أَجلس القرفصاء - للشاعر رند الربيعي
- شتاء شرقي - هايكوات وسينريوات
- كُنْ بإنتظاري أَيُّها البابلي
- هايكوات سريالية
- قلادة تشبهُ البلاد
- أُولمبياد الدم والدموع في غَزَّة
- خُبْزَة غَزَّة - هايكوات وسينريوات
- أَسئلة الحياة الحائرة
- قصيدة حب بابلية - الى روح نوس -
- أَبابيل غَزَّة - متوالية هايكوات وسينريوات
- أُغنية سومرية
- متوالية الشهداء - هايكوات وسينريوات
- متوالية خريف - هايكوات وسينريوات
- الهروب الى اللا أَيْن
- بإنتظار الغائبين - سينريوات هايكوية
- أَمطار ليزرية - هايكوات وسينريوات
- أَصابع الخلاص الأَخير
- الرحيل الى منفى آخر - الى روح كريم العراقي -
- طائر كسير الأَجنحة - سنيريوات هايكوية


المزيد.....




- رسميًا إلغاء مواد بالثانوية العامة النظام الجديد 2024-2025 . ...
- مسرح -ماريينسكي- في بطرسبورغ يستضيف -أصداء بلاد فارس-
- “الجامعات العراقية” معدلات القبول 2024 في العراق العلمي والأ ...
- 175 مدرس لتدريس اللغة الصينية في المدارس السعودية
- عبر استهداف 6 آلاف موقع أثري.. هكذا تخطط إسرائيل لسلب الفلسط ...
- -المُلحد-.. إبراهيم عيسى: الفيلم هو الدولة المدنية التي نداف ...
- ساويرس يرد على سؤال بشأن فيلم -الملحد-.. وهذا ما قاله عن -من ...
- -رأس الخس- يلاحق تراس من جديد ويخرجها من المسرح (فيديو)
- هيفاء وهبي تعلق على قرار منعها من التمثيل والغناء بمصر بآية ...
- بعد أزمة فيلم -الملحد-.. هل تأجل العرض بمصر أم مُنع العمل؟


المزيد.....

- في شعاب المصهرات شعر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- (مجوهرات روحية ) قصائد كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- كتاب نظرة للامام مذكرات ج1 / كاظم حسن سعيد
- البصرة: رحلة استكشاف ج1 كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- صليب باخوس العاشق / ياسر يونس
- الكل يصفق للسلطان / ياسر يونس
- ليالي شهرزاد / ياسر يونس
- ترجمة مختارات من ديوان أزهار الشر للشاعر الفرنسي بودلير / ياسر يونس
- زهور من بساتين الشِّعر الفرنسي / ياسر يونس
- رسالةإ لى امرأة / ياسر يونس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد جاسم - ذاكرتي خضراء وغُربتي طاعنة بالسواد