محيي المسعودي
الحوار المتمدن-العدد: 7860 - 2024 / 1 / 18 - 00:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بابل – محيي المسعودي
يبدو ان العراق امّا واقع تحت ضغط امريكي جديد وقوي او انه يلعب لعبة خفية بينه وبين ايران , ولكن الثابت ان حكومة الإقليم بزعامة برزاني هي من يُدير اللعبة والمؤكد أيضا ان حكومة برزاني على علاقة وطية بإسرائيل وامريكا ولا تريد او لا تحتمل فقدان هذه العلاقة , وهذه الحال تبدي تناقضا كبيرا بين أربيل بتوجهها هذا وبغداد التي تحاول موازنة علاقاتها مع ايران وامريكا, لان لدى الطرفين أوراق ضغط قوية ضد الحكومة العراقية بل الدولة العراقية برمتها . ولو قرأنا ما قاله وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين سوف نرى تجليات الإقليم وبغداد معا فالرجل من كتلة برزاني السياسية وهو وزير خارجية العراق في الوقت نفسه وعليه كان قوله ان "ضرب ايران لاربيل يُعد خرقا للقانون الدولي وانتهاكا له" وقوله "توجهنا إلى مجلس الأمن في نيويورك وأعتقد أنه سيكون هناك دعم كبير للموقف العراقي ضد إيران لانها أي إيران معزولة عن العالم، فإذا ذهب العراق إلى مجلس الأمن فإن ذلك سيخلق مشكلة كبيرة لايران " هذا كلام قد يُفسر ردعا لإيران ولكنه يؤشر أيضا الى الاستقواء بامريكا وحلفائها ودعما وتبريرا لوجودها ما يتناقض مع دعوة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني الى انهاء تواجد القوات الامريكية في العراق وفي ظل صراع ايران المرير مع أمريكا ودول أوروبا يُعد ما قاله فؤاد حسين بمثابة تهديد لإيران بان العراق سوف يتحول للتحالف بشكل كامل مع الغرب .
جاء كلام فؤاد حسين هذا على هامش مقابلة مع شبكة CNN الأمريكية في منتدى "دافوس" المنعقد في سويسرا ما يؤكد مقاصد وزير خارجية العراق ومغازلته امريكا والغرب . وربما ابلغ حسين وزير خارجية امريكا بان العراق يريد الابقاء على القوات الامريكية في البلاد , لان بلينكن قال – في دافوس - ان دول في الشرق الاوسط لا تريد مغادرة القوات الامريكية من اراضيها
ونسي حسين او تناسى حقائق عندما قال ان الإيرانيين لا يستطيعون ضرب اسرائيل فيبحثون عن الضحايا من حولهم، فيهاجمون أربيل. نسي ان يقول ان امريكا واسرائيل لا تريد او لا تستطيع ضرب ايران فيضربون القوات العراقية ومقرات الاحزاب والحشد الشعبي في العراق بل وقتلوا ابو مهدي المهندس في بغداد وهو قائد عراقي , ويفعلون الشيء نفسه في سوريا واليمن ولبنان.
ووراء قول وزير خارجية العراق فؤاد حسين : دون ممارسة المزيد من الضغوط على حكومة نتياهو للوصول إلى خفض التوتر في المنطقة ودون لعب دور جيد ووجود شركاء في المنطقة وسياسة واضحة، هذا يعني أننا نسير نحو صراعات وربما حروب كبيرة في المنطقة . وراء هذا القول حقيقة ان حسين وبصفته وزير خارجية العراق يعترف ب " اسرائيل" دولة وهذا ما يخالف الدستور والقوانين العراقية وتوجه غالبية الشعب العراقي وحتى يخالف مشروع قرار يجرم التطبيع من " اسرائيل"
#محيي_المسعودي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟