أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - لبنان على حافة الاستنقاع والحرب الأهلية















المزيد.....

لبنان على حافة الاستنقاع والحرب الأهلية


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 1745 - 2006 / 11 / 25 - 11:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدو أن لبنان بعد اغتيال وزير التجارة والصناعة اللبناني بيير الجميل الابن، قد تبعثرت واختلطت فيه الأوراق والأجندات على نحو دراماتيكي، وعملية الاغتيال تلك، ربما تشكل نقطة مفصلية وهامة على صعيد الساحة اللبنانية، وكل الدلائل والمؤشرات تشير إلى أن لبنان، كما هو الحال على الساحة الفلسطينية، على أبواب مرحلة من الاستنقاع والحرب الأهلية، وما يجري على الساحة اللبنانية له ارتباطات مباشرة، بما يجري من تغيرات وتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية، وخصوصاً بعد خسارة الجمهوريين القاسية للانتخابات النصفية الأمريكية، وما سيرافق ذلك من تغيرات في السياسة الأمريكية الخارجية، حيث تعثر المشروع الأمريكي في العراق وأفغانستان، وعدم قدرة حكومتي المالكي وكرازي على ضبط الأوضاع الأمنية هناك، بل على العكس من ذلك تزداد الأوضاع تفاقماً، وتتصاعد قوى المقاومة، وأيضاً على الجبهة الفلسطينية، حيث أن الشعب الفلسطيني وحكومته المنتخبة- حماس- صمدوا أمام كل أنواع الحصار والتجويع التي مورست من أجل إسقاط الحكومة، وبالمقابل فإن دول ما يسمى بالاعتدال العربي مصر، الأردن، السعودية لم تحقق أية إنجازات جدية وحقيقية لمصلحة المشروع الأمريكي، ناهيك عن أن الحرب العدوانية الإسرائيلية على لبنان، لم تتمكن من سحق وتدمير حزب الله وقوى المقاومة والممانعة، ولعل خسارة الجمهوريين القاسية للانتخابات الأمريكية، شكلت منعطف وإضاءات هامة أمام صناع القرار في البيت الأبيض لإعادة رسم السياسة الأمريكية الخارجية وتحديداً في منطقة الشرق الأوسط، وبما لا يستبعد إعطاء سوريا وإيران دوراً في المنطقة وفي إطار لعبة المصالح، وبما يساعد على احتوائهما بدلاً من عزلهما واستبعادهما، ويدخل في هذا السياق المباحثات والإتصالات واللقاءات البريطانية - السورية، والتطبيع السوري- العراقي للعلاقات بينهما، وكذلك امتناع أمريكيا ومندوبها في الأمم المتحدة " جون بولتون "، عن توجيه الاتهام لسوريا، باغتيال جميل الابن، وهذا بحد ذاته مؤشر قوي على ملامح تغير جدي في السياسة الأمريكية الخارجية.
وبالعودة للتطورات المتسارعة والمتلاحقة لبنانياً، نرى أن كل ما جرى وسيجري له ارتباطات مباشرة وغير مباشرة بما ذكرناه، وهذا بحد ذاته يمكننا أن نضع استنتاجات وتطورات حول من يقف خلف/ ويستفيد من حادثة اغتيال جميل الابن، فالمعروف أن قوى الرابع عشر من آذار اللبنانية، بمختلف ألوان طيفها السياسي، رفضت بشكل مطلق كل الدعوات التي وجهتها قوى المعارضة ومؤسسة الرئاسة- حزب الله وأمل والتيار الوطني الحر ولحود من أجل إقامة حكومة وحدة وطنية، وهذا الرفض استتبعه حالة من التحشيد والتجيش المتبادل، لتتصاعد الأمور بشكل دراماتيكي بإعلان حزب الله وأمل عن استقالة وزرائهما من الحكومة، واستتبع تلك الخطوة، خطوة أخرى، هو خطاب السيد حسن نصر الله، وإعلانه بأن الحكومة اللبنانية الحالية غير شرعية وغير دستورية، وهي تتلقى تعليماتها من السفارة الأمريكية في لبنان، ودعوته لأكبر حشد جماهيري لبناني من أجل إسقاطها بالوسائل والأساليب والطرق الديمقراطية والشرعية، وفي المقابل فإن قوى الرابع عشر من آذار، استمرت في اللعب على وتر العواطف والمشاعر من أجل إرباك الجبهة المقاومة وشل فاعليتها، ولجمها عن القيام بتحركاتها وأنشطتها الجماهيرية من أجل إسقاط الحكومة من خلال استمرار تحميل سوريا لعملية اغتيال الحريري، والدعوة لإقامة المحكمة الدولية لقتلته، إذاً في خضم هذا التبعثر والخلط للأوراق، علينا أن ندقق ونفحص ونحدد من المستفيد من عملية اغتيال الجميل الابن، وما الهدف من وراء ذلك؟، حيث أن التطورات الدولية والإقليمية لا تخدم قوى الرابع عشر من آذار، وربما تفرض عليها تقديم تنازلات جوهرية فيما يخص استمرار تفردها بالسلطة واستمرار اتهامها لسوريا باغتيال رفيق الحريري، ولذا نرى ونرجح، أن الاغتيال نفذته قوه لبنانية محلية من تحالف قوى الرابع عشر من آذار، وذلك للمعطيات والفرضيات التالية:- قوى الرابع عشر من آذار بهذا الاغتيال تريد أن تحقق جملة من الأهداف أهمها:-*إحداث شرخ وانقسام في إطار قوى المعارضة اللبنانية من خلال فك العلاقة والتحالف بين التيار الحر - ميشيل عون- ومؤسسة الرئاسة من جهة، وحزب الله من جهة أخرى، وإظهار أن تحركات حزب الله الجماهيرية في إطار السعي لإسقاط الحكومة، تندرج في إطار خطة إيرانية سورية لإحكام سيطرتها على لبنان *-المتغيرات والتطورات الدولية، وخصوصاً مؤشرات التغير في السياسة الأمريكية الخارجية، وتحديداً بعد خسارة الجمهوريين القاسية للانتخابات ، تؤشر إلى أن الإدارة الأمريكية مستعدة للعبة مقايضه المصالح مع السوريين، أي التباطؤ أو التخلي عن ملف التحقيق الدولي في اغتيال الحريري مقابل لعب سوريا لدور " إيجابي" في العراق، أي التعاطي بإيجابية والمساعدة في ضبط الأوضاع الأمنية التي تقوم بها حكومة المالكي، ذات التوجهات الأمريكية على حساب دعم ومساندة قوى المقاومه، ولربما تصل الأمور لأبعد من ذلك، الإقرار بدور لسوريا في لبنان، وهذا بحد ذاته يعجل في إسقاط حكومة 14 آذار، *إن هذا الاغتيال يشرع لقوى الرابع عشر من آذار، طلب الحماية الدولية للمساعدة في ضبط الأوضاع الأمنية، ولربما يساعد في ذلك حجج وذرائع من طراز تنفيذ القرار الدولي 1701، وبما يعجل في نزع سلاح المقاومة، سلاح حزب الله.
إذاً كل هذه المعطيات والفرضيات تجعلنا نرجح أن قوة محلية مرتبطة بقوى الرابع عشر من آذار، هي التي نفذت هذا الاغتيال، ولكن تبقى هناك احتمالية أخرى، أنه لربما هذه العملية تأتي في سياق ثأري وانتقامي وخصوصاً الخلاف التاريخي والثأري بين تيار المردة - آل فرنجية- والجبهة اللبنانية- آل جميل، المتهمون باغتيال سليمان فرنجية الأب.
ومن هنا فإنه بعد حادثة الاغتيال تلك، فإن لبنان أصبح مفتوحاً على كل الاحتمالات ولربما تحمل التطورات المتسارعة محلياً وإقليمياً ودولياً، دفعاً تجاه تأزيم الوضع الداخلي اللبناني ودفعه للحرب الأهلية والاقتتال بغرض تحقيق أجندات وتصفيات لحسابات ليس بين القوى المحلية اللبنانية فحسب، بل بين قوى إقليمية ودولية.



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقاربة لبنانية_ فلسطينية الرئاسة والحكومة
- التيار الثالث أو الطريق الثالث بلا طريق
- بين (ليبرمان) و حماس مع فارق التشبيه
- بيت حانون, قانا, الفلوجة, قندهار
- القدس والعمل السياسي
- الانتخابات المبكرة دوامة من الأزمات ولا بديل عن حكومة الوحدة ...
- -رايس- تسوق بضاعة فاسدة لحفر باطن جديد
- لبنان أكثر من أجنده وأكثر من رؤيا
- إختبر معلوماتك مع النظام الرسمي العربي
- المجتمع الفلسطيني يدخل مرحلة الاستنقاع والتفكك
- رسالة مفتوحة للنظام الرسمي العربي وجيوشه الجرارة
- النظام الرسمي العربي انفصال كلي عن مصالح الأمة وأهدافها وطلع ...
- رسالة مفتوحة للرئيس الفنزويلي- هوغو تشافيز-
- ارحمونا وارحموا شعبنا الفلسطيني
- واقع التعليم الحكومي في القدس الشرقية
- هل نحن في مرحلة الإستنقاع عربياً ؟
- صفقات السلاح المشبوه
- الشيخ حسن نصر الله، عنوان مرحلة جديدة
- شيء ما في الحرب الأهلية
- الحجاب


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - لبنان على حافة الاستنقاع والحرب الأهلية