أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - محمد علي مقلد - كريم مروة بين السياسي والمثقف














المزيد.....

كريم مروة بين السياسي والمثقف


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7859 - 2024 / 1 / 17 - 13:45
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    



"ألم يكن ممكناً أن يتجنب العقلاء، أن يفعلوا المستحيل لمنع انفجار الحرب الأهلية بتلك السرعة المذهلة، ويعملوا لمنع استمرارها بعد أن انفجرت كالبركان؟ هذا كان أول الغيث في نقد التجربة. وهذا كان كلام المثقف داخل كريم مروه لا كلام السياسي.
من 1953، تاريخ انتسابه إلى الحزب الشيوعي، حتى عام 1990، نشر كريم مروة كتابين، الأول بعنوان، كيف نواجه الأزمة؟ والثاني عن المقاومة الوطنية اللبنانية. الأول تتويج لمرحلة نهوض، والثاني، دفاع عن، وحنين إلى، ما اعتبره الحزب إنجازه الأهم، أي المقاومة لتحرير الأرض.
كتابان فقط في أربعين عاماً، ثم حوالي عشرين كتاباً في عشرين عاماً. في عمر الثمانين، قال إنه يعيش فترة الشيخوخة التي قد تمتد لعقد أو عقدين، كان يشعر أنه يقيم في مقتبل الكتابة أو في شبابها ويصدر، كل عام أو عامين، كتابا. في الخامسة والثمانين وعد بأن يصدر كل عام كتابين.
نتاجه الفكري والسياسي صار غزيراً بعدما انفجرت أزمة الحزب. موجبات العمل الحزبي اليومي تنحاز لصالح السياسي داخل المناضل فتكبح الجانب الثقافي والفكري فيه. السياسي يستعجل اتخاذ القرار، فيما المثقف يتأنى، لأن همه البحث عن الحقيقة. المثقف يميل إلى طرح الأسئلة والتساؤلات وإثارة الاشكاليات بينما يميل السياسي إلى تقديم الأجوبة، وأجوبته جاهزة. فيما ينحاز المثقف للشك طريقاً إلى اليقين، ينحاز السياسي للجزم والحزم ويرى في الشك والتشكيك تخاذلاً وتردداً ونقصاً في الشجاعة والاقدام.
المثقف الذي فيه هو الذي استشعر الأزمة، فيما السياسي الذي فيه كان يكبت هذا الشعور. لهذا أرجأ كريم مروة السياسي تحديد بداية الأزمة مع أن المثقف الذي فيه قد بدأ الكتابة عنها. السياسي الذي في كريم مروة لم يعترف بوجود أزمة في الثمانينات، مع أن شهداء الحزب الذين قضوا في عام 1987، كانوا ضحية إصرار القيادة على التحالف مع خصوم الخندق الواحد. أذكر أنني كتبت في رثاء حسن حمدان نصاً في جريدة السفير، قلت في مقطعه الأخير:
" غداة موتك اهتزت خطواتنا. إذا كنا قد فقدنا بغيابك بعضا من نكهة الصبر وشهية العناد ، فلأن الكورس قد شرد عن اللحن ، ولأن أفراد الجوقة تاهوا في ركام من عزف منفرد". لم يتأخر وصول اللوم من قيادة الحزب على هذه الجملة الأخيرة. فهم كانوا لا يزالون غارقين في وهم العزف الجماعي الذي صار فردياً حول سؤالين، ماذا بعد انهيار الاشتراكية، وماذا بعد انفجار أزمة التحالف مع النظام السوري الذي بدأ يضبط أعمال المقاومة على إيقاع رغبته في توظيف بطولات المقاومة في تحسين شروط التسوية لا في تحرير الأرض؟
بعد أن انتصرت عنده الأسئلة على الأجوبة أخذت التساؤلات مداها فبدت تشكيكاً بكل شيء، بحثاً عن اليقين الضائع. تشكيك، لكن بشهامة ونبل. شكك بكل الماضي لكنه لم يتبرأ منه. قرأ المتشددون شكه ولم يقرأوا التزامه، ولذلك أخذوا عليه ذهابه بعيدا في النقد حين حمّل لينين وماركس والثورة الاشتراكية مسؤولية الكارثة والانهيار كما أخذوا عليه ليونته في السجال مع الفكر الاسلامي. السبب ذاته دائماً، المناورة من عدة الصراع السياسي لما تنطوي عليه من المرونة والمهارة واللف والدوران، لكنها مسيئة في الصراع الفكري الإيديولوجي.
غير أن مرونة كريم مروه التي بدت بمثابة تنازلات أمام الفكر الديني اقترنت بموقف جريء دافع فيه عن الماركسية وعن موقفها الحقيقي من الدين. كان ذلك أيضاً دفاعاً عن ماركس العالم المثقف لا عن ماركس الحزبي.



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشقاء العربي والأحزاب القومية(4)
- ضحايا أم تضحيات؟
- هل هناك حل ديني للشقاء العربي(3)
- هل هناك استبداد ديني؟
- -شقاء العرب- هل ينفع العلاج اليساري ؟
- شقاء العرب أم خروجهم من التاريخ؟
- -اللحظة القومية العربية- في لبنان(2)
- -حماس- واللحظة القومية(1)
- بعد اليسارية والقومية ما مصير أحزاب الإسلام السياسي؟
- ألا تكفي فضائح التيار ؟ ماذا ينتظر الثنائي؟
- من الرابح في حرب التراشق السياسي؟ بين الممانعة وخصومها في لب ...
- نقاش مع منهج تفكير الممانعة
- خارطة طريق إلى الحل في غزة
- إذا انطفأت في غزة هل ستندلع في لبنان؟
- هل ننتصر بالسلاح الغيبي
- حماس كاميكاز الثورة*
- حماس بين التحرير والتحرر وطني
- الثورة عدو ما تجهل
- حوار افتراضي بين النكبتين
- نعم لبطولات حماس لا لمشروعها السياسي


المزيد.....




- خسائر كبيرة للمحافظين في انتخابات المجالس المحلية وموقف حزب ...
- أول فوز انتخابي لحزب العمال البريطاني قبل صدور نتائج مصيرية ...
- سوناك يترنح ..حزب العمال يسقط المحافظين في بلاكبول ساوث
- بعد 14 عاما.. حزب العمال البريطاني يتقدم بالانتخابات المحلية ...
- هل وبخ روبرت دينيرو متظاهرين داعمين لفلسطين؟
- السيناتور بيرني ساندرز لـCNN: احتجاجات الجامعات الأمريكية قد ...
- إلى متى سيبقى قتلة الصحفيين الفلسطينيين طلقاء دون عقاب؟!
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 553
- فاتح ماي: الطبقة العاملة تحاكم الاستغلال الطبقي
- مصر.. الحكومة توقف نزيف خسائر البورصة بتأجيل ضريبة الأرباح ا ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - محمد علي مقلد - كريم مروة بين السياسي والمثقف