أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آرام كربيت - هواجس في الثقافة مقتطفات 19















المزيد.....

هواجس في الثقافة مقتطفات 19


آرام كربيت

الحوار المتمدن-العدد: 7857 - 2024 / 1 / 15 - 16:19
المحور: الادب والفن
    


أدب السجون
انتهى زمن أدب السجون منذ فترة ليست طويلة.
الولايات المتحدة كسرت الدف وبطلت الرقص بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، غيرت مسار خط سيرها.
أصبحت الجوئز والاهتمامات تذهب إلى صناعة الفوضى، إلى ما يسمى محاربة الإرهاب.

التمرد
راسلني صديقي أرمين نباتيان، قال:
يا أخي أنت شقد متمرد على كل شي،
يموت فيك كل شي ما عدا التمرد،
متصالح مع نفسك، بس متمرد على كل شي مكرر و مُنزل
حتى بعد موتك رايد تبعصه

المؤمنين
هناك أكثر من ثمانين بالمئة من سكان هذه الأرض يؤمنون بالله سواء عن وعي أو إيمان أو جهل.
بالنسبة لي، اعتبر هذه الأمور طبيعية، من شاء فليؤمن ومن شاء فلا.
لنترك لكل إنسان أن يفكر في الله كما يشاء، لأن هذه الحياة مفتوحة على أسئلة هائلة عميقة ولا إجابات عليها، بمعنى لا يوجد فيها مسلمات ثابتة، لكن هناك أسئلة مستمرة.
لا يمكن لإي إنسان واعي أن يؤمن أن هناك كائن فوق الزمان والمكان، مهيمن أو مسيطر على هذا الكون المترامي الأطراف، ويتحكم في الشاردة والواردة دون أن يتدخل إلا من وراء الستار الكاذب، لا يُرى، ولا يقبل أن يعّرف، لكنه يرسل بعض جماعته ليهدينا.
لنتساءل:
ما علاقة الله بالزمن والمكان على سبيل المثال، والزمن والمكان متحركان متحولان غير ثابتان، بل خالدان لا يمكنهما التوقف لثانية واحدة عن التحولات الذاتية في باطنهما.
كيف يمكن لله أن يكون ثابتًا في ظل التحولات الهائلة في كل شيء، الا يوجد تناقض بين الثابت والمتحول والمتحرك؟
ما هو الحل لكسر هذا التناقض برأيكم؟
البعض الكثير من الأصدقاء يحزن بشدة من آرائنا، يتذمر، يبكي، وكأن الله ملكه أو لعبته، وجاء ابن الجيران وسرقها منه أو خرب عليه لعبته.

الزمن الأمريكي
محمد السبسبي رجل من حلب اعتقل في المطار في العام 1987، وتم تحويله إلى سجن عدرا بدمشق في العام 1988.
كان وزنه قبل الاعتقال حوالي مئة وعشرين كيلو أو أكثر، وأثناء مجيئه كان في وزنه ستين كيلو.
تم وضعه في برميل ماء بارد في عز الشتاء من أجل سحب الاعتراف منه. هذا الرجل كان بائع بندورة في الكراج على البسطة.
بقدرة قادرة، والله على كل شيء قدير، وبقدرة زمن الفاسد حافظ الاسد وبقدرة نظامه، نظام السوق السوادء، أنعما على السبسبي بالمال والجاه والمكانة.
تحول السبسبي من بائع بندورة إلى تاجر ذهب في السوق العالمية، والسوق يعرف المال ولا يهتم بالقيم، نام في أفخم الفنادق وأكل في أفضل المطاعم، ولديه ثمانية رجال مرافقة له يحرسونه في أوروبا، بل تحول إلى أغنى الأغنياء.
كان لدينا تاجر أخر اسمع ابو آرام، أرمني ولكن من طينة أبو حميد، أي السبسبي، وعلى علاقة شراكة حميمية مع عناصر النظام في فترة تنظيف الوزراء والتجار والمدراء لإعادة الأموال المنهوبة، لأن النظام كان يمر في أقسى أزمة اقتصادية مر فيها بعد قصة لوكربي وخلاف رفعت الأسد مع أخوه حافظ الأسد، فالحملة الامنية كانت على أشدها.
أبو آرام استطاع أرسال الأخبار للسبسبي بطريقة من الطرق، قال له:
ـ البلد ملغوم، سيتم اعتقالك يا محمد. لا تجي يا ابو حميد خليك خارج سوريا.
المهم جاء ابو حميد وتم اعتقاله في المطار، ودخلوا معه في المفاوضات الوجودية.
تعطينا هذا الملبغ نخرجك من السجن.
لم يقبل مناضل السرقة وشريك رفاق المقاومة والممانعة بالصفقة، فزجوا به في سجن الشيخ حسن، مع الضرب والإهانات والبرميل الوطني.
الحقيقة لم يعترف ولم يتنازل عن قرش واحد، ولكن بعد سنوات طويلة في السجن تمت المقايضة وخرج.
من علامات التشابه بين النظام ومنتجه، السبسبي أو أبو آرام، هذا المسخ الفاسد، القميء أخلاق بائع جوال لا يلتفت إلى الوراء، مع احترامي لكل عامل يأكل خبزه بعرق جبينه، السبسبي، كان يمسك الفروج المشوي بمجرد استلامه من الفاتورة أو الدكان يمزقها، نصفها في فمه والنصف الثاني في يديه والدهن يسيل على ثيابه وعلى جانبي فمه وأسفل فمه، كان يأكل كما تأكل الحيوانات المفترسة، شيء مقرف.
الطعام أيضًا ثقافة مثله مثل الثياب والحمام والنظافة.
وهل كان نظام حافظ الأسد أفضل منه، بالطبع لا، فهذا المسخ خرج من قصره.

من يفتقد إلى القوة، سيكون مسلوب الإرادة مهما حاول أن يأتي بعكس هذا.
الحياة لا تتصالح مع الضعيف ولا تعترف به. بنظرة بسيطة إلى المملكة الحيوانية سنرى أن الذكر المسيطر هو المنتخب، من أجل إنتاج أجيال جديدة قوية تستطيع أن تقاوم ظروف الحياة القاسية في البراري.
حاول الإنسان التصالح مع القوة نخبويًا، عمل على إنتاج تراتبية تنزع نحو سيطرة الاقوياء على القمم، ورمي الضعفاء في الحضيض يلعبون بأنوفهم، ويتوكلون على واحد قوي ساكن في السماء البعيدة، على أمل أنهم سيصلون إليه عندما تأكلهم الديدان


عن الأدب
قلنا سابقاً إن الأدب هو الميدان الأكثر حرية في هذا العالم لتكسير البنى التقليدية وقيمه وماضيه وحاضره، والبناء عليه ببنى أكثر قرباً من عالم الإنسان الطبيعي القريب من عالم الطبيعة وبقية الكائنات. بمعنى أن نعري البشاعة فنياً بعيداً عن التقرير التاريخي أو غيره عبر الأدب لنبي أشكالاً جمالية مكانه.
فالإبداع هو الذي يفسح المجال للذهن أن يخرج عن التقليد، ويذهب بالخيال إلى عوالم أجمل وأكثر رقياً.
وهذا الإبداع وحش جميل، كاسر يقتحم المألوف والمعلن والمكرر ويكسره. يكسر المقدس والعوالم القديمة والطقوس المبرمجة ليبني على أنقاضه عالماً آخر، أي أنه فعل تعرية جميل، يخاطب النجوم والكواكب والحيوانات كما يخاطب الإنسان. بمعنى، للأدب قدرة كبيرة على فتح مجرى للتاريخ فيما إذا استطاع الأديب قراءة زمنه من منظور معمق.
لم يعد الإنسان وحده مظلوماً من الإنسان في هذا العالم نتيجة سلوكه وممارساته العدوانية، إنما هناك اعتداء على الحجارة والأنهار والقمر والغلاف الجوي والسماء والأرض والطقس.
إذاً هناك ميادين كثيرة على المبدع تناولها وتعرية النشاط الإنساني القائم على التدمير الممنهج لكل أشكال الحياة، كالأشجار والحيوانات والبحيرات والأسماك والحيتان والطيور.
إن يكون خروجاً عن المألوف. فالأدب في محنة حقيقية، ومن ليس لديه مسوق قوي عليه أن يفكر جيداً قبل العمل، فإما أن يكون عملاً مميزاً وجديداً، ويكسر جدران التقليد أو يصمت ويجلس في مكانه. هناك تلوث أدبي يعاني منه الأدب نتيجة ابتذال العمل واستسهال الكتابة سواء في الشعر أو القصة أو الرواية.
وهذه الأعمال يجب ألا تكون لحظة انفجار خاطر أو ضغط أزمة نفسية أو اجتماعية أو تاريخية، إنما ثقافة وبحث جاد وإطلاع عميق على ثقافات العالم بكل ألوانها سواء الفنية أو الأدبية أو الاجتماعية أو التاريخية.
فلا يغرنكم الأسماء المشهور، فإنها ستنتهي بموت أصحابها، وستبقى الأسماء البراقة كالذهب الصافي مثل شكسبير وهوميروس وجلجامش وسرفانتس وديستوفسكي والطيب الصالح وغيرهم

المبدع كاسر التابوهات
لدينا كتاب كسروا التابوهات كفيودور دوستويفسكي وشكسبير وسرفانتس وهوميروس وجلجاميش وابن المقفع وألف ليلة وليلة ومكسيم غوركي. لنتذكر أن الكثير من المبدعين جرى تهميشهم لمصلحة صناعة السياسة الأمريكية، من يعرف الروائي الأمريكي أبتون سينكلر، أو البرازيلي جورج أمادو، أو الروائيين الجدد في الغرب، البعيدين عن الإعلام. الولايات بآلتها الدعائية روجت للتافه والرخيص وقتلت الابداع من اجل حاجات السياسة. هي اقرب للعالم الثالث في هذا المجال، اي تدمير الثقافة.
كلما عدنا بذاكرتنا إلى الوراء كلما أحساسنا ان الزمن القديم كان أكثر براءة وجمال وأكثر ارتباطا بالطبيعة والحياة، وأنه خطف منّا. وكلما نظرنا إلى حاضرنا كلما رأيناه أكثر جفافًا. إنه آلة قاطعة للطبيعة، أننا نتوحش يوما بعد يوم.


الإنسان هو الإنسان
من يظن أن الرجل الأوروبي عفيف أو رقيق أو نزيه أو أمين في علاقاته الشخصية أو العاطفية أو في العمل مع أصدقاءه وزملاءه هو مخطئ.
المسألة نسبية تماماً, تختلف من إنسان إلى أخر مثلما هي عليه في بلادنا.
إننا ننتمي إلى حضارة قائمة على تراتبية القوة والعنف. هي حضارة واحدة متعددة الثقافات والمشارب والأهواء وأشكال السيطرة والخضوع.
هناك الكثير من دور الرعاية الاجتماعية للمرأة في المدن والبلدات الأوروبية لحمايتها من عنف زوجها أو صديقها أو حبيبها.
الكثير من النساء الأوروبيات يفضلن الوحدة على العلاقة مع الرجل خوفاً من عنفه وغلاظته وقسوته معها.

التاريخ خبط عشواء
التاريخ وصنع التاريخ يعيشان في الحاضر, وكل واحد, سواء كان "سلفيًا تقدميًا" أو" سلفيًا رجعيًا, يريد إعادة رفاة ماركس أو لينين أو الانبياء وضخ الحياة في جثثهم, يكون قد قبر نفسه ومعه زمنه في باطن الأرض.
جميع المجتمعات تعيش حالة سلام ملتبس, أو صراع مؤجل إلى إشعار أخر, أو حرب غير معلنة في المدى المنظور.
إن التحلل الداخلي للمجتمعات القائمة, كامن في دواخلهم, بيد أن هناك من يعمل على تأجيله أو تأجيل انفجاره, بإيجاد خطر خارجي. واشغال الناس به.
طالما التاريخ قائم على الصراع السياسي الذي لا رحمة فيه, سواء كان داخليًا أو خارجيًا, فان ذلك لن يستمر إلى ما لا نهاية, خاصة أن كل فعل يجب أن يقابله بالضرورة رد فعل, أقسى منه وأمر.

الوعي في يومنا
الوعي الان يزداد يوما بعد يوم, والازمات تتفاقم, والحلول لم تعد تجدي نفعا. هناك تغول, صراع لا رحمة فيه بين الاقوياء من أجل الاستحواذ على مصادر الطاقة والقوة والسوق. ويوما بعد يوم يضيق السوق وتزداد الانتاجية. وهناك ضعف الشراء.
الحقيقة أن البورصة كانت حلا خلال القعود الثلاثة الماضية, أما اليوم لا نعرف إلى اين تسير الامور. حتى صناعة العدو االخارجي اضحت مفضوحة وممجوجة.
سقوط جدار برلين. لم يعد له أب أو حامل. إنه يعيش في البرد والعراء.



#آرام_كربيت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هواجس في الثقافة مقتطفات 18
- هواجس في الثقافة مقتطفات 17
- هواجس في الثقافة مقتطفات 16
- هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 15 ـ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 14
- هواجس في الثقافة مقتطفات 13
- هواجس في الثقافة مقتطفات 12
- هواجس في الثقافة مقتطفات 11
- هواجس في الثقافة مقتطفات 10
- هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 9 ـ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 8
- هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 7 ـ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 6
- هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 5 ـ
- هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 4 ـ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 3
- هواجس في الثقافة مقتطفات 2
- هواجس في الثقافة ـ مقتطفات ـ 1 ـ
- عيد رأس السنة الجديدة في السجن
- هواجس ثقافية معاصرة


المزيد.....




- رفض المبعوث الأفغاني الوقوف أثناء عزف النشيد الإيراني بسبب ا ...
- 5 أفلام عربية تخوض سباق الأوسكار لأفضل فيلم دولي
- أحمد مزيد البوني.. الرجل الذي رَقْمنَ المحظرة الشنقيطية
- تقنية الرنين المغناطيسي تكشف كيف نفضل الأفلام على نتفليكس
- نجمة السينما الإيطالية صوفيا لورين الحائزة على جائزتي أوسكار ...
- روسيا.. إطلاق مشروع -أصوات المستقبل- المسرحي
- صحفيون عرب يشاركون في ورشة عمل نظمتها RT (صور)
- -أخشى الموت-.. فنان مصري مشهور يستغيث
- يقدم تجربة تفاعلية مختلفة.. افتتاح معرض -يفغيني أونيغين- في ...
- تأريخ الوقائع شعرا.. من سقوط العثمانيين لما قبل النكبة


المزيد.....

- هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ / آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق
- البنية الدراميــة في مســرح الطفل مسرحية الأميرة حب الرمان ... / زوليخة بساعد - هاجر عبدي
- التحليل السردي في رواية " شط الإسكندرية يا شط الهوى / نسرين بوشناقة - آمنة خناش
- تعال معي نطور فن الكره رواية كاملة / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آرام كربيت - هواجس في الثقافة مقتطفات 19