أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - محكمة العدل الدولية...جيبْ ليل واخذْ عتابة !














المزيد.....

محكمة العدل الدولية...جيبْ ليل واخذْ عتابة !


محمد حمد

الحوار المتمدن-العدد: 7856 - 2024 / 1 / 14 - 22:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يا اصحاب النوايا الحسنة والقلوب العامرة بالأمل والتفاؤل والأحلام الوردية. لا تعوّلوا كثيرا على المؤسسات الدولية. فما أنصفت مظلوما قط ولا خذلت ظالما قط! ولا يغرّنكم ما تحمل من اسماء وصفات جذابة وخلابة. كالعدل الدولية وحقوق الإنسان والأمم المتحدة ومجلس الأمن وما شابه ذلك. والتاريخ المعاصر لا يذكر مناسبة حقيقية تمّ فيها انصاف مظلوم، خصوصا من الدول الفقيرة ودول العالم الثالث، وإدانة ظالم مهما طغى وتجبّر وارتكب مئات الجرائم، اذا تقف خلفه امريكا بكل جبروتها واستهتارها بالقوانين الدولية.
لقد ذكرنا في مناسبات سابقة أن معظم المؤسسات الدولية تهيمن عليها امريكا وبعض دول الغرب. واي شخصية, امرأة ام رجل، تشغل منصبا رفيعا في تلك المؤسسات تجري له عملية غسل دماغ دقيقة ومنظّمة ولسنوات طويلة تجعله دائما في صف الظالم (الأمريكي والاسرائيلي) وعديم الاهتمام لما يجري للمظلوم حتى وإن وقف العالم اجمع إلى جانب هذا المظلوم. وسبق أن ذكرنا أن امريكا وصنيعتها اسرائيل لا يعنيهما ما يصدر من قرارات وادانات وتظاهرات رغم كل ما ارتكبتا من جرائم ومجازر في أكثر من مكان. فهما دولتان فوق القوانين والأعراف السائدة. ولا تعترفان الا بما يخدم مصالحمها الأنانية الضيقة.
واليوم، ونحن نرى دولة الكيان الصهيوني أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي متهمة بارتكاب إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني. وكان لجمهورية جنوب افريقيا السبق والفضل، خلافا لدول "أمّة محمد" التي التزمت الصمت المخجل، في رفع دعوى قضائية ضد حكام تل أبيب. وفضحتهم بالأدلة والبراهين الدامغة أمام الرأي العام العالمي. وقد اعتبر الكثيرون أن هذه الدعوى ضد الكيان الصهيوني "تاريخية" ووصفها آخرون بانها سوف نزعزع وتشوّه سمعة دولة اسرائيل.. الخ. ولكن متى كانت اسىرائيل أو امريكا تهتم فعلا بسمعتها عندما ترتكب الجرائم والمجازر بحق الآخرين؟
وكما هو معلوم في هذه المحاكمات الدولية سوف تتمدد طولا وعرضا حتى تفقد في النهاية مفعولها تدريجيا وتصبح في خبر كان، يا ما كان !
يعني "جيب ليل واخذ عتابة !".
وسوف تقوم امريكا كلما تعلّق الامر بالكيان الصهيوني، بقلب الطاولة على اللاعبين "الدوليين" وبعثرة الاوراق في ممرات وغرف محكمة لاهاي وما جاورها. وسوف تثبت امريكا ومعها دولة الكيان العنصري بان 60 الف ضحية فلسطينية قاموا بعملية "إنتحار جماعي" ولن تقتلهم اسرائيل بالقصف المكثّف ليلا ونهارا بالطائرات الحربية وان اكثر من 45 الف طن من القنابل والمتفجرات التي ألقيت على غزة سقطت "سهوا" من السماء بسبب خطأ من أحد الملائكة ! وليس من قبل جيش الاحتلال الاسرائيلي، واحة النازية في الشرق الأوسط.
لا احد باستثناء بعض المغفّلين والمخدوعين، يعوّل كثيرا على ما تقوم به المؤسسات الدولية. طالما ان المتهم امريكي او اسرائيلي. وطالما تراس هذه المؤسسات شخصية امريكية او اوروبية. لاحظوا ان رئيسة محكمة العدل الدولية امريكية الأصل. وكل مسؤول امريكي، رجل ام امراة، يجري في عروفه حب وهيام وغرام لا يتزحزح للكيان الصهيوني.
وفي كل الأحوال سينشغل الرأي العام بعدد غير معلوم من فصول "مسرحية" محكمة العدل الدولية التي سيخضع معظم قضاتها إلى ضغوط شديدة جدا من قبل دولهم من أجل تبرير الإبادة الجماعية التي يمارسها الكيان الصهيوني، وإظهارها على أنها، اي الابادة الجماعية، حق مشروع لاسرائيل فقط. وسبكون قرار المحكمة في حالة صدوره، كما لاحظنا في كل شيء يتعلق باسرائيل، مليئا بالغموض وقابلا للتاويل حسب مزاج واشنطن وتل ابيب. وسوف نصاب، نحن المتعطشون إلى ذرة من العدالة، بخيبة أمل كبيرة تضاف إلى الكم الهائل من الخيبات والانكسارات وفقدان الامل الذي خيّم على حياتنا منذ عقود، بسبب ازدواجية المعايير التي تتعامل بها المؤسسات والمنظمات الدولية. ابتداءا من مجلس الأمن الدولي وانت نازل !



#محمد_حمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملائكة الحرمان سرقوا حقيبة احلامي
- انتهاكات امريكا والردّ العراقي المؤجل
- عندما يفقد الزمن نكهة المفاجآت
- ثلاثة وجوه خلف قناع واحد
- سياسة الضحك المتبادل على الذقون
- متى يصبح العراقي مواطنا بالمعنى العصري للكلمة ؟
- انتخابات أوروبا ديمقراطية وانتخابات العراق ديمقراطية جدا !
- ما انصف القوم ضبّه زيلينسكي واورسولا الطُرطُبة
- من هو المعمّم الذي لا يريد الخير لنفسه ولا لغيره ؟
- اسرائيل واحة النازية في الشرق الأوسط
- اتهموتي بجريمة الانتماء إلى الوطن !
- تمرّدت عليّ خطواتي وهجرتني الطرقات
- العراق دولة تُدار بالتفاهمات وتطييب الخواطر !
- بقايا ملامح مجهولة الوجه
- أرصفة العمر معبّدة بالعراقيل
- نمرود الانبار أصبح مواطنا عاديا !
- هولوكوست فلسطيني تحت أنظار الجميع
- سقطت جميعُ الأقنعة !
- إخفاء الحقيقة تحت خراب الواقع
- كحرفٍ منسيّ في سطرٍ منقولٍ بأناملِ اعمى


المزيد.....




- الخارجية الأمريكية توافق على بيع صواريخ -ستينغر- بقيمة 825 م ...
- إعلام غربي: أوديسا قد تصبح أرضا روسية وأمريكا لن تمانع
- رئيس مجلس النواب الأردني: العبث بأمن الوطن يعد جريمة وخيانة ...
- هيئة بحرية بريطانية تبلع عن تعرض إحدى السفن لحادث اقتراب مشب ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن إحباط محاولة لتهريب أسلحة من مصر إلى إ ...
- المتحدث باسم الخارجية القطرية يؤكد أهمية العلاقات مع روسيا و ...
- ترامب: لا يعجبنا تأثير الصين على إدارة قناة بنما
- وزير الداخلية السوري يستقبل رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي
- الرئيس السوري يزور الدوحة ويجري مباحثات مع الشيخ تميم بن حمد ...
- إسرائيل تقلص قوات الاحتياط بالجبهات و100 ألف يوقعون عرائض لو ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - محكمة العدل الدولية...جيبْ ليل واخذْ عتابة !