أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كرم نعمة - يا لسعادة العراقيين بمقتل السعيدي














المزيد.....

يا لسعادة العراقيين بمقتل السعيدي


كرم نعمة
كاتب عراقي مقيم في لندن

(Karam Nama)


الحوار المتمدن-العدد: 7856 - 2024 / 1 / 14 - 18:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فتح صحافي موضع ثقة بالنسبة لرئيس حكومة الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني، هاتفه على مقطع فيديو لمتحدث عراقي مع إحدى القنوات الفضائية بعد ليلة واحدة من مقتل مشتاق طالب السعيدي، أحد عناصر ميليشيا "النجباء".
شاهد السوداني باهتمام الفيديو الذي لا يشكل، على الأغلب، مفاجأة وسط ضجيج التعليقات التلفزيونية السامة المتصاعدة في دكاكين القنوات الفضائية العراقية.
كان المتحدث في الحوار التلفزيوني يضع خلاصة للمؤشرات المترتبة على مقتل الميليشياوي "أبو تقوى" في حركة "النجباء" تصل إلى نتيجة مفادها "إن الأمل الأخير للإطار التنسيقي للبقاء في سدة الحكم هو السوداني، وبمجرد إسقاطه سيسقط حكم الشيعة"!
لم يتأخر السوداني في التعليق على كلام المتحدث مع قناة فضائية هي بالأساس من أكبر المروجين لخطاب الإطار التنسيقي، فقال "ليس السوداني! بل الأمريكان هم أملنا الأخير للبقاء في سدة الحكم، وبمجرد أن نخسرهم، سنخسر كل شيء".
على الجانب الأخر في تلك الليلة كانت بغداد تعيش أجواء لا تعير أي اهتمام لمقتل السعيدي بما فيها القنوات التلفزيونية الولائية، ليس إيغالا في شماتة قتله لأن أعداد العراقيين الذين قتلهم على الهوية في الطارمية وحدها، تجعل قدر مقتله بضربة أمريكية ليس كافيًا، بل لأنه لم يبق من العراقيين من يرى أن تلك الحادثة تستحق الاهتمام على من قتل فيها ومن سيقتل بعدها (...) مع أنه لو حدثت في أي بلد آخر لتحولت إلى قضية رأي عام!
لا أحد بدا عليه التأثر في الشارع العراقي، فهؤلاء الذين استحوذوا على ثروة العراق وحكمه لا يجدون من العراقيين من يعبأ بمقتلهم وأن تمزقت أجسادهم كما استحال على المسعفين لملمة قطع جثة السعيدي.
فأين حاضنتهم بعد عشرين عامًا، ومن سيدافع عنهم عندما تحين لحظة الوصول إلى المعادلة الصفرية للعملية السياسية، بينما هم إلى اليوم وبعد عقدين من انهيار النظام السابق يتحدثون عن أيتام له "يا لبؤسهم فقد عجزوا لدرجة لن يكون هناك من يتحدث عن أيتامهم بعد استعادة العراق من خاطفيه".
الأجواء الطبيعية التي مرت على بغداد والمدن العراقية الأخرى ليلة مقتل السعيدي تجيب على هذا السؤال، فمقاهي بغداد ومطاعمها لم تفرغ من زبائنها وكأن شيئا لم يحدث، ذلك ما سيحصل أيضًا لو قُتل كبار المتسيدين على أحزاب وميليشيات الإطار التنسيقي وكل زعماء أحزاب إيران في العراق.
لماذا؟ ببساطة متناهية لأنهم لم يفعلوا شيئا للعراق سوى إثراء أنفسهم وتهريب أموالهم إلى خارج البلاد في ترقب مستمر لساعة الفرار.
بوسعي أن أقتبس هنا، مرة أخرى، ما كتبه محمد توفيق علاوي عن تسديد الثمن، عندما نقل عن رئيس وزراء سابق بأن العراقيين سيدخلون يومًا ما على بيوتنا في المنطقة الخضراء ويسحلوننا في الشوارع! وهي نتيجة لا تفرق كثيرًا عما حصل ليلة مقتل السعيدي وسيتشابه المشهد لو قُتل المالكي أو الخزعلي أو العامري والحكيم.
السوداني استوعب الدرس جيدا عندما استمع بعناية وانصياع تام لثلاثة مسؤولين أمريكيين على مدى الأشهر الماضية، إضافة لوزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، بأن عليه أن يضع الميليشيات الولائية تحت سلطته كي لا تكون العواقب وخيمة. لذلك يتحدث لصديقة الإعلامي عن كون الأمريكان هم أمل الإطار الأخير وليس إيران، للبقاء في السلطة فعلينا ألا نخسرهم.
غير أن تقريرًا لصحيفة "فايننشيال تايمز" البريطانية أكد على أن السوداني لا يستطيع السيطرة والتأثير على الميليشيات الولائية المسلحة.
فقد وضع كلا من وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن ووزير الخارجية انطوني بلينكن ومدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز، السوداني أمام سياسة "اللاخيار" حيال خضوع حكومته إلى سطوة الميليشيات الولائية.
بينما قال ديفيد كاميرون للسوداني في اتصالين هاتفيين كسرا البروتوكول الدبلوماسي في اتصال وزير خارجية برئيس حكومة، بأن العراق غير مهيأ أن يلعب أي دور محتمل في الصراع القائم حاليًا في غزة، وعلى رئيس الحكومة أن يمارس سلطة أقوى لمنع الميليشيات المارقة من تجاوز ما مسموح لها وحماية الرعايا الأجانب في العراق.
استمع السوداني لهذه الجملة من كاميرون عبر الهاتف "ليس بوسع حكومتك تحمل تكلفة الانفلات في العراق".
كان أول المؤشرات على ذلك مقتل الميليشياوي السعيدي غير مأسوف عليه، إذا مرت أمسية العراقيين تلك الليلة من دون أن تتأثر أجواؤها، بينما لا يجد زعماء ما تبقى من الميليشيات أي حاضنة لهم ولا أحد من العراقيين سيأسف عليهم أن تكرر مشهد مقتل السعيدي معهم.



#كرم_نعمة (هاشتاغ)       Karam_Nama#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عودة إلى مجزرة أنشودة المطر اللحنية
- أرقد بسلام أيها المدافع الشرس عن الحقيقة
- عرض السوداني الأخرق على ضفة الكاظمية
- بلاد العصابات
- أبحث عن تونس في تونس!
- قفازات إيران البيضاء بوجه إسرائيل
- علي جودة يكسر قلب الأغنية العراقية
- بوتين في بيتنا، أي أمل سيتركه؟
- متى يلحن كاظم الساهر لنانسي؟
- عن أخلاقية الحرب مرة أخرى!
- واشنطن تخسر وإسرائيل لن تربح
- حرية التعبير ضحية أيضا
- امرأة تعلمنا أن نكون على قيد الحياة
- لا نحتاج حلا لمعادلة الحلبوسي
- كم عبدالحليم في مصر اليوم؟
- لابد من درويش عندما يُفقد الأمل
- يفكرون نيابة عنا!
- العراق المزيف لا يشكل خطرا على إسرائيل
- قطيعة فائزة أحمد مع عراقيتها!
- نادي كبار الكذابين بصلافة


المزيد.....




- ترجف من الإرهاق.. إنقاذ معقد لمتسلقة علقت أكثر من ساعة في -م ...
- تمنّى -لو اختفى-.. مخرج -Home Alone 2- يعلق مجددًا على ظهور ...
- جوزاف عون يتحدث عن مساعي نزع سلاح حزب الله: نأمل أن يتم هذا ...
- ثنائي راست وتحدي الكلاسيكيات العربية بإيقاعات الكترونية
- -من الخطأ الاعتقاد أن أكبر مشكلة مع إيران هي الأسلحة النووية ...
- عراقجي: زيارتي إلى روسيا هي لتسليم رسالة مكتوبة من خامنئي إ ...
- تصاعد أعمدة الدخان فوق مدينة سومي الأوكرانية بعد غارات بمسير ...
- المرسومً الذي يثير القلق!
- دورتموند يتطلع لتكرار أدائه القوي أمام برشلونة في البوندسليغ ...
- عاصفة رملية تخلف خسائر زراعية فادحة في خنشلة الجزائرية (فيدي ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كرم نعمة - يا لسعادة العراقيين بمقتل السعيدي