الوعي

أسماء الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 7856 - 2024 / 1 / 14 - 14:45
المحور: الادب والفن
    

ما الوعي ؟! لعلها لفظة من ظاهرها فلسفية لكنها تعنى بما يجرب ، ما يعاش ، ما يخزن و ما تكتسبه الذاكرة سواء أكانت بسيطة أم عميقة .
بما يرتبط الوعي ؟! لعله يرتبط بذاكرتنا أم تتملكه الإدراكات اللاحسية أو اللاشعور !!
هذه الأسئلة تتبادر لذهن كل منا بمجرد سماع لفظة "وعي" .
من خلال المعاش و الواقع ، يتراءى لي أن لكل حركة منا معنى ، لكل بسيط أو معقد تفسير على العموم ، لكن لنسلط الضوء قليلا عن الوعي و لنتحقق من حيثياته .
يعد الوعي من أسمى و أرقى الخصائص المميزة للصنف البشري ، مناطه إعمال العقل و التحليل و لحظ كل لقطة مرت أمامك و تفكيكها و تخزينها في الذاكرة ، بل و في بعض الأحيان نواجه صدمات عصيبة لا نصادف حلها في الآن نفسه بعدها تتحول إلى هواجس و أحلام ، خيلت لنا الحلول مع انعدام التطبيق .
فعلى سبيل المثال ؛ كنت مارا في شارع ، فجأة تسمع صوت شخص يصيح بأعلى حبل ، فهذا يلفتك و قد تقف محاولا إيجاد علة صياحه ، أو أنك كنت على الطريق فشهدت على ارتطام سيارة بأخرى ، فهذا يجذب انتباهك بشكل غريزي فهذه الحركات تنتج عن استجابتك للمثيرات الخارجية و هذا هو الوعي أن تدرك ما يجري حولك .
لكن عندما ترمي كرة أو حجرا قد يتدحرج لكن لا يستجيب للمثيرات الخارجية وهذا ما يميزنا عن الموضوعات .
و هذه نتائج عن الغرائر و الضمير الأخلاقي ، لكن في حين من الأحيان قد يغيب شرط من هذه الشروط و نقوم بأفعال لا ندركها حتى يمر وقت طويل أو قصير عن تلك اللحظة . فمثلا في لحظة الغضب تخرج كلمات من أفواهنا يطلق عليها " فلتات أو زلات اللسان" ، فبمجرد ما نعي بما ألفيناه نبحث عن أسباب و حلول ذلك . فحينما نشتم أحدا عند وغرنا ، فعند استيعابنا لحشونا نهرع في طلب المسامحة و العفو من المتلقي .
بيد أن نتعرض للضرب أو التعنيف من قبل آبائنا ، نعم نكره ذاك الموقف ، بحيث تكبل أيدينا باحترامنا لآبائنا فتكبر غريزتنا في صرف هذا العنف بالتفكير فيه (حلما كان أو كابوسا ) و في كل الأحوال يتملكنا فكر ، و يرشدنا إرث ثقافي ، تلخص في مفهوم واحد ألا وهو "الوعي"
ختاما و من خلال استدراكاتي ، أرى بأن الوعي يلخص حالاتنا النفسية و العقلية و هو في عمقه تحليل لتجاربنا و تخطيطنا لتغيير ماضينا بحاضرنا

#أسماء_الذهبي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات