أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آرام كربيت - هواجس في الثقافة مقتطفات 14















المزيد.....

هواجس في الثقافة مقتطفات 14


آرام كربيت

الحوار المتمدن-العدد: 7854 - 2024 / 1 / 12 - 15:27
المحور: الادب والفن
    


الإشباع
الإشباع إن لم يكن ذاتيًا، منك وفيك، فإن كل كنوز الدنيا لن تملأ عينك.
الإشباع حالة نفسية وروحية وعقلية لها علاقة بتكوينك النفسي كله.
إذا لم تكن أنت هو أنت، فإن العالم كله لن يملأ الفراغ الساكن في داخلك البارد.
حرارتك تأخذها من نفسك، الآخر محرض، بيد أنه لا يمدك بالشغف المفتقد إذا لم يكن من ذاتك.
كل شيء يبدأ منك وينتهي فيك.
إن لم يكن لديك إشباع في الحب، فالحبيب لن يمدك به، أنت الصانع والمعلم والجلاد.
أنت هو الذات لذاتك، منقذها وحاميها، حاورها، أكتب لها، عنها وقيمها وأعرف أين تضع قدمك حتى تسير في الاتجاه الصحيح.
والطريق هو أنت أولًا وأخيرًا.
شخصيتك المهزوزة لا علاقة للآخر بها، إنها منك وفيك، أكسرها وأطويها بين جناحيك وسيطر على مسارها حتى لا تتحكم بك وتحولك إلى مهزلة.
المهازل حولنا كثيرة فلا تكن واحدًا منهم.
كن قويًا أمام نفسك، أمنحها الثقة، ستصبح قويًا لك.

الثورة
الثورة السورية ايقظت أشياء كثيرة في عقلي، بل خربت كل الأشياء التي كنت أومن بها.
لا يمكن بناء نظام ديمقراطي في دول ومجتمعات متخلفة يعيش فيها الناس في القرون الوسطى.
ولا يمكن بناء هذا البناء بوجود دول مركزية كالولايات المتحدة الديمقراطية الديمقراطية المنظمة في داخلها ومدمرة للدول الخارجة عنها.
الدول الطرفية لا يمكن أن تكون مثالًا يحتذى به، كالهند والصين وروسيا، فهي دول ذات مرجعيات دينية وقومية ومذهبية وطائفية، وهناك المحسوبيات كما يقول مثلنا العربي، حكي لي أحك لك، وفساد أخلاقي، وعلاقات العائلة والقرابة عامرة، ويأتي في المرتبة الأولى على حساب مفهوم الدولة والوطن والقانون والمؤسسات.
الدول الطرفية ذات بنية ريفية، لديها كراهية للمدينة، بل هو حقد عليها، عمليًا هي مجموعة مظلوميات، كلها كارهة للحرية، تسعى للدمار من أجل بقاء النفس المريضة مريضة.
الدول الطرفية تسعى لأن تكبر كميًا، كورم حضاري، وقزمًا في علاقتها بنفسها وبالدولة.
تسعى الدول الطرفية أن تحل محل الدول المركزية عبر العلمنة، دون علمانية، دون ديمقراطية، دون حرية الفرد والجماعة الاجتماعية.
تسعى الدول الطرفية للوصول إلى التراكم التكنولوجي للوصول إلى الثروة والتسيد الدولي، لمضاهاة الغرب والنيل منه.
تطور الأطراف، سينعكس ماديًا على المجتمع لكن دون تطور في المجال الاجتماعي، كالمجتمع المدني وفصل السلطات على أسس واقعية دون محسوبيات قبلية أو عشائرية أو دينية ومذهبية.
الانقلاب على البيئة الطرفية يحتاج إلى أكثر من العلمانية والحريات الفردية، يحتاج إلى بيئة اجتماعية ديمقراطية، بمعنى أصح، يحتاج إلى ديمقراطية اجتماعية وديمقراطية سياسية، وهذا هو المميز في هذه النقلة وإلا كل نضالات الأطراف هو رد فعل سخيف على الظلومية التاريخية.
لهذا أقول أن الثورة البلشفية والصينية، وكل ثورات الأطراف هي ردود فعل على نجاح المراكز، دون قدرة على الوصول إليهم.
التغيير السياسي الحقيقي في الطرف سيصدم بالثقل الاجتماعي وتخلفه وأمراضه، وسيكون المعيق الأول لأي تطور.
الذي سيمزق المراكز هي انتقالات الاطراف إلى المراكز وتحطيمهم سيتم عبر الهجرة، ثم القبض على الرأس، وإعادته إلى القبيلة الأولى.

الأطراف
أنا لم أعد أومن بتمدن الأطراف وتطورها، لأن بنية الطرف قائم على خلل بنيوي.
لا يزال يعيد إنتاج تخلفه الاجتماعي عبر الدولة، الريف الذي قام بناءه أو بنيته عليه.
ولأن الأطراف لم تمر بالتنوير، ولن تمر، لأن الطرف ليس لديه مفهومه الخاص، فكره الحداثي الخاص به، يستطيع من خلاله أن يكون بديلًا حقيقيًا، حتى في ظل النظام الرأسمالي.
الاحتمال الأكبر أن يتريف العالم كله أقرب من أن يصل الطرف إلى المركز، ويتمركز.
قال أحد الأصدقاء:
رائد عمارة الحداثة الفرنسي السويسري لو كوربوزيه، ذهب إلى الاتحاد السوفيتي ضمن زيارة رسمية، سعى من خلالها ستالين لعرض التطور المعماري السوفيتي الذي قام به هو شخصياً.
ستالين سأل لو كوربوزيه عن رأيه بهذه العمارة، العمارة السوفيتية؟
أجاب الأخير:
"عادةً، تمدّن المدينةُ الريفَ، لأول مرة في التاريخ نرى ريفاً يريّف المدينة".
بمعنى أن الريف لا يمكنه أن يمدن المدينة، هذا محال.

ما هو الصدق؟
أليس فيه كتل كبيرة من العبر والأسئلة الغامضة؟
أليس فيه تمركز ليزري حول الذات المتضخمة، عشق هذه الذات، الصافية النقية في بيئة وجودية شديدة الشراسة؟
لمن نقدم هذا المفهوم، ومن يخدم، ولماذا نتمسك به بعمق؟
هل هو سيكولوجية ذاتوية تناسلناها ذاتيًا، أم جاء من مكان ما غامض؟
من أين جاء مفهوم الصدق ولمصلحة من، ومن دافع عنه وأبقاه؟
هل نمارس الصدق للحفاظ على الراحة النفسية والأمانة، أم للهروب من المواجهة؟ أم خوف من المواجهة؟
أين كان مفهوم الصدق قبل أن يتبناها البعض وتصبح شرط وجودهم؟
وكيف تشكل وإلى أين يذهب؟
مفهوم الأخلاق من أصعب المفاهيم، تتداخل الفلسفة بكل المكونات الإنسانية، وهي تتناول البنية النفسية للبشرية كلها، تدخل إلى أعماق النفس، ويسيطر عليها بعدان، أو خطان متمايزان متغايران، وكلاهما يتعلقان بالانقسام الاجتماعي بشكل جذري، ويتمحوران حول الأنا والأخر.
برأي الصدق والكذب، كلاهما مفهومان نرجسيان دخلا النفسية الإنسانية من خارجه واستوطناه، ولدا مع ولادة العبودية وإنحلال المشاعية.
ستبقى الأخلاق لا أخلاق إلى أن يتطابق المفهوم مع ذاته.
الصدق ضرورة اجتماعية شخصية ونفسية، أنا حاولت أن أدخل في بنية المفهوم، مفهوم الصدق، نوع من الحشرية، أن أصل إلى ماهية الصدق، من أين جاء، هل هو نتاج عملية تكاملية بين الذات والذات، أم أنه حالة استسلام اجتماعي ديني طبقي.
ولماذا هذه الثنائية، الصدق الكذب، مصادرهما الأول، من وضع الاساس لهما، ولماذا؟
هذه اسئلة، يفترض أن نطرحها مع أنها بديهية.

المال
لو أزلنا الغطاء الرقيق عن حياتنا، المال، ماذا سيبقى لنا؟
هل ستبقى الدولة، المجتمع، الأخلاق، المبادئ، الكرامة، الهيبة، العزة، العمل، الحق، الكره، الحرب، العلاقات، القوة، المكانة؟
ماذا يتبقى للإنسان كإنسان دون المال؟
إذًا، إن قوة الإنسان من خارجه، أما هو، هو مجرد خواء، كائن فارغ، ضعيف مستلب، مكسور ومهزوم.
المال هو الذي يمنحنا السلطة من خارجنا.
وإن هذه الحياة مجرد خواء وفراغ لولا المال. ولا يوجد في الأفق بديل عن هذا الخواء.
لهذا فإن عالمنا مجرد بناء من الرمال يمكن أن ينهار إذا تعرض للإعصار أو الماء، وسينهار معه كل ما فيه.
عالمنا مبني من رمال متحركة، يا خيبتنا، وخيبة أجداد البشر على هذا البناء المتداعي.
كرامتك ليس منك، ولا قوتك الذاتية أيها الإنسان، فلا تفرح بذاتك لأنك دون ذات.
الصحيح أن المال فيه كمية كبيرة من العمل، بيد أنه وسيلة للعبودية أيضًا

أزمة شهريار
لم تكن الأزمة النفسية التي مر بها شهريار عابرة كما يظن التاريخ ومن جاراه.
إن أزمته بنيوية عميقة ولدت معه منذ أن جاء بعد شهرزاد بمليار قرن.
جاء على حين غرة من الزمن وتحولاته. جاء متأخرًا، بيد أنه حاز على الملك والمكانة والسيادة من خارجه بسرعة فائقة.
في لقاءه معها في تلك الليالي الماجنة اكتشف أن قواه الجسدية لا تطاوعه. وإنها سبب في كشف عجزه وضعفه.
وزاده الأمر سواءً خجله من مقارعتها، لأنه مدرك أنها المالك الحقيقي لزمام الزمن وتوابعه.
في دخوله إلى الغابة الوراقة شاهد أشجار اللوز الباسقة تضحك وتهتز للحفيف الناعم على ظهر الجبال وتحت سفوح الوديان، وتحت الأنهار الجارية تحتهما.
وأدرك إنه لا يجيد السباحة في هذا المكان المتألق.
خاف من العري وأن يبان على حقيقته أو عدم القدرة على الدخول في تلك المجاهيل.
خوفه لم يكن أنيًا أو جاء على حين غرة.
حاول شهريار مرات كثيرة أن يسبح، بيد أنه لم يفلح.
وفي لحظة الضعف القاتلة أخبر وزيره عن سره الدفين:
ـ ماذا أفعل بهذا البهاء؟ وهذا اللوز القابع على الضفاف؟ وتلك الرائحة اللذيذة المنتشرة بين تموضع أشجار البرتقال والليمون؟
رد عليه وزيره بحكمة ما زالت مستمرة:
ـ أقتلها يا مولاي. فأنت السيد في هذا العالم، ومن المعيب أن يبان للشعب عجزك أمام الجسد البض اليقظ. أقتل هذا اللوز الأخضر النابض. وبهذا الموت تكون قد تخلصت من أرث قديم.
ـ وهل تعتقد أن قتلها يمحي أثرها؟
ـ ستنتج لك ذرية من نفسها وتزول من طريقك يا مولاي.
وبعد هذا وذاك؟
ـ اشغلها بك، لتنسى أنها أنثى. وستبقى أنت المسيطر.
ـ هكذا سافعل. وهكذا ستجري الأمور.
الجاهل
كيف تعرف أنك تنتمي إلى العالم المتخلف والجاهل؟
وكيف تعرف أنك تافه ورخيص؟
المسألة ببساطة، يمكنك أن تتعرف على ذلك عندما تبدي رأيك في موضوع لا تفهم فيه أبدًا، ولا علاقة لك به.
وتتدخل في شأن الأخرين من موقع العارف المتمكن، من دون معرفة أو إطلاع على ملابسات هذا الشأن.
ثم تقرر، بعد أن تضع نفسك قاضيًا وجلادًا فوق المنصة، وتبدأ في محاكمة الأخرين وفق معايير أنت تضعها وتقيمها من زاوية رؤيتك.
في قضية ما على النت، يتحول الصراع بين الأطراف الغير معنية بالقضية إلى صراع عبثي، إلى عصفورية، يمكنك أن ترى بوضوح، قلة ذمة في التقييم، إنعدام الأخلاق، يتحولون إلى قضاة في الوقت الذي لا يفهمون في القانون ولم يدخلوا جامعة، وربما لم يحصلوا على الثانوية، يجرمون هذا ويُؤَبِّرُوا ذاك، جلادون في الهواء الطلق دون مراجعة أخلاقية أو قيمية.
لا ينتظرون قرار المحكمة أو حيثيات القرار أو الحكم. ودائما يستبقون الأحداث ويشكلون رأيًا عامًا ضاغطًا على الدولة والمجتمع والمحكمة ذاتها.
لو أنك تدور الغرب كله لن ترى إنسانًا واحدًا غربيًا يتصرف بهذه الحماقة وقلة أمانة مثلما يتصرف شعبنا على الملأ.



#آرام_كربيت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هواجس في الثقافة مقتطفات 13
- هواجس في الثقافة مقتطفات 12
- هواجس في الثقافة مقتطفات 11
- هواجس في الثقافة مقتطفات 10
- هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 9 ـ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 8
- هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 7 ـ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 6
- هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 5 ـ
- هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 4 ـ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 3
- هواجس في الثقافة مقتطفات 2
- هواجس في الثقافة ـ مقتطفات ـ 1 ـ
- عيد رأس السنة الجديدة في السجن
- هواجس ثقافية معاصرة
- فرانكشتاين
- قراءة متأنية في رواية الرحيل إلى المجهول للكاتب آرام کرب ...
- الهيمنة
- البشموري
- والدي العاقر


المزيد.....




- استعلم عنها بكل سهولة.. رابط الاستعلام عن نتيجة الدبلومات ال ...
- الروائي الليبي هشام مطر يفوز بجائزة أورويل للرواية السياسية ...
- على وقع ضحكات الجمهور.. شاهد كيف سخر الكوميدي جون ستيوارت من ...
- عودة محرر القدس… مسلسل صلاح الدين الأيوبي الحلقة 29 الجزء 2 ...
- جهز مستنداتك.. تنسيق الدبلومات الفنية 2024-2025 جميع المحافظ ...
- استمتع بأقوى الأحداث… موعد عرض مسلسل قيامة عثمان الجزء الساد ...
- حالة رعب حقيقية في منزل فنانة مصرية (فيديو)
- -قضية الغرباء-.. فيلم عن اللاجئين السوريين يفوز بجائزة في مه ...
- نصوص في الذاكرة.. الغريب من كتاب أبي حيان التوحيدي
- -غوغل- يدرج اللغة الأمازيغية ضمن خيارات الترجمة


المزيد.....

- نظرية التداخلات الأجناسية في رواية كل من عليها خان للسيد ح ... / روباش عليمة
- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آرام كربيت - هواجس في الثقافة مقتطفات 14