أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - هوشانغ سيبير - هروب النظام الإيراني إلى أمام















المزيد.....

هروب النظام الإيراني إلى أمام


هوشانغ سيبير

الحوار المتمدن-العدد: 1744 - 2006 / 11 / 24 - 10:19
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


يعيش اقتصاد إيران، بعد أكثر من ربع قرن من حكم النظام الإسلامي، وضعا ميؤوسا منه. ولم تتمكن زهاء ستة عشر سنة من الإصلاح الاقتصادي المستجيب لشروط الدوائر المالية الدولية ومنظمات كصندوق النقد الدولي والبنك العالمي، والمطبق من قبل جناحي النظام «المعتدل» و«الإصلاحي» بزعامة الرئيسين الاسبقين علي أكبر هاشمي رافسنجاني وسيد محمد خاتمي، من تحسين الوضع.

فساد و فقر

استشرى الفساد في النظام. واغتنت شخصيات رسمية عديدة بشكل فاحش عبر السوق السوداء، التي شجعها احتكار الدولة للتجارة الخارجية. وأصبح آخرون بالغي الثراء بشراء مصانع مؤممة سابقا بأثمان بخسة. وحسب فوربيس Forbes، يحتكر رافسنجاني وعائلته زهاء ربع ثروة البلد. مما يجعله أحد أكبر اثرياء العالم، لكن بوجه خاص أقوى رجل بالبلد. وغالبا ما يقول الإيرانيون إن بلدهم بات شركة خاصة لرافسنجاني. انه نظام راسمالي مافياوي يقسم البلد الى اراضي تسير كلا منها اسرة، آل رفسنجاني لهم البترول والفستق وتجارة السلاح، وآل جناتي لهم احتكار السكر، وحراس الثورة لهم اسواق مواد التجميل والمخدرات...

وحسب ترتيب للأصول بالعملة الأجنبية والذهب في البنوك العالمية، تتوفر الجمهورية الإسلامية على 40 مليار دولار، أي نصف أصول الولايات المتحدة الأمريكية مما يضع إيران ضمن اغنى بلدان العالم. ووفقا لذات التقرير توجد أغلبية تلك الأصول في حسابات باسماء اشخاص خلافا لعدد كبير من الدول الأخرى.
وتزداد أهمية هذه الأرقام إذا قيست بالدين الخارجي لجمهورية ايران الذي لا يتوقف عن الارتفاع. إن دينا خارجيا يبلغ زهاء 24 مليار دولار واستدانة جارية للبنك المركزي تفوق 11 مليار دولار يثقلان كاهل اقتصاد البلد و يقلصان هامش مناورات النظام الاسلامي.
وبينما تمكنت البلدان المصدرة للبترول من سداد ديونها (سددت روسيا 15 مليار دولار والمكسيك 7 مليار دولار والجزائر 8 مليار دولار)، بفضل الريع الناتج عن عمليات تصدير المحروقات بأثمنة قياسية، لم ينجح نظام طهران في تسديد ديونه بل أنه زاد استدانة. إن ذاك الدين الذي بلغ 12.5مليار دولار عام 2004 انتقل إلى 17 مليار دولار عام 2005 ليصل إلى 24 مليار دولار في صيف 2006. لم تستفد إيران من انفجار أسعار البترول حاليا، لأن النظام لا يبيع البترول الإيراني بأثمنة السوق بل عن طريق عملية إعادة الشراء Buy-Back ، ببيعه بين 8 و18 مليار دولار للبرميل. وإذا كانت إيران، وفق مركز معلومات الطاقة بالولايات المتحدة الأمريكية، البلد الذي ارتفعت مخزوناته من البترول والغاز خلال سنة 2005، فإن صناعته البترولية المتقادمة تقتضي استثمارات هامة: قدرت حاجات إيران من الاستثمارات في قطاع البترول وحده بـ 100 مليار دولار.
استشرت البطالة ضمن الشباب. ومع انعدام إحصاآت موثوقة، يقدر عدد كبير من المحللين نسبة البطالة بـأكثر من 40%. ويتزايد عدد السكان الإيرانيين بسرعة منذ الثورة ويصل حاليا إلى 70 مليون نسمة يقل عمر نصفهم عن 18 سنة ويقدر عدد فرص العمل اللازمة لتشغيل تلك الشبيبة مليون منصب عمل جديد كل سنة. والحال أن نمو الإنتاج الداخلي الإجمالي دائم الانخفاض. إن مشكلة البطالة حادة بوجه خاص ضمن شباب المدن لاسيما الحاصلين على شهادات.
ويدل تقرير حديث للأمم المتحدة على أن أكثر من 550000 طفل في إيران يعيشون بأقل من دولار في اليوم. ويورد نفس التقرير أن 35.5% من السكان يعيشون بأقل من دولارين في اليوم بينما تضاعفت أسعار البترول ثلاث مرات منذ سنتين.
رسميا، النظام الايراني جمهورية ذات «برلمان» وأحزاب معارضة وحتى «إصلاحيين»، لكنه في الواقع نظام كلياني إيديولوجي متعصب لا يمكن حتى توصيفه بـ«ديكتاتوري» طالما أن سلطات الزُمر واسعة، وتَحكّم القواعد الدينية المتعصبة في حياة الفرد الإيراني كلي ودائم.
يتعلق الأمر فضلا عن ذلك بنظام رأسمالي مافيوي يقسم إيران إلى مناطق تقود كل منها عائلة: يحتكر آل رافسانجاني البترول والفستق وبيع الأسلحة وآل جاناتي السكر وحراس الثورة الإيرانية أسواق مواد التجميل والمخدرات.

أهو انقلاب زاحف؟

في هذا السياق السياسي والاقتصادي تمت دعوة سكان إيران إلى المشاركة في المهزلة التي يسميها النظام الإسلامي «انتخابات رئاسية». ويبدو تعبير «انتخاب» غير ملائم، إذ يجري انتقاء مسبق للمرشحين للانتخابات الرئاسية من قبل مجلس يدلى برأيه حول مستوى كفاءاتهم و ورعهم الديني. وللمرة الأولى، وبسبب تناقضات وتوترات كتل النظام المتنافسة، كان من اللازم إجراء المسخرة الانتخابية لعام 2005 في دورتين.
تقدم أكثر من 1000 مرشح محتمل وتم قبول طلب خمسة فقط، فيما اعتُبر الباقون غير أكفاء من قبل مجلس الحراس الذي يمثل كلب حراسة للدستور الإسلامي. المرشحون الخمسة المختارون هم: معين وزير الثقافة آنذاك (مرشح الإصلاحيين)، والرئيس الإيراني السابق رافسنجاني الرجل القوي للنظام، وكاروبي رئيس البرلمان آنذاك، وأحمدي نجاد عمدة طهران، وهو شخصية غير معروفة للجمهور وخارج المشهد السياسي، والخامس ليس له ماض معروف. خلق الدور الأول مفاجأة: بلغ القمة الرجل غير المعروف أحمدي نجاد بحصوله على6.5 مليون صوت، متقدما على الرجل القوي رافسنجاني.
وصوت في الدور الثاني 29 مليون شخصا فقط من أصل 47 مليون مسجل، وحصل أحمدي نجاد على 17,5 مليون صوت. كان جليا أن التصويت على أحمدي نجاد يعني قبل كل شيء رفضا قاطعا لرفسانجاني، بوصفه رجلا جسد النظام منذ البداية. في كل مرة يُمنح الشعب فرصة للتعبير، ينتهزها ويوظفها بما هي استفتاء شعبي للتعبير عن رفض النظام.
لكن عنصرا آخر طفا على سطح تلك الانتخابات:إنه دور حراس الثورة. لقد وضع النظام كل أجهزة الدولة وكل آلته الدعائية لتشجيع التصويت على أحمدي نجاد بوجه الفشل الذريع لما يسمى بالـ«إصلاح» في المجالين الاقتصادي والسياسي، وتحول النظام إلى إستراتيجية جديدة. طبق على المستوى الاقتصادي ليبرالية صرفة، وعلى المستوى السياسي الداخلي قمعا مطلقا –إنه «نموذج صيني» إسلامي!
ظهرت قبل بضعة سنوات في طهران ترجمة الكتاب المشهور لصموئيل هيتينغتون «صدام الحضارات وإصلاح النظام العالمي». تلقى الناشر طلب ألف نسخة، أي نصف نسخ الكتاب المطبوعة. يتذكر الموزع: «كنا نتساءل من طلب كمية من ذاك الحجم. وقد عرفنا الجواب لما شوهدت شاحنة عسكرية منتمية لفيلق حراس الثورة الإسلامية تحمل الكتب». كان يحيى سافاهي من بين الضباط الذين حصلوا على نسخة من الكتاب، وهو حاليا جنرال وقائد عام للحرس. وتوصل محمود احمدي نجاد على نسخة أخرى، وهو ضابط سابق في احتياط الحراس، و رئيس جمهورية إيران الإسلامية حاليا.
وعلى امتداد السنوات الأخيرة، انزلق النظام عبر وسائل عديدة، بين أيادي الحراس. وقد صرح إبراهيم أسغزاديه وهو ضابط سابق في فيلق حراس الثورة الإسلامية أن النخبة العسكرية الجديدة كانت قد بدأت انقلابا عسكريا «زاحفا». وبينما كان الرئيس السابق محمد خاتمي يجوب العالم، ساعيا لإدهاش الجمهور الغربي باستشهادات هوبس وهيغل، أسس الحراس شبكة شعبية مدهشة عبر التراب الايراني وخلقوا منظمتين سياسيتين منغرستين: الأوزولاغاران أو السلفيين، والإيزارغران أو المضحين بأنفسهم. وكل واحدة تجتذب إليها الأجيال الشابة من ضباط وموظفين ومقاولين ومثقفين.
استولت الشبكة عام 2003 على المجلس البلدي لطهران وعينت أحمدي نجاد عمدة للمدينة. برز هذا الأخير بعد عامين، بما هو مرشح الحراس للرئاسة، منتصرا على الرئيس السابق رافسنجاني، أحد أكبر أغنياء العالم وممثل الحرس القديم للمُلالي السائرين إلى انقراض.

من هو أحمدي نجاد؟

ولد محمود أحمدي نجاد عام 1956 في قسوة الأحياء الفقيرة بجنوب طهران. ودخل الجامعة عام 1975 قصد أن يتخرج مهندسا.
أصبح أحمدي نجاد خلال الثورة الإيرانية قائدا لجمعية الطلاب الإسلاميين، وهي هيئة سلفية إسلامية محافظة بشدة. وقد يكون لعب دورا في عملية الاستيلاء على سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بطهران في نونبر من العام 1979. وخلال القمع بالجامعات عام 1980، الذي سماه الخميني «الثورة الثقافية الإسلامية»، اضطلع أحمدي نجاد ومنظمته بدور حاسم في عمليات تطهير أوساط المدرسين والطلبة المخالفين في الرأي، الذين اعتقل عدد كبير منهم وأعدموا. وظلت الجامعات مغلقة لمدة ثلاثة سنوات فانضم أحمدي نجاد لحراس الثورة.
عمل أحمدي نجاد في أوائل سنوات 1980 في «الأمن الداخلي» لحراس الثورة وحظي فيه بشهرة ُمستنطق ومُعذِب لايرحم. كان لبضع الوقت جلاد سجن إيفان المشؤوم، حيث شارك في إعدام آلاف السجناء السياسيين في مذابح سنوات 1980. وانضم عام 1981 إلى فرق الوكيل-المنفذ لاجفاردي المرعب، التي تعمل في سجن إيفان حيث يُعدم كل ليلة مئات السجناء. ولقب آنذاك بـ«الُمجْهز»: الذي يطلق الرصاصة الأخيرة على المحتضرين.
كما تورط في عمليات إرهابية نظمها النظام بالخارج، وكان العقل المدبر لجملة من الاغتيالات في الشرق الأوسط وأوربا، لا سيما اغتيال القائد الكردي غاسيملو Ghassemlou بشقة في فيينا بالنمسا في يوليوز عام 1989.
وبعد أن عمل بضعة سنوات حاكما لمدينتي ماكو وخوي عام 1993 عُين مستشارا ثقافيا لدى وزير الثقافة والتوجيه الإسلامي. وعُين بعد بضعة أشهر حاكما عاما لإقليم أربديل قبل أن تقيله حكومة خاتمي عقب تنصيبها عام 1997. ليعود أحمدي نجاد إلى الجامعة، لكن نشاطه الرئيسي كان تنظيم أنصار حزب الله، وهي ميليشيا إسلامية بالغة العنف.
وعند وصول أحمدي نجاد إلى بلدية طهران، عكف على تأسيس شبكة قوية من السلفيين، أبادغران إيران إسلامي ( وتعني حرفيا: مطورو إيران إسلامية). إن عمل شبكة أبادغران بارتباط وثيق مع حراس الثورة جعلها تفوز بالانتخابات البلدية في عام 2003 والرئاسية عام 2004. توصف أبادغران بما هي مجموعة من السلفيين الإسلاميين الجدد الشباب الساعين لإحياء مُثل وسياسة مؤسس النظام، آيات الله الخميني. إنها أحد المجموعات المحافظة جدا العديدة التي أقيمت بأمر من المرشد الأعلى آيات الله خامينائي للانتصار على زمرة الرئيس المنتهية ولايته خاتمي بعد الانتخابات الرئيسية في فبراير عام 2000.
إن حصيلة أحمدي نجاد نموذج لحصيلة الرجال المختارين من قبل حاشية خامينائي لمنح وجه جديد للهوية المتشددة للنخبة الدينية. لكن الواجهة ضعيفة. والاستبداد جلي...
إن أحمدي نجاد أول مرشح غير مُلاّ أصبح رئيسا منذ عام 1981. وأكسبته أصوله المتواضعة وخطاباته الديموغاجية والشعبوية بالأقل خلال الانتخابات الرئاسية، ثقة قسم من السكان وبالأخص ضمن الفقراء الذين كانوا يحسون بتخلي القادة الدينيين الفاسدين عنهم. لكن إيران على حافة أزمة اجتماعية في غاية العمق. راكمت الجماهير بعد أكثر من عشرين سنة من حكم المُلالي، الكثير من الغضب والحرمان. إن حركات الشبيبة والانقسامات المعلنة وسط النظام علامات واضحة لأزمة صاعدة.

عن مجلة إنبركور الصادرة عن المكتب التنفيذي للأممية الرابعة- العدد 520 سبتمبر –أكتوبر 2006 تعريب المناضل-ة




#هوشانغ_سيبير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الأردن.. ماذا نعلم عن مطلق النار في منطقة الرابية بعمّان؟
- من هو الإسرائيلي الذي عثر عليه ميتا بالإمارات بجريمة؟
- الجيش الأردني يعلن تصفية متسلل والقبض على 6 آخرين في المنطقة ...
- إصابة إسرائيلي جراء سقوط صواريخ من جنوب لبنان باتجاه الجليل ...
- التغير المناخي.. اتفاق كوب 29 بين الإشادة وتحفظ الدول النامي ...
- هل تناول السمك يحد فعلاً من طنين الأذن؟
- مقتل مُسلح في إطلاق نار قرب سفارة إسرائيل في الأردن
- إسرائيل تحذر مواطنيها من السفر إلى الإمارات بعد مقتل الحاخام ...
- الأمن الأردني يكشف تفاصيل جديدة عن حادث إطلاق النار بالرابية ...
- الصفدي: حادث الاعتداء على رجال الأمن العام في الرابية عمل إر ...


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - هوشانغ سيبير - هروب النظام الإيراني إلى أمام