أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رشيد عبد الرحمن النجاب - طنطورية رضوى عاشور وهذا النداء للتوثيق














المزيد.....

طنطورية رضوى عاشور وهذا النداء للتوثيق


رشيد عبد الرحمن النجاب
كاتب وباحث

(Rasheed Alnajjab)


الحوار المتمدن-العدد: 7853 - 2024 / 1 / 11 - 04:47
المحور: الادب والفن
    


ظننت أنني قرأت "الطنطورية" ذات يوم، ولما اتفق هذ الجمع الطيب على الانتداء ضمن مجموعة آفاق اللغة لحوار حول هذه الرواية، وددت تقديم قراءة في هذه الرواية، ولأن الزمان تباعد بالقراءة الأولى، كان لابد من قراءة ثانية وهذا ما كان، وهنا كانت المفارقة، فقد أيقنت بعد أن قطعت نحو عُشر الرواية أنها تمضي في غير الإتجاه الذي قدرت، أدركت أن الأمر التبس علي بين هذه الرواية وكتب أخرى تبحث في نفس الموضوع.منها ما كتبه المؤرخ إيلان بابيه تحت عنوان "التطهير العرقي في فلسطين". ولكن هذا لم يفسد للود للقضية ومضيت مع الرواية إلى آخرها. ويا لها من رواية بل ملحمة.
الروائية الراحلة د.رضوى عاشور غنية عن التعريف، إلا أنني لا استطيع المرور في هذا المقام دون أن أنوه بكونها مصرية المولد، عروبية الهوى، تقدمية الفكر، وأنها كانت في كل كلمة من كلمات هذه الرواية فلسطينية اللغة والدم والإنتماء.
تبدأ هذه الملحمة على شاطيء فلسطين قرب حيفاها حيث تتعايش"الطنطورة" تلك القرية الوادعة قرب بحر قال عنه درويش: "هذا البحر...لي هذا الهواء الرطب لي" .... وهذا ما عبرت عنه رضوى على لسان "رقية" راوية هذه الملحمة وأيقونتها، وحاملة مفتاح البيت بأمانة إلى أن سلمته إلى حفيدتها "رقية" الصغيرة عبر السياج، هذا المفتاح وحبله الذي لم يفارق صدر الأم ولا ابنتها، حتى مع الإستحمام إلى أن وصل الحفيدة.
نقلتنا الرواية إلى أجواء الطنطورة منذ أن وعت رقية الحياة، ثم تصاعدت الأحداث في بناء درامي متقن يبدأ بالتلميح إلى وجود مستوطنين وإنجليز، ثم تقترب اللقطة تدريجيا كعدسة مصور حاذق لترصد قتالا مستميتا من الرجال في سبيل الدفاع عن قريتهم، ثم مذابح وأهوال وتشريد وسط صدمة وذهول، و"رقية" تتساءل وهي تسمع أخبار المدن الفلسطينية تتوالى في سقوطها، حيفا، يافا، وعكا ، تقول : "وهل يمكن أن تسقط عكا؟ كيف تسقط عكا وهي عكا؟!!!"
ثم كان الرحيل والتهجير، والأم التي رأت ولديها فوق كوم الشهداء فأبت لصدمتها أن تصدق ما رأت، ورسمت في مخيلتها مصائر أخرى لولديها؛ هما في مصر حتما ولا بد من اللقاء بهما ذات يوم، لا بدمن البحث عنهما. وغير ذلك من الأوهام.
وباتت لبنان مثل كثير من الدول العربية الأخرى المأوى والمستقر لعديد من الفلسطيينيين عاشوا ويعيشون فيها على هامش الحياة، ولكن مع كثير من القيود والممنوعات في لبنان، ناهيك عن المنغصات من عدم القبول وغيرها من مفردات لغة الكراهية. وليتها وقفت هنا!!
مضت الرواية في وصف حياة واحدة من عائلات فلسطين في المهجر، رقية وابن عمها أمين والعائلة التي كوناها، بشخصيات متعددة ومصائر متباينة، وعيش في عوالم متعددة عبر أقطار الأرض، ولكن بانتماء واحد وبوصلة واحدة، ورقية تعاني، وتوثق، فتعيش الألم مرات بفعل التوثيق، تحاول التهرب أحيانا، ولكن ابنها حسن يقف بالمرصاد ويقول مشجعا "إنها شهادة وما أنت إلا شاهدة"
إلا أن رقية لم تعش الشهادة التي أرادها حسن بل عاشت الملحمة، تحدثت عن أفراح الشعب الفلسطيني على ساحل الطنطورة، وامتدت هذه الأفراح بأغانيها وأهازيجها ومضامينها ورقصاتها التي التقت بفنون لبنان حتى شواطيء اليونان احتفالا بزواج حسن، وامتد الحديث عبر سطور الرواية عن الأطعمة الفلسطينية، والأزياء والعادات التي انتقلت عبر القارات برغم محاولات السرقة؛ سرقة التراث والهوية التي عبرت عن نموذج منها من خلال "وصال صديقة رقية" في استهزائها بالخواجا الذي ادعى نسبة زيها الفلسطيني إلى إسرائيل. وجدير بالذكر الإشارة إلى قدرة د.رضوى على إدخال أجواء الفرح أحيانا بالرغم من قتامة المشهد.
وتتناول الرواية إشارات إلى مذابح تتابعت ضد الفلسطينيين في المنفى وتقف أحداث تل الزعتر، وصبرا، وشاتيلا، وغيرها من المذابح التي تعرض لها الشعب الفلسطيني عبر نحو سبعة عقود من حياة الشعب الفلسطيني شواهد على هذه المعاناة، كما تشير الرواية إلى شعب متعلم تم التعبير عنه من خلال المعماري صادق، والباحث حسن، والمحامي عبد، والطبيبة مريم، ورقية التي تعلمت وعلمت، وعاشت في المهجرا دورا اجتماعيا رياديا.
تعود أهمية هذا النوع من الأعمال الأدبية في الظروف الحالية، إلى ربط ما يجري من فظائع في قطاع غزة، ونحن نتجه نحو مئة يوم من العدوان، وأرقام الضحايا تتضاعف كل يوم للإشارة إلى أن العبرة ليس في مقارنة أعداد الضحايا بين الأمس واليوم، بل بالدلالة على أن ما كان في الطنطورة ، ودير ياسين، والدوايمة، وقبية، وكفر قاسم وغيرها، لم يكن إلا البدايات.



#رشيد_عبد_الرحمن_النجاب (هاشتاغ)       Rasheed_Alnajjab#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا و الكتابة ، من ألف باء اللغة إلى بحر الكلمات
- فرح أنطون أحد رواد الفكر العلماني والديمقراطي
- شبــلي الشمــيل، رائـــد من أعــلام الفكـــر الــــعـــلمي ا ...
- أحــــــمــــد لــــــطــــفــــي الــــسيد – رائد الليبرالي ...
- سلامة موسى .... من رواد الفكر التنويري العربي
- أنت تشرق ....أنت تضيء
- محمد شحرور في تجديد الفكر الإسلامي المعاصر
- محمد شحرور، حول الحاكمية في الفكر الإسلامي المعاصر
- الصادق النيهوم ورؤيته التحديثية في الدين
- ثلاثون يوما في الفردوس
- نماذج من التجديد في الفكر الإسلامي المعاصر
- نماذج من مجددي الفكر الإسلامي الحديث
- بيت الفن في عمان
- يوم شاق جدا
- نماذج من الفكر القومي العربي
- تيار الفكر العربي المناهض للصهيونية في موسوعة أعلام الفكر ال ...
- رائدات في الفكر العربي الحديث والمعاصر
- بدلة إنجليزية وبقرة يهودية
- عبد الرحمن النجاب ... مئة عام
- قبل النكسة بيوم


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رشيد عبد الرحمن النجاب - طنطورية رضوى عاشور وهذا النداء للتوثيق