أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - جاكلين سلام - أفكار في نقد الشعارات والخطاب التثويري وعودة إلى ناظم حكمت وآنا اخماتوفا














المزيد.....

أفكار في نقد الشعارات والخطاب التثويري وعودة إلى ناظم حكمت وآنا اخماتوفا


جاكلين سلام
كاتبة صحفية، شاعرة، مترجمة سورية-كندية

(Jacqueline Salam)


الحوار المتمدن-العدد: 7852 - 2024 / 1 / 10 - 19:57
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


حين تستمتع بدور الضحية وتجلد الماضي تخسر الحاضر وتعجز عن قبول نفسك بكل ضعفها وشجاعتها الناقصة. الحاضر يحتاج شجاعة الحضور في الآن ونقد العجز قبل البحث عن مبررات اجتماعية ودينية وسياسية لتبرير الأخطاء والتمسك بالآلية القديمة والشعارات التي تبقى مجرد كلام بائت.
*
يؤسفني الاعتقاد أن أجمل أيامنا، هي تلك التي عشناها ولم نكن منتبهين إلى أنها جميلة كما هي. الحق والعتبى على الشاعر التركي ناظم حكمت وعشاق ورعاة الافكار الثورية اليسارية التي ضخت الآمال في المستقبل وقادت الكثيرين الى السجون، ثم الصمت أو الهرب خارج الحدود. تلك الآمال صارت فيما بعد عبارة عن استظهار للخطابات الثورية. ولم يأت المستقبل الأفضل، بل حلت على البلاد جماعات إرهابية ك داعش، وفصائل أخرى كثيرة انتشرت في الشرق. ومازال الحاكم عاجزا عن تصفيتهم بشكل جذري.
*
يا خسارة يا أنا اخماتوفا، هل حلمتِ بأن يغير الشعر العالم ويجعله أجمل؟ هل قتلك الحزن بعد سجن ابنك وأحلامك الشاسعة في العهد الستاليني؟
ماذا سنقول لك يا سيدة لو عدت كمعجزة اليوم إلينا، نحن الذين نقرأ قصائدك كي نبكي أحلامنا وفداحة أيامنا؟! سنقول هناك خيبة كونية لم تستطع أن تقتل محاولات الإصلاح وطرح الأسئلة.
(أنا اخماتوفا، شاعرة روسية بارزة توفيت عام 1966 ولها قصائد مترجمة إلى العربية)
*
أما الشاعر التركي الثائر في زمنه ناظم حكمت، كنت أحب أفكاره وصوره وصور حبيبته وحديثه عن سجنه وعن أحلامه العريضة في ذلك الكتاب الذي حرره الروائي السوري حنا مينا. وما زلت ضمنا أحبّ تلك الأفكار الرومانسية التي صارت كتبا بلا مرجعية واقعية مستقبلية. (ناظم حكمت شاعر تركي شيوعي، بعد السجن في بلاده ذهب للإقامة إلى روسيا في زمن حكم ستالين ، توفي عام 1963 وتركت أشعاره أثراً على شعراء العربية)
ذات يوم، وضعت على الجدار تخطيطا بقلم أسود، تلك المقولة الشهيرة عن عشق المستقبل وذلك الأفضل الذي سيأتي...ولم يتحقق أي شيء سوى نشوة المقولة التي أخذت بعقولنا في العشرينات والثلاثينات من العمر. الآن وقد أصبحنا هنا، سيكون الغد افضل إذا عالجنا أمراض الواقع بواقعية، وليس بالكلام والوعود والتصريحات الباهرة.
*
كان جميلا أن نؤمن يا الله بأن الغد أفضل ولابد أن يكون وهكذا أضعنا على أنفسنا متعة الحاضر الذي أصبح ماض. لم أعد أملك ذلك اليقين المستقبلي. كل قصص وأفلام المستقبل عبارة عن ديستوبيا- الخراب. وهذه المشاعر بعد حين ستصبح من مخلفات الرومانسية الواقعية وستثير ضحك عشاق الذكاء الأصطناعي والخيال العلمي، أفلام الرعب والجريمة.
وكل ما لدي متعة الآن المنبعثة من الموسيقى-الهسيس النابع من احتراق الخشب على مهل في موقد الشتاء. كان صوت النار مؤنسا ورومنسيا أيضا ويذكرني بالماضي ولم نكن نصغي لأعمارنا وهي تحترق أو تتأصل في قلوب الغرباء ودار الغربة.
*
أحيانا أشفق على الذين يصلون ويأملون في شفاء الكون من علله الكثيرة، وأحيانا أحسدهم لأنهم يؤمنون بأن كل شيء من صنع الله وكل مصير هو اختبار من الله الذي اختبر ايوب بالجوع والعراء والفقد. فإذا كان ايمان الانسان مرتبطا بتقبل المصير، إذا، المصير كما يبدو هو المستقبل المعتم للبشرية . هذا المسقبل الذي انتظرناه يا صديقنا الشاعر، كم هو عنيف ويفوق الخيال!
*
وإذا كانت الحياة سلسلة من الاختبارات، فلماذا ننتظر النتائج ما دامت معلومة لدى القوة الإلهية العليا، او لدى قادة الحراك السياسي الدولي؟
لأن الإنسان بحاجة إلى الأمل كما حاجته إلى الكذب الأبيض بين فينة وأخرى. ومع ذلك ورغم ذلك جميلة تلك المعزوفة "أجمل الأيام تلك التي لم نعشها بعد!" كما قال ناظم حكمت.
*
إذا كان دور الفلسفة ان تطرح الأسئلة وتدعونا للتأمل في أحوال العالم، فمن الذي سيجد الحلول لهذا الواقع؟
السياسي المقهور؟ وهو في الغالب شخص متمرد يطالب بحقوق عادلة للجميع او ربما فقط لمن يؤمن بعقيدته وخطه السياسي الايديولوجي وإلى أن يصل إلى كرسي السلطة، فينحرف، ويستخدم أساليب الديكتاتوريات ليضرب معارضيه بحجة إعادة التوازن، والأمثلة كثيرة.
إذا، ما العمل في مثل هذا العام والعالم؟!

يناير 2024



#جاكلين_سلام (هاشتاغ)       Jacqueline_Salam#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوقفوا الحرب القادمة، منذ الآن...الكتاب ملجأ في الملاجئ أثنا ...
- هل الحروب اعتلال في الأخلاق أم المعتقدات أم أنها طفرة الجينا ...
- القراءة في زمن الحرب..لماذا نكتب والحرب دائرة!
- أفكار على سياج الدين والطوائف...عنف الرأسمال العالمي في الحر ...
- حين يموت الإنسان بطرق غير شعرية ولا إنسانية...فلماذا الشعر؟!
- الكتاب والشعر والرواية العربية والعالمية في فعاليات مهرجان ت ...
- أنشطة وحلقات حوار في تورنتو بدعوة من مهرجان تورنتو الدولي لل ...
- يوميات مهاجرة بين العزلة والحضور... ومن في رأسهم ريشة
- افتتاح صالون بيت الخيال في تورنتو برعاية الكاتب كمال الرياحي ...
- كتاب جديد لجاكلين سلام في الصحافة والبحث والنقد. العنوان: حو ...
- رحيل الكاتب الصحفي العراقي ابراهيم الحريري ومعه أحلام اليسار ...
- صالون جاكلين سلام للحوار الثقافي وقهوة مع الكاتبة الكندية ال ...
- جديد الكاتب الأردني حسين جلعاد وقصص -عيون الغرقى-
- ديوان جاكلين سلام -تُطعم الغيمات برتقالا- 25 قصيدة محملّة بأ ...
- هل الناشر العربي المعاصر جزار أم حامل كتاب المعرفة إلى القرا ...
- استطلاع رأي على أبواب العام الجديد حول الكتابة والقراءة وحضو ...
- من قصائد الأمريكيين والكنديين الأوائل-الهنود الحمر--الابورجي ...
- ماذا فعلت السلطات الثقافية في الصحافة العربية والإعلام
- قصيدة عن الحب وكيف يحلله ماركس وفرويد...
- كيف تفوز شاعرة عربية بجائزة معاصرة. كيف يفوز كاتب بمواقع الس ...


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - جاكلين سلام - أفكار في نقد الشعارات والخطاب التثويري وعودة إلى ناظم حكمت وآنا اخماتوفا